الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثقافة التعصب والكراهية من جريمة حرق الكتب في العهود الاستبداديةالظلامية الغابرة الى جريمة تفخيخ شارع المتنبي

جاسم الصغير

2007 / 3 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


(من يحرق الكتاب اليوم يحرق الانسان غدا)
حكمة المانية
جاسم الصغير
في جريمة اخرى اقترفتها ايدي الزمر الارهابية الظلامية استهدفت العصابات الاجرامية شارع المتنبي في بغداد بسيارة مفخخة كان من نتائجها ان نشرت الدمار في هذا الشارع الثقافي العريق وكلنا يعرف شارع المتنبي ومثقفيه والثقافة العراقية التي حفظت وانتشرت عبر مرتادي وناشطي الشارع من المثقفين العراقيين حيث كان لهذا الشارع ومثقفيه اهمية كبيرة في الحفاظ على الثقافة العراقية خاصة في زمن النظام السابق الذي حاصر المثقف العراقي والكلمة العراقية الحرة الصادقة وبمختلف السبل ومن هنا لم يكن مستغربا ان يستهدف الارهابيون شارع المتنبي فالارهاب الذي استهداف الانسان العراقي البرئ في كل مكان من ارضنا العراقية العزيزة ومن خلال مختلف الاساليب اللئيمة من تفخيخ سيارات وعبوات واحزمة ناسفة حيث نشروا الدمار في كل مكان من ارضنا الطيبة والتي هي بعيدة جدا عن ثقافة الارهاب فكرا وممارسة كل ذلك كان بدافع ان ينشروا نسقهم المتمثل بثقافة الكراهية وقتل الانسان العراقي والثقافة التي هي احد تجليات الانسان وعنوان بارز من عناوينه الهامة وامام رؤية العراقيين وهم يستميتون في الدفاع عن نسقهم الحضاري المتمثل بالنهج الديمقراطي والممارسات التي بنيت عليه من مؤسسات دستورية دائمة وعدم تراجعهم عن ذلك رغم الارهاب واثامه التي ارتكبها الارهابيون بحق الانسان العراقي الجريح كل ذلك دفع بالذين يؤمنون بثقافة الكراهية والتعصب وبنهج ظلامي يزدري الانسان الحر واضافاته الحضارية ان يعلنون عن اجندتهم الاجرامية المستوردة من الخارج وبشكل جنوني في قتل الحياة وبأي وسيلة كانت ولهذا رأينا تنوع الاساليب التي يتبعونها في تنفيذ اعمالهم الارهابية المدانة وبتنوع الجهات التي تقترف مثل هذه الاعمال الاجرامية ان جريمة استهداف شارع المتنبي واستهداف الثقافة والمثقفين العراقيين هي امتداد لجريمة حرق الكتب في بغداد في الازمان الغابرة عندما امتلأ نهر دجلة بالكتب التي استهدفتها السلطات الاستبدادية انذاك وقيل ان لون مياه نهر دجلة امتزجت بلون الحبر الذي كان في تلك الكتب ومن اجل قتل الثقافة العراقية الاصيلة ان الارهابيين الذين استهدفوا شارع المتنبي بجريمتهم النكراء واستهداف المثقف والثقافة العراقية هم امتداد للارهابيين والاستبداديين في تلك الاوقات الذين حرقوا الكتب في زمنية السلاطين المستبدين والجيوش الظلامية التي ارادت حرف مسيرة الانسان عن الحياة الكريمة التي يبتغي او ينشدها الانسان العراقي بشكل عام والمثقف بشكل خاص من خلال المساهمات الانسانية والثقافية وعبر التاريخ الطويل لهذه الثقافة العراقية الانسانية الملامح ونحن نقول لهؤلاء القتلة الذين استهدفوا شارع المتنبي ان اعمالهم الارهابية هذه لن تثنينا ابدا عن مواصلة مسرتنا الثقافية العراقية الناصعة بل ستجعلنا اكثر قناعة بنهجنا الديمقراطي الذي اخترناه بقناعة وبصورة حضارية وانه مخاض وصراع بين نهجين انساني صاعد واستبدادي ظلامي آفل واننا على يقين ان في النهاية لن يصح الا الصحيح وان مصير كل ثقافة الكراهية الى مزبلة التاريخ مع رموزها العفنين 0








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. باريس سان جرمان يأمل بتخطي دورتموند ومبابي يحلم بـ-وداع- مثا


.. غزة.. حركة حماس توافق على مقترح مصري قطري لوقف إطلاق النار




.. لوموند: -الأصوات المتضامنة مع غزة مكممة في مصر- • فرانس 24 /


.. الجيش الإسرائيلي يدعو إلى إخلاء -فوري- لأحياء شرق رفح.. ما ر




.. فرنسا - الصين: ما الذي تنتظره باريس من شي جينبينغ؟