الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من تعارض جماعة العدل و الإحسان ؟؟

ليلى محمود

2007 / 3 / 11
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


كلما تناولت وسائل الإعلام ملف جماعة العدل و الإحسان ، إلا و تحدثت عن اعتبارها جماعة معارضة بالمغرب بل و تفسر بعض مواقفها على أنها معارضة جذرية . لكن السؤال الأهم هو معارضتها لمن ؟؟ لأن صفة المعارضة ليست كافية للحكم على تيار سياسي و على و على موالاته لنظام الحكم و الطبقة المسيطرة أم للكادحين المتضررين من هذه السيطرة .

و هذه المقالة البسيطة سنحاول من خلالها أن نلقي الضوء على مدى صحة اعتبار جماعة العدل و الإحسان كمعارضة حقيقية لنظام الحكم بالمغرب من خلال الوقوف على المسلكيات التي تعامل بها قطاع هذه الجماعة مع الزيارة التي قام بها وزير التعليم للحي الجامعي بطنجة ، في إطار تفعيل و اجرأة المخطط الطبقي "الميثاق الوطني للتربية و التكوين" لتدشين حي خاص سيوفر أحدث التجهيزات السكنية و الخدماتية و العلمية لأبناء الطبقة البرجوازية في الوقت التي تعيش فيه طالبات و طلبة الحي الجامعي بوخالف وضع التهميش و الحرمان من أبسط شروط السكن الكريم (المطعم ، المقصف ، الأسرة ، الرشاشات ....).

فمنذ تلقي الخبر من طرف مناضلي الإتحاد الوطني لطلبة المغرب بموقع طنجة بدأت التعبئة في صفوف الجماهير الطلابية ، اختتمت بحلقية تقريرية مساء يوم الاحد بالحي الجامعي ، و بينما كان الطلبة يتداولون فيما بينهم مستجد الزيارة و رد الفعل الطلابي إزاءها وفق الأعراف التي دأب عليها المناضلون في الحلقيات الأوطامية التقريرية ، قامت مجموعة من طلبة العدل و الإحسان بالتهجم على الحلقية و استفزاز المناضلين و الطلبة المشاركين فيها ، و لولا ترزن المناضلين و عدم انسياقهم مع هذه الإستفزازات لتحولت الحلقية لساحة عراك بين الطرفين . و السؤال المطروح هو ما مصلحة جماعة العدل و الإحسان في عرقلة شكل نضالي معارض للدولة و سياستها الطبقية في ميدان التعليم و لأحد رموزها (الوزير)؟؟ و هل هذا سلوك تيار سياسي معارض لنظام الحكم بالمغرب؟؟

صباح يوم الإثنين كان مناضلوا الإتحاد الوطني لطلبة المغرب مستعدون لتنفيذ خلاصات الحلقية التقريرية ليوم أمس ، اعتراض موكب الوزير و فرض الحوار معه على أرضية الملفات المطلبية للجامعة و الحي الجامعي .و على الرغم من تسخير الإدارة بالحي و الكلية للأواكس و الأعوان من أجل تفريق الطلبة و الطالبات المرابطين بباب الحي أمام سيارات الوفد الذي ضم إلى جانب الوزير رئيس الجامعة و بعض البرجوازيين ، لم يكن أمام الوزير إلا الرضوخ للحوار مع اللجنة الاوطامية أمام صمود الطلبة المتظاهرين التي اصيب بعضهم في ساقه و البعض الآخر على مستوى الرأس و اليدين..كل هذا تم في غياب "معارضي" الدولة المفترضين !! من كانوا يترامون على حلقية الأمس لم يحركوا ساكنا في مواجهة تفعيل الهجوم على مكتسبات الجماهير الشعبية و الطلابية في حقل التعليم .

على إيقاع شعارات الإدانة و الرفض لمخططات الدولة في ميدان التعليم ، شعارات العهد و الوعد على استمرار النضال و الصمود الطلابيين من أجل تحقيق المطالب العادلة و المشروعة للجماهير الطلابية ، رضخ الوزير للحوار مع لجنة اوطامية منتخبة للحوار ، ملتزما بالتنفيذ الفوري لبعض المطالب و تقديم الوعود فيما يخص مطالب أخرى . و بعودة لجنة الحوار إلى الساحة الحمراء بالحي الجامعي حيث تجمعت الطالبات و الطلبة المشاركين في هذا الشكل النضالي ، خرجت "معارضتنا" من جحرها لتنقض من جديد على هذا التجمع الطلابي ، و هنا تظهر طبيعة هذه" المعارضة" ، سب و شتم ، و استفزاز ، وصل حد الإعتداء المباشر على أحد المناضلين ، لم يدع مجالا للهدوء فتشابكت الأيدي و بدأ العراك ، وللأمانة لم يكن الأمر صراعا بين تيارات سياسية ، فالعديد من مناضلي الحي الجامعي الأوطاميين الذي شاركوا في هذا الشكل النضالي فرض عليهم الأمر دفاعا عن أنفسهم و عن مناضليهم ، ضد من نصبوا أنفسهم" معارضة" لكن معارضة لنضالات الجماهير و لتطلعاتها من أجل غد أفضل ، معارضة لكل صوت تقدمي صادق مرتبط أشد ارتباط بنضالات الجماهير الطلابية و مستميت حتى النهاية من أجل تحقيق مطالبها .

شحذ الإخوة أعصابهم و نفوسهم في إنزال لطلبتهم الجدد و القدامى الذين ودعوا أسوار الجامعة من زمان و من لم يسبق لهم أن درسوا بالجامعة أصلا ، و لم تكن زيارة الوزير لتعود بهم بقدر ما كان حملة الترهيب و التهديد بالجامعة ضد مناضلي أوطم، استعرض الإخوة عضلاتهم في حلقية بالحي الجامعي ليلا ، لا على الإدارة و السلطة "حاشى" بل على الطلبة المناضلين متوعدين باستعمال العنف ضد المناضلين ، و هو الثابت تاريخيا فلم يقم أعضاء الجماعة بقتل بعوضة تابعة للنظام بالمغرب ، بل كانت الدماء الطاهرة لمناضلي أوطم هي من يشفي غليلهم و حقدهم ، فلم يخل موقع جامعي من الإعتداءات باستعمال السواطير و السيوف و السكاكين كان ضحيتها المئات من الطلبة و المناضلين .

إن معارضة العدل و الإحسان ليس إلا كلام و خطاب و أحلام و هلوسات أبعد من أن تجد تعبيرا في ممارساتهم ، و على العكس كانت هذه الجماعة و لا تزال مناهضة للنضال ليس الطلابي و فقط بل نضال الجماهير الشعبية بشكل عام ، فما أبعدها عن نضال الجماهير الشعبية اليومي ضد الغلاء الذي انتفضت على إثره جل ساكنة الأحياء الشعبية بكل المدن المغربية و في مقدمتها مدينة طنجة ، ما أبعدها عن النضال ضد مدونة الشغل الرجعية التي تمهد الأرضية للمزيد من استغلال العمال و تشريدهم بدون حقوق ، ما أبعدها عن المجابهة الفعلية للمخطط الطبقي الميثاق الوطني للتربية و التكوين الذي ما زالت نضالات الجماهير الطلابية بكل الجامعات مؤطرة بالرفض المطلق لهذا الميثاق الطبقي .

إن الدور الذي تقوم به العناصر المرتبطة بهذه الجماعة بالجامعة المغربية لا يشكل إلا أحد أوجه الحضر العملي على الإتحاد الوطني لطلبة المغرب ، من عرقلة و محاولات تكسير الأشكال النضالية الأوطامية التي تقوم على اساس المطالب المادية و المعنوية لعموم الجماهير الطلابية ، مرورا باستعمال العنف المادي ضد المناضلين المبدئيين المدافعين عن الإتحاد الوطني لطلبة المغرب بمبادئه و ثراته النضالي التقدمي، وصولا إلى محاولات التمويه بخلق تمثيليات مشبوهة و باسم أوطم تدعي تمثيليتها للطلبة و دفاعها عن مصالحهم و هي عن ذلك أبعد بكثير.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حيوان راكون يقتحم ملعب كرة قدم أثناء مباراة قبل أن يتم الإمس


.. قتلى ومصابون وخسائر مادية في يوم حافل بالتصعيد بين إسرائيل و




.. عاجل | أولى شحنات المساعدات تتجه نحو شاطئ غزة عبر الرصيف الع


.. محاولة اغتيال ناشط ا?يطالي يدعم غزة




.. مراسل الجزيرة يرصد آخر التطورات الميدانية في قطاع غزة