الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


(مساء الصبح ) أيها الرصيف ..

فتحي أبو النصر

2007 / 3 / 12
الادب والفن


إلى لقمان ديركي ومحمود ماضي ولبكم الكنتاوي والخصار عبد الرحيم وممدوح رزق وحامد بن عقيل وكريم سامي وزكي جمعة وخلف علي الخلف وامرؤ القيس والشنفرى



في الصلب اليومي المقدس بحبات العرق ..الرصيف منجاتنا.
انه اختبار الحروف وأولئك الذين يعاندونه أو يتعالون عليه لن تنجيهم بلاغة الفلل الخرسانية .
الرصيف مرآة تواجهنا بالأعماق وهو الحدس الذي نستوثق به بالوتيرة نفسها التي يغمرنا الجنون بالخلاص .
فن الحياة المذهل بمساره الخرافي هو.. يمثل حيز حقيقة وله ذلك المذاق النادر الذي لايخفت .
..اسمعوا غناء الرصيفيين يكتسح بأنينه الأبعاد فيمثل انتصارنا الخاص ضد التشيؤ .
وبالطبع فان الرصيف لايخلو من أزمنة للعواء إذ مابين لذة الكشف وتعب المكابدة يتأرجح وهنا مكمن سره عالي القيمة .
..بكلمة واحدة إذن نستطيع الولوغ إلينا:-
الرصيف
الرصيف
الرصيف
..وجه الرصيف احمر ولا ينطفئ مهما اعترته التداعيات .
في الرصيف يأخذ الانتباه تأويله الضروري وينشأ الحفر حثيثا داخل سراديب الروح .
والرصيف مبعوث الاكتمالية الإنسانية.. وهو عين المعنى وإغراء الدمعات الفاتنات بضحكاتهن .
..هنالك قلوب تذهب هدرا في الرصيف وأحلام تراق ولقمة عيش يعمدها اللهاث ,لكن الضحك وسيلة المتأرصفين للهروب من الشقاء فيما التهكم لايفقد رعشاتهم وثوقها .
هكذا يوحدنا الغد الرصيفي ويعلمنا التناغم وشرايين الآمال المغدورة .
..يذكي الرصيف الحواس لانه المعني بسرية القصيدة وهو مجمع الذبذبات الروحية ..عبره نتشبث بنتواءات الممكنات إذ وحده دليل لاتنام تعاويذه ولاتسقط من سماواته أجنحة الاختصاب.
انه الوعي بالمجهول والتكور في انفلات ألانا ..بدء اللانهايات والمقدس المنتهك وعزيمة الوجع المر .
..يحوي الرصيف بصاقا يكسر المحظور فيما لاتخطر على باله صرامة الفارهين التافهة .
..لنتبع الرصيف أكثر ولنتساءل عن أحوال الغناء في المقاهي والبارات الشعبية الرخيصة ثم لندلف إلى عناويننا الاشقى في نقاوتها معذبين بالفرح الحق .
فالألم هو المرتكز الرصيفي..لكن الرغبة العالية في البلوغ تأتي منه وهو وصية الرطوبة بعد المطر .!
..يكتبنا الرصيف فتورق الأبعاد وحين نرفع رؤوسنا مغصوصين تتوله رقصات شرسة في الماوراء.
..السلام على الرصيف موشوما بالغرباء والسلام على هياجهم الغزير و نبيذ أصابعهم.
وحدهم الرصيفيون يستوعبون لغة المداءات مفتوحة على الارتعاش و يصطادون نجوم الإدراك شهية وطازجة .
..سنهز شجرة رصيفية وتساقط علينا قصيدة نثر .
سنتوائم وفرصتنا الوحيدة لقولة "لا"وسيتعكر مزاج العطر في الشقق المخملية
المغلقة .
سنسحب نفسا طويلا في زنخ البول الشعبي العام وسيستمر الحلم في محاولته
الايغالية .
سنسمع ضجيجا أليفا لباعة متجولين وستمشي ورائنا الأرواح المتفانية مكتظة بالحسي
في ذلك المعنوي.


(مساء الصبح ) أيها الرصيف ..

صنعاء -2006م








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الكويت.. فيلم -شهر زي العسل- يتسبب بجدل واسع • فرانس 24


.. رحيل الممثل البريطاني برنارد هيل عن عمر 79 عاماً




.. فيلم السرب يتخطى 8 ملايين جنيه في شباك التذاكر خلال 4 أيام ع


.. الفنان محمد عبده يكشف عبر برنامج -تفاعلكم- أنه يتلقى الكيماو




.. حوار من المسافة صفر | الفنان نداء ابو مراد | 2024-05-05