الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وحدة الشيوعيين السوريين وإعادة التأسيس

قاسيون

2007 / 3 / 11
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية


بعد المؤتمر التاسع للحزب تداعى العديد من الشيوعيين في سورية، كوادر وقواعد، إلى ضرورة الانتهاء من التجاوزات التي تحصل للنظام الداخلي وتسيء لإلى الديمقراطية المركزية، وبنفس الوقت برزت بعض النداءات التي تطالب بإعادة تأسيس الحركة الشيوعية في سورية من جديد، ونداءات أخرى بضرورة عقد مؤتمر استثنائي تتم من خلاله إعادة تأسيس الحركة.
وقد وجه الشيوعيون نقدهم للمخالفات التنظيمية في المرحلة الأولى، ثم بدأت عملية مراجعة شاملة لتصحيح مسار الحزب وعودته إلى الأصول اللينينية في الفكر والممارسة، التي فتحت الأبواب لمناقشات حرة، إلى عدة استنتاجات أهمها:
أولاً: تحميل مسؤولية المخالفات التنظيمية لبعض القياديين في الحزب.
ثانياً: عدم تحيل مسؤولية الخطأ في بعض المواقف التي لم تستند إلى التحليل العلمي لقصور في الرؤية، إلى أحد، ذلك لأن الحالة التي كانت تعيشها الحركة الشيوعية عالمياًهي حالة تراجع، والانقسامات عموماًلم تكن حالة خاصة.
ثالثاً: أهمية وحدة الشيوعيين السوريين على الأسس التنظيمية اللينينية للتنظيم، مما يسرع عودة الحزب إلى دوره الوظيفي وعودة الجماهير إليه، وهذا ما أدى إلى تشكيل اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين لاحقاً.
رابعاً: إطلاق لجنة المبادرة الوطنية، والبدء بعملية الحوار مع جميع القوى الوطنية الشريفة أينما كانت، وتفنيد ثنائية معارضة/نظام، والبرهنة على أن القوى الوطنية النظيفة موجودة في كلا الطرفيين.
خامساً: بالتوازي مع لجنة المبادرةالوطنية تم إطلاق الجمعية الشعبية لكمافحة الفساد، وهي المعنية لمحاربة الفساد الكبير في البلاد ورموزه الموجودة أيضاَ في طرفي الثنائية الوهمية.
هكذا نرى أن الشيوعيين السوريين قد باشروا عملينة بناء حقيقة، ولأول مرة في تاريخ الحزب، وأصبح مايسمى تيار قاسيون هو المعبر الحقيقي عن رغبة جميع الشيوعيين السوريين، المتواجدين في فصائل متعددة، في الوحدة وتصحيح الرؤية للانطلاق من جديد، ولاشك أن المهام كثيرة، وتحتاج جهود الجميع، فلا يكفي أبداً الاتكال على الاحترام الذي تلقاه الطروحات الفكرية في سياستنا الجديدة، بل يجب أن يرفق ذلك المزيد من العمل الدعائي والتوجيه والشرح، بما يعزز الثقة، ثقة الشيوعيين وأصدقائهم، ومؤيديهم بجدوى النضال من أجل غد أفضل.
الأفاق:
بعد أنهيار المنظومة الاشتراكية، استيقظ الشيوعيين في العالم على جملة من إشارات الاستفهام، وجرت تحليلات كثيرة، وظهرت انتقادات أكثر للنظام السوفييتي، بل تجرأ بعضهم على إعلان ارتداده.
بالنتيجة، صحح الانهيار عدة مسائل كان التعامل معها يتم بشكل مقلوب، مثل الاتكال على الاتحاد السوفياتي، وانعدام الاجتهاد، وعدم الشغل في الخصوصية، مثال:الحزب الماركسي الهندي هو الحزب الوحيد الذي نجا من عواقب الانهيار، من أصل ثلاثة أحزاب موجودة هناك، لكونه غير متمفصل مع أحد، بل أنه
ازداد شعبية ونفوذاً، ساعده في ذلك فهم العلاقة بين العام والخاص، ونذكر هنا الانتقال من العام إلى الخاص، أو العكس، ليس عملية ميكانيكية، بل هو عملية نسبية تماماً.
من هنا، وبالاستناد إلى المقدمات الأولية والمراجعة للأفكار الأساسية، نجد أن الخلل في الرؤية كان يحصل عندما يتم تغليب الطابع الخطابي الإنشائي على الطابع العلمي الاستقرائي في العمل السياسي.
وعليه فإن معظم القادة الشيوعيين في العالم، ومنهم قادتنا، لم يلحظوا الخط البياني الهابط المتراجع للحركة، بل تعاملوا مع المسألة، خاصة فب السبعينات والثمانينات من القرن الماضي، وكأن الأمور على مايرام.
ومع بداية التسعينات، ومجيء غورباتشوف، وحيله في الفكر السياسي الجديد، الذي ظاهره صحيح وباطنه خطير، بدأت مرحلة انقسامات جديدة في الحركة الشيوعية في كل بلدان العالم.
ومع انهيار المنظومة، انهارت معظم الأحزاب الشيوعية التي كانت تعتمد على الأم الحنون.
باختصار، تأزم الأشعريون أتباع الشيوعية الأرذثوكسية، منهم من ارتد، ومنهم من يعيش حالة من القلق والتشويش، ومنهم من ضل سبيلاً.
لكن مرحلة جديدة بدأت بعد الحادي عشر من أيلول، إذ بدأ النظام الرأسمالي العالمي، وعلى رأسه الصهيوني/الأمريكي، هجومه على شعوب الأرض يغية إعادة دوران الرأسمال، والخروج من الأزمة/الانهيار المتوقع، فكان إعلان الحرب على الإرهاب ظاهرياً، والسيطرة على لإنتاج وتجارة البترول والمخدرات عملياً.
الخطوة الأولى تمت في أفغانستان، حيث ارتفاع إنتاج المخدرات عشرة أضعاف بعد عام واحد فقط نت الاحتلال، والمعروف أن سكان الولايات المتحدة يشكلون 5% من سكان الكرة الأرضية، ويستهلكون 50% من المخدرات المنتجة في العالم.
الخطوة الثانية كانت احتلال العراق، حيث سيطرة الشركة الأمريكية والإسرائيلية على مصادر الثروة العراقية وأهمها البترول.
وبعدها يوجد خطوات ليس آخرها استهداف سوريا ولبنان وإيران وفلسطين ودارفور.......
لكن الذي حصل أن هجوم الرأسمال المالي العالمي الاحتكاري الصهيوني الأمريكي على شعوب الأرض أيقظ ذلك المارد العملاق الذي لا رادع لإرادته، أقصد قطب الشعوب، إذ انطلقت المظاهرات التي تضم ملايين الناس في ايطاليا
وفرنسا والمانيا وبلدان أخرى منددة بالعولمة وبالنظام العالمي الجديد.
ولاشك بأن مناهضو العولمة وقسم كبير من أنصار البيئة هم حليف محتمل لليسار الشيوعي العالمي، المؤهل لمتابعة وقيادة النضال ضد الرأسمال العالمي مستفيداً من الأفاق المتاحة حالياً، والتي تعتبر فرصة قد لا تتكرر لكي يستكمل الشيوعيون في العالم وحدتهم، وتصحيح رؤيتهم، وانتقالهم إلى الهجوم المضاد، والمؤشرات بدأت في دول أمريكا اللاتينية وفي ايطاليا والهند وغيرها، أضف إلى ذلك صمود فيتنام وكوريا وكوبا وغيرها...


عمران كيالي
كانون الثاني 2007








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أخبار الصباح | فرنسا.. مظاهرات ضخمة دعما لتحالف اليسار ضد صع


.. فرنسا.. مظاهرات في العاصمة باريس ضد اليمين المتطرف




.. مظاهرات في العديد من أنحاء فرنسا بدعوة من النقابات واليسار ا


.. خلافات في حزب -فرنسا الأبية-.. ما تأثيرها على تحالف اليسار؟




.. اليمين المتطرف يتصدر نوايا التصويت حسب استطلاعات الرأي في فر