الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحركة الأمازيغية وتحطيم أصنام القومية العربية 2

محمد انعيسى

2007 / 3 / 12
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير


الصنم الثاني: تقديس اللغة العربية
العربية لسان أهل الجنة ، اللغة العربية لغة مقدسة ، انه لشرف عظيم أن تنتسب الى العروبة ، هذا ما علموه لنا في المدرسة والمساجد.بل ما زالت العقول المتحجرة تنشر هذه الأفكار .
لقد كان لسيطرة (الحركة الوطنية) على زمام الأمور بعد 1956 بالمغرب أثر كبير على نشر الأفكار العروبية التي تمجد كل ما هو عربي في مقابل تبخيس كل ما هو امازيغي ،وقد رفعت هذه الحركة مبدأ التعريب منذ بدايتها ، ونجد هذا في المبادىء الأربع التي رفعتها اللجنة الملكية لاصلاح التعليم سنة 1957، حيث تم التركيز على مبدا تعريب التعليم، وقد عمل القومجيون العروبيون بكل قوتهم على تعريب التعليم والادارة والمحيط.فأسماء الاماكن بالمغرب أصبحت عربية بمجرد جرة قلم، وهكذا أصبحت تطاوين تطوان ، واصبح بوركراك أبو رقراق ..
سلطة اللغة اكتسبت شرعيتها من الدين ،اذ ان الوازع الديني لدى ايمازيغن جعلهم يتشيئون ،ويصبحون مادة خامة في أيادي القومجيون العروبيون،ليصبح الانسان الأمازيغي انسانا يكره لغته في مقابل تمجيد لغة الآخر .وقد استغل هؤلاء القومجيون سذاجة الشعب ونيته الحسنة ليمرروا ايديولوجيتهم التي لم تأتي علينا الا بالويلات . فعقلية الوحدة أقصت اللغة الحقيقية للشعب المغربي ،بل الأكثر من هذا يحارب (بفتح الحاء) كل من يقبل على القول ان الامازيغية لغة مثلها مثل اللغة العربية .وتاريخ المغرب يشهد على هذا ، فكيف يعقل أن يعتقل كاتب امازيغي (علي صدقو أزايكو رحمه الله) بمجرد أنه كتب مقالا بعنوان : من أجل فهم حقيقي لثقافتنا الوطنية ؟.انه تقديس للسائد ،تقديس لللغة العربية ، لغة اللسلطة والدين ..انه صنم وجب ان يعبد .
لكن مع تقدم العلم والمعرفة ، ووصول مجموعة من ذوي الفكر النسبي الى انجاز بحوث علمية في جميع الميادين، (اللسنيات، التاريخ، الفلسفة ، الدين..) استطاع هؤلاء أن يبينوا للعالم أن الامازيغية لغة كباقي اللغات ، وان العربية لغة مثلها مثل اللغات الأخرى ، ليست لا مقدسة ولا مدنسة ،بل ان مهمتها الاساسية تكمن في التواصل بين الناس .وبعد تنامي الوعي بالقضية الامازيغية ارتد مجموعة من المغاربة على عبادة الصنم الذي صنعته القوى العروبية بالمغرب والتي كانت تستفيد منه في مواسم الحج الثقافية والسياسية .
ان اصرار الحركة الامازيغية على النضال من أجل تحقيق مطالبها ،كان له أثر كبير على تحطيم صنم العروبة بالمغرب .وما انشاء المعهد الملكي للثقافة الامازيغية بالمغرب الا دليل واضح على وعي النظام المخزني بضرورة انشاء هذه المؤسسة التي أصبحت حجا جديدا لمعتنقين لدين جديد ،الاله المركزي في هذا الدين هو المصلحة كي لا نستغرب من وجود مرتدين على الدين القديم ،دين العروبة والقومية .
الخلاصة أن الحركة الامازيغية استطاعت بنضالاتها ان تحطم صنما كان قد عبد لفترة طويلة ،لكن رغم ذلك فان المؤمنين الحقيقيين بهذا الصنم جمعوا أجزائه ، ويحاولون الآن ان يصلحوه من خلال بعض الكتابات التي تطل علينا من حين لآخر ضد الامازيغية ،لتبشرنا وتنذرنا من عودة الصنم،صنم تقديس العربية وكل ما يمت بها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. التعبئة الطلابية التضامنية مع الفلسطينيين تمتد إلى مزيد من ا


.. غزة لأول مرة بدون امتحانات ثانوية عامة بسبب استمرار الحرب ال




.. هرباً من واقع الحرب.. أطفال يتدربون على الدبكة الفلسطينية في


.. مراسل الجزيرة: إطلاق نار من المنزل المهدوم باتجاه جيش الاحتل




.. مديرة الاتصالات السابقة بالبيت الأبيض تبكي في محاكمة ترمب أث