الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القضية الفلسطينية: لغة الحل

أحمد سوكارنو عبد الحافظ

2007 / 3 / 11
القضية الفلسطينية


لقد طرق العرب كل الأبواب والنوافذ والشرفات التى قد تنطلق منها حل القضية الفلسطينية التى ظلت تؤرق أمة بأكملها منذ نصف قرن من الزمان. لقد لجأوا إلى الأمم المتحدة واستصدروا قرارات من مجلس الأمن__ كقرار قرار 242 و383__ التى تحث على الانسحاب الإسرائيلى من الأراضى المحتلة فى 1967م ولكن هذه القرارات ظلت حبرا على ورق ولم تجد من ينفذها. ثم تداعت المبادرات السلمية من مناطق مختلفة فى العالم لتتعثر فى منتصف الطريق. ومن المؤكد أن الفرصة الحقيقية الوحيدة التى أضاعها العرب لحل المشكلة هى مبادرة الرئيس السادات فى السبعينات من القرن المنصرم والتى كانت تهدف إلى انسحاب إسرائيل من سائر الأراضي المحتلة وإقامة دولة فلسطينية ذات سيادة.

ورغم أن القاصى والدانى يدرك أن الولايات المتحدة الأمريكية هى الدولة الوحيدة القادرة على تحريك المياه الراكدة وإحياء مبادرات السلام التى قد تؤدى إلى وضع حلول نهائية لهذه القضية التى شغلت الأمة العربية قرابة نصف قرن إلا أن الصوت العربى لا يصل إلى دهاليز صناعة القرار الأمريكي وتتوقف الكلمات والعبارات التى تمتلئ بها مئات الصحف والمجلات العربية عند عتبات حدودنا، فمنذ سنوات ونحن نقرأ ونستمع إلى الكلمات الرنانة والشعارات التى تشير الى مدى الظلم الذى وقع ومازال يقع على الفلسطينيين فى الضفة والقطاع وكأنها تحاول إقناع المقتنع أن من حق هذا الشعب أن يقرر مصيره ويعيش كسائر الشعوب تحت مظلة دولة ذات سيادة. لقد أضعنا جل وقتنا نتحدث لأنفسنا ونؤكد ذلك من
خلال لغة لا يفهما سوانا غير أن الملك الشاب عبد الله بن الحسيين عاهل الأردن كسر كل هذه القواعد الجامدة عندما وقف أمام الكونجرس الأمريكي يوم الأربعاء الموافق 7 مارس وتحدث عن ضرورة إحياء مبادرة السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين وحثهم على تبجيل روح الملك حسين واسحق رابين. لقد كانت كلمة مؤثرة ألقاها دون النظر فى أوراق مكتوبة أمامه وحاز على تصفيق حاد من أعضاء الكونجرس عدة مرات وأحيانا صفق له أعضاء الكونجرس وقوفا. إن الملك يتحدث الإنجليزية بطلاقة لم نشهدها فى أى مسئول عربى من قبل وكما قال مذيع الجزيرة العالمية فإن "الكونجرس نادرا ما استمع إلى مسئول يعبر عن قضايا منطقته بطلاق لسان وعاطفة جياشة".

لن تحل القضية الفلسطينية إلا إذا استطعنا ان نضع أيدينا على مركز صناعة القرار فى العاصمة الأمريكية ولن نخطو خطوة نحو حل هذه القضية إلا إذا أعدنا صياغة الكلمات والعبارات التى نرددها بلغة يفهمها الشعب الأمريكي الذى يلعب دورا فعالا فى صناعة القرار والسياسة التى يتبناها أعضاء الكونجرس والحكومة الأمريكية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد سنوات من القطيعة.. اجتماع سوري تركي مرتقب في بغداد| #غرف


.. إيران تهدد بتدمير إسرائيل.. وتل أبيب تتوعد طهران بسلاح -يوم




.. وفاة طفل متأثرا بسوء التغذية ووصوله إلى مستشفى شهداء الأقصى


.. مدرسة متنقلة في غزة.. مبادرة لمقاومة الاحتلال عبر التعلم




.. شهداء وجرحى بينهم أطفال في استهداف الاحتلال مجموعة من المواط