الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بهذلة حسن معوض مع نوال السعداوي

محمد البندر

2007 / 3 / 10
الصحافة والاعلام


كان يوم اعلان هجرة نوال السعداوي بمثابة يوم حداد نكست فيه الثقافة العربية اعلامها حزناً على هذه الخسارة الفادحة المتمثلة بهجرة نوال السعداوي من مصر الى الولايات المتحدة حيث يسود إحساس أن الثقافة العربية بدأت تدخل عهد تحولها التدريجي الى ثقافة مهجرية قبل أن تلفظ أنفاسها الأخيرة . ومن جانب آخر كانت هجرة نوال السعداوي يوم عيد لثقافة فتاوى أصحاب اللحى الطويلة ومرتديي الداشيش القصيرة في العالم العربي الذين نجحوا في ان يتحولوا الى قوة إجتماعية موازية لقوة الدولة تقوم بمحاربة ومطاردة المثقفين كجزء من تأدية مهمة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تحت سمع وبصر الدولة العربية العلمانية .
لم تكن مهمة نوال السعداوي كناقدة للتخلف الإجتماعي وقهر المرأة تحت مسميات إجتماعية متخلفة سهلة أبداً حتى في ذلك الزمن الجميل الذي كانت الفتوى الدينية نائمة فكيف بها الآن بعد أن استيقظت ؟ غير أن هذه المهمة أصبحت اصعب في ظل تحول الفكر السلفي الى أيديولوجية إجتماعية عامة تؤثر في أنصاف المثقفين الذين اصطفوا يوماً مع نوال السعداوي ، ولذلك كان من الصعب على هذه المرأة أن تواصل مهمتها المضنية في ظل مواجهة هذا الكم الهائل من الأعداء المنظووين تحت عباءة الفتوى وخارجها.
لم ينل خبر هجرة من تستحقه من اهتمام من الفضائيات العربية التي تبذل قصارى جهدها في استضافة المناوئين لنوال السعداوي وآخرين من ممثلي ثقافة الذبح الذين تمنحهم ما يحتاجونه من الوقت لبث سمومهم التكفيرية والطائفية بين عموم المشاهدين العرب. واستضافت قناة العربية في بث مباشر تحول الى لقاء مسجل نوال السعداوي في برنامج نقطة نظام الذي يديره حسن معوض الذي يقوم عادة بتوجيه أسئلة محرجة أو مربكة لمحدثه يورد فيها حقائق أو اسرار أو تناقضلات يخفيها محدثه ولا يعرفها المشاهد فيجعله يرتبك ويناقض نفسه مما يصلح لأن يكون دليلاً على صحة افكار حسن معوض ونجاح برنامجه . إلا أن حسن معوض لم ينجح هذه المرة بل ارتدت سهامه عليه، أولاً لأن نوال السعداوي كانت اشهر من نار علم فلا يستطيع حسن معوض أن ينفرد بها كفريسة سهلة و يقدم سبقاً صحفياً أو معلومة جديدة لا يعرفه أحد عنها ، ولأنها ثانياً لم تشتهر فقط بكتبها وأفكارها بل أيضاً من خلال مواقفها المعلنة أثناء محاكماتها الكثيرة وحضورها المكثف امام الإعلام العربي والتي استطاعت فيها نوال أن تدافع عن نفسها. وبطريقته الهجومية المعروفة بدأ حسن معوض بإعادة طرح إتهامات تخلو من أي سبق صحفي يفتخر به بل لم يزد ماطرحه عن ترديد ما طرح سابقاً من إدعاءات سبق وأن تم تفنيدها ، ومنها كذبة إعدام أحد كتب نوال السعداوي ، وكذبة أخرى راجت وهي الطعن بالذات الألهية من خلال تسمية الخالق بصفة مؤنثة وغيرها من تهم كانت السعداوي مستعدة للإجابة عنها. لقد تغيرت شخصية حسن معوض في مقابلته لنوال السعداوي عما عرفناه عنه سابقاً واصبح عدوانياً جداً معها فحاول أن يعيدها الى قفص الإتهام عبر أتهامات قديمة أعادها طرحها مندفعاً ومنساقاً وراء نظرية المؤامرة التي تصور السعداوي الخطر الذي يواجه المجتمع العربي الإسلامي ومبادئه الأخلاقية مما أثار غضب و" قرف" نوال السعداوي هذه الإتهامات حيث ردت عليه بأنها " قرفت" منه ومن اتهامات الإعلام العربي لهذه الإتهامات الباطلة المتكررة والمستمرة فشعر حسن معوض بالخجل كأي طالب إبتدائية ، ولم أره ابداً وهو في هذه الحالة من قبل أبداً ، وقد فرحت بالحقيقة بهذه البهذلة التي اكلها عن استحقاق. وفي الحقيقة فلم تكن السعدواي وحدها قد شعرت بالقرف بل جميع المشاهدين حين يرون حسن معوض وقد تحول الى قعقاع إخوانجي لا ينشد الحقيقة بل يسعى الى إهانة وجرح هذا العلم الكبير لثقافتا العربية لكنه فشل في ذلك فشلاً ذريعاً ، وكان الأجدر بقناة العربية أن تكلف أحمد الزين بمهمة بمقابلة نوال السعداوي في برنامجه المتميز إضاءات فهي تستحق ذلك وأكثر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بوتين يتعهد بمواصلة العمل على عالم متعدد الأقطاب.. فما واقعي


.. ترامب قد يواجه عقوبة السجن بسبب انتهاكات قضائية | #أميركا_ال




.. استطلاع للرأي يكشف أن معظم الطلاب لا يكترثون للاحتجاجات على 


.. قبول حماس بصفقة التبادل يحرج نتنياهو أمام الإسرائيليين والمج




.. البيت الأبيض يبدي تفاؤلا بشأن إمكانية تضييق الفجوات بين حماس