الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


معرض القدس الدولي للكتاب.. بين علامتي تنصيص

نائل الطوخي

2007 / 3 / 10
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات


عنوان معرض الكتاب الإسرائيلي المقام حاليا هو معرض الكتاب الدولي في القدس . لم يلفت هذا انتباه أحد. معرض الكتاب الدولي الإسرائيلي يقام علي أرض محتلة، غير إسرائيلية بحسب التقسيمات الدولية. فقط يتساءل محرر هاآرتس بسخرية: أي مكان أكثر مناسبة لإقامة معرض للكتب من العاصمة الأبدية لشعب الكتاب؟ لم تزعجنا حقيقة أن هناك شعوبا أخري يرون القدس مشتهي أنفسهم، مثل المسلمين الذين يقرر قرآنهم أن اليهود أهل الكتاب . علي العكس فقد مكنت 23 نشاطا داخل المعرض من إدارة نقاش جذاب مفاده أنه عندما يتحدثون عن الكتاب فهم لا ينشغلون بالعنف.
غير أن هذا لم يكن رأيا سديدا من الصحيفة، في الافتتاح الرسمي للمعرض، يستشهد شيمون بيريز بكتاب محادثات مع الشيطان لصاحب جائزة القدس الأدبية الكاتب ليشيك كولكوفسكي، و يقترح حماية القدس من الشيطان بواسطة الكتب. أي شيطان يتهدد القدس من وجهة نظر محتليها الأسرائيليين؟ واضح أنهم عندما يتحدثون عن الكتب فإن العنف يأخذ شكلا أنيقا فحسب، لا أكثر ولا أقل.
مثال صارخ. يلاحظ محرر صحيفة هاآرتس بسطة واحدة في المعرض مكتوب عليها بالعربية مكتبة دنديس.. الخليل . يقف في المكتبة سميح دنديس، ابن صاحب المكتبة. يحكي للصحيفة أن مكتبتهم في الخليل تقدم 23 ألف عنوان نشر أغلبها في الدول العربية. في السنة ونصف السنة الأخيرة منعوهم من إحضار الكتب المنشورة في سوريا ولبنان. تسأله الصحيفة: من صاحب قرار المنع؟ يقول هم ويشير بيديه علي هيئة علامتي تنصيص. لا يستوردون كتبا من إيران، يبتسم ويقول لأنه ليس هناك. الأساتذة بالجامعة العبرية يشترون من مكتبتهم. عندما عرضوا كتبهم في رام الله قبل سنتين، كانت الممرات بين الأرفف ممتلئة بالبشر. أما في القدس فقلة الجمهور هي أمر محبط. هذا برغم أن هذه المرة الجمهور هو أكثر مما كان عليه في السنوات السابقة.
قبل شهر ونصف لم يكن لديهم تصريح للقدوم للمعرض. يسأله محرر هاآرتس: من الذي منع عنكم التصريح؟ يجيب بابتسامة أنتم . في اليوم الثالث للمعرض حاول سميح دنديس الوصول من بيته في الخليل إلي القدس فانتظر علي الحاجز العسكري عدة ساعات. في النهاية وصل.
يضيف مراسل هاآرتس اشتريت منه كتابين بالإنجليزية، والاثنان مطبوعان في مصر. واحد عن الحيوانات في القرآن والثاني عن نساء غربيات قررن أن يتحولن إلي الإسلام فوجدن في ذلك سعادتهن. ودفعت 28 شيكل.

تعاطفنا مع إسرائيل فجئنا
بجانب الكتب كانت هناك أمور أخري في المعرض. الكاتب الفرنسي جان روو مؤلف كتاب حقول الدهشة والحائز علي جائزة الجونكور كان حاضرا المعرض. قال في لقاء مع القراء أنه في حرب لبنان الثانية، والتي اندلعت في الصيف الماضي، ترددت أقوال في أنحاء فرنسا أثارت غضبه. رأينا جماعات مثل جماعات اليسار الراديكالي يقفون جنبا مع جماعات تدعم حزب الله . هنا قررت المجيء مع الكاتب والفيلسوف ميشل لي بري. نحن هنا لنقول لكم أن هناك كاتبين فرنسيين مؤيديين لإسرائيل !! ليس هذا فقط، يدين روو في حوار صحفي أقيم معه معاداة السامية المنتشرة في فرنسا الآن والتي تختبئ خلف ستار الهجوم علي السياسة الإسرائيلية!! أما هما فقد جاءا بهدف إعلان التعاطف مع إسرائيل والاحتجاج ضد هذا التيار في بلدهما، كما ينبغي علي الأدباء أن يفعلوا!!
في ذات الوقت كان من بين فعاليات المعرض إقامة لقاء بين المغنية الإسرائيلية من أصل يمني أحينوعام نيني والكاتب الإيطالي آري دي لوكا، والمعروف أيضا بمواقفه المؤيدة لإسرائيل. غازل كل منهما الآخر في اللقاء الذي لم يتبق فيه مقعد خال بسبب شهرة الاثنين. قالت نيني: الصلة العميقة التي تربط آري دي لوكا بإسرائيل وبثقافتنا ولغتنا تتجاوز كل شيء وهذا مؤثر. عن طريق كتبه استطعت اكتشاف أن هناك صلة عميقة بين الثقافة النابوليتانية واليهودية والإسرائيلية وهو ما ادي إلي هذا اللقاء. أما دي لوكا فيرد الكلمة الطيبة بأفضل منها. يقول: في كل مرة أخطو فيها خطوة باتجاه إسرائيل، ترد لي الخطوة بعشرة أضعافها!!

تربية ناشري المستقبل
المعرض، كما يقول منظموه، زاره حوالي ثمانين ألف شخص وعرض فيه 100 ألف عنوان من أربعين دولة نشروا في 500 دارا للنشر مثل هانيش هاميلتون، وهي دار نشر متفرعة عن دار بنجوين البريطانية، دار جاليمار الفرنسية، بندينجو الإيطالية، غير أن أهم الأحداث علي الإطلاق فيه كان اللقاء الذي جمع محرري دور النشر العالمية الشباب.
هؤلاء المحررون الذين يمثلون جيل المستقبل في الدور العالمية الكبري يلتقون ويتحدثون ويستمعون إلي محاضرات عن الأدب والنشر، و يذهبون في زيارة سياحية بأنحاء إسرائيل، مثل قلعة متساداه التي دارت فيها الأسطورة اليهودية القديمة، حيث قتل اليهود المحاصرون أنفسهم كي لا يحتلهم الرومان، ومتحف ياد فاشيم المخصص لتخليد ذكري ضحايا الهولوكست. أي أن المعرض كان أيضا فرصة لتربية جيل من الناشرين المستقبليين في العالم علي أسطورة اليهودي الضحية.
تذكر هاآرتس أن اللقاء بين المحررين والناشرين كان كبيرا بشكل خاص هذا العام، شارك فيه حوالي 55 شخصا، تحدثوا عن الكتب والأدب وتبادلوا التوصيات عن الكتب المرغوبة.
كان من ضمن برامح المعرض منح كل ناشر ومحرر خمس دقائق للحديث عن كتاب واحد نشره هذا العام و يفخر به. حيث تحدثت مثلا راحيلي إيدلمان من دار نشر شوكن الإسرائيلية عن السيرة الذاتية لإسحاق رابين والتي كتبها يوسي جولدشتاين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فرنسا: القيادي اليميني المتطرف إريك زمور يتعرض للرشق بالبيض


.. وفد أمني إسرائيلي يزور واشنطن قريبا لبحث العملية العسكرية ال




.. شبكة الجزيرة تندد بقرار إسرائيل إغلاق مكاتبها وتصفه بأنه - ف


.. وزير الدفاع الإسرائيلي: حركة حماس لا تنوي التوصل إلى اتفاق م




.. حماس تعلن مسؤوليتها عن هجوم قرب معبر -كرم أبو سالم- وتقول إن