الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مؤتمر بغداد هل يخرج اميركا من عنق الزجاجه؟

رائد محمد

2007 / 3 / 12
مواضيع وابحاث سياسية



لااختلف مع الذين يرون الضرورة القصوى لمؤتمر بغداد لدعم العملية السياسية والحكومة في العراق الذي عقد في بغداد يوم العاشر من مارس 2007 وهذا الاتفاق من جانبي لم ياتي من كوني اؤمن بمثل هذه المؤتمرات او الجلسات للخروج الى الجانب الاخر من النفق المظلم لاي قضيه كانت بل ياتي من جانب انها الفرصة الاخيرة التي ستعطى للجانب الاميركي قليل من المصداقية للتعامل مع قضايا مختلفة ومعقدة في الشأن العراقي والتي ستدفع باتجاة فرض الامن وبناء دولة المؤسسات والقانون في العراق الذي امسى الهم الاول لكل الاجندات السياسية العراقيه ان كانت متخالفة او مؤيدة لها ولانها تمثل مناسبة مفيدة لجمع شمل العالم كلة لاعطاء الرأي والحيلولة دون وصول هذا الملف الشائك الى نهاية المطاف والانهيار الكامل خاصة ان الاميركان عندما اقدمو على خطوة اسقاط الطاغية لم يكن امامهم خيار سوى سماع صوت سياساتهم واجندتهم دون الرجوع الى البقية لوجود المعارضة بكل انواعها الدولية والاقليمية لهذا التصرف الاميركي الذي اعتبر مستهجنا من قبل الغالبية التي كانت تصور العملية انها عملية احادية الجانب اهانت كرامة القوى الكبرى الاخرى التي كانت تريد ان تلعب دور اكبر مما هو مرسوم لها في مطابخ السياسة الاميركية وهذا بحد ذاته احد اهم الاسباب التي ادت الى وصول الحال الى ماهو علية الان من تعقيد,
اذن ليس من الضروري كرأي شخصي ان نعول كثيرا او نتفائل بان هذه الورقة قد تكون هي المنقذ او هي الحل الكامل والناجز للقضية العراقية فهناك الكثير من القضايا وان طرحت بشكل او باخر على الطاولة تحتاج الى التعاون التام والكامل من قبل اميركا مع المحيط الاقليمي والدولي لغرض الوصول الى نتائج صحيحه ومفيدة ومنتجة لضمان تحقيق رؤى تتناسب مع التحول الجديد الذي حصل في العراق من سيطرة دكتاتورية احادية الجانب في النظريات التطبيقية والعملية التي بائت بالفشل الذريع في معالجة كافة الملفات الامنية والاقتصادية والاجتماعيه الى عملية تمازج في الافكار لاحداث الهزة المطلوبة للنجاح واستحضار كل مقومات بناء الدولة الحديثة,
فاميركا وان كانت هي الورقة الكبرى واللاعب الاول في الساحة العراقية عليها ان تعترف وان كان متأخرا على حساب دم وحالة الشعب العراقي المتعبه ان هناك اقطاب اقليمية ودول جوار تحتفظ وتتطلع االى مصالح متوازية مع مصالحها في الساحة العراقية وهي بالتحديد لها وجهات نظر اخرى لايمكن تجاهلها وركنها على الرف وطلب مساعدتها للنجاح دون التشاور معها وهي الرؤى التركية الايرانية السوريه التي تؤثروتتأثر بشكل كبير في مايحدث في الواقع و الشأن العراقي ,
فتركيا التي لديها حساسية كبيرة جدا من الواقع الموجود في كردستان العراق ومدى تأثير هذا الواقع على ماموجود في تركيا من خلال القومية الكردية التركية ومايرافقها من وجود حزب العمال الكردستاني المناوئ للحكم التركي وكذلك ايران التي تعتبر نفسها قوة اقليمية كبرى لايمكن تجاهلها وتحييدها في صراع الارادات الموجود على الساحة العراقية وخاصة انها قد تكون لاعبا ورقما كبيرا من خلال ماموجود من تناغم حقيقي عقائدي بينها وبين شيعة العراق والاحزاب الموجودة في السلطه الان في العراق وهذا لايمكن انكارة لكون هذه الاحزاب تكون بشكل او باخر بانها تلقت الدعم الكامل من الايرانيين في حقبة المعارضه لحكم صدام وتحاول الان ايران كسب نتائج هذا الدعم والتي تصورة كحق لها وفق منظوها السياسي اما السوريين اصحاب الارث الوحيد الباقي من زمن البعث فان نظرتهم قد تختلف قليلا عن الاخرين لكونها المرشحه الثانية بعد نظام صدام للاسقاط عسكريا ان استقرت الامور واستتبت للاميركان وهذا مالاتقبلة سوريا وتحاول بطرق او باخرى الحصول على ضمانات من القيادة الاميركية بابقاء البعث على راس السلطة في سوريا مقابل اعطاء مهلة للاميركان لترتيب وضعهم في العراق الذي لايمكن ان يكون الا بالتفاهم مع سوريا على عدم التغاضي عن دخول المجاميع الارهابية من اراضيها.
هذا الوضع بمجملة قد يكون حاضرا للنقاش على طاولة المؤتمر لغرض الوصول الى الحل والمحاولة على الخروج من عنق زجاجة العراق من قبل الاميركان وهو حل ممكن الحدوث اذا استطاعت اميركا ان تتجاوز كثير من الامور التي اعتبرها جانبيه وتحتاج اميركا له اكثر من الاخرين ومد يدها للاخرين دون النظر للحسابا الاخرى التي تعرقل هذه الحلول, فالمطلوب الان هو دراسة جديه اميركية للتحول من سياسة الاذن الصماء والعين التي تلبس نظارات سوداء الى سياسة جديدة محورها التفاعل مع الجميع وبناء محور اخر يمكن الاعتماد علية يكون صالح لكل الوصفات يعتمد علية وشطب مصطلح محور الشر الذي اطيقة الرئيس الاميركي جورج بوش والوصول الى تفاهمات على غرار مايمكن اعتبارة الوصفة السحرية الاميركية من خلال مقررات وتوصيات لجنه بيكر وهاملتون وهذا هو الممكن الوحيد الذي اراة في حل لمعضلة العراق الخالية بالنسبة للجانب الاقليمي ودول الجوار , اما الجانب الدولي المتمثل في دول اوربا القوية التي عارضت الحرب الاميركية مثل المانيا وفرنسا والاخرى من غير الدول الاوربية مثل الصين وروسيا فان الاميركان مهما حاولو ان يجدو صيغ للتوافق مع هذه الدول فان الفشل يكون هو السمة الغالبة لهذة المحاولات الا في حالة واحده ممكن ان تنجح الادارة الاميركية فيها الا وهي اعطاء الضمانات التي تخول هذه الدول من اقتحام السوق العراقي الاقتصادي على قدم وساق مع الشركات الاميركية وقد يتعدى ذلك العبور الى منطقة الخليج العربي الغنية بالنفط وافساح المجال لشركات هذه الدول من اقامة دعامات وقواعد اقتصاديه حرة التصرف والتعامل وهذه الحرب قد تختلف بشكل جذري مع الحرب الخفية التي تخوضها مع دول الجوار العراقي من ناحية المبدأ اي انها حرب اقتصاديه خالصه ومبنية على اسس الاستفادة من الوضع الجديد في العراق بعدما وجدت نفسها الخاسرة الاولى اقتصاديا من سقوط نظام صدام.
ومن خلال هذه الامور بمجملها اتصور ان الولايات المتحدة الاميركية بدأت تفهم اصول اللعبة السياسية الجديده في العالم وهذا حال السياسة فهي فن الممكن وفن الخيارات المفتوحه بعد مرور اربعة سنوات عجاف على سياسيي البيت الابيض وهي تجربة قد تكون مفيدة للولايات المتحدة الاميركية في خطواتها القادمه .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل مستعدة لتوسيع عملياتها العسكرية في غزة إذا فشلت المف


.. واشنطن متفائلة وإسرائيل تبدي تشاؤما بشأن محادثات هدنة غزة




.. التصعيد العسكري الإسرائيلي مستمر في رفح .. فماذا ستفعل واشنط


.. الصفدي: نتنياهو يتجاهل حتى داعمه الأول.. ومواصلة اجتياح رفح




.. الجيش الأميركي: الحوثيون أطلقوا 3 مسيرات من اليمن دون خسائر