الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ندرة المياه فى مصر

فتحى سيد فرج

2007 / 3 / 12
الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر


فى المؤتمر الحاشد الذى عقدته جمعية البيئة العربية بقرية الحجناية النموذجية يوم الجمعة 16/2/2007 وفى إطار فعاليات المنافسة بين شباب القرية وشباب الإسكندرية ، طرح المهندس سعيد الغرباوى الخبير البيئى بمحافظة البحيرة مجموعة من الأسئلة لاختبار مدى وعى الشباب بقضايا وتحديات المياه فى مصر والعالم ، وعبر الشباب من خلال إجاباتهم على اغلب الأسئلة عن ارتقاء وعيهم وتقديرهم لحجم التحديات التى تواجه مصر والعالم بشأن ندرة المياه ، ولكن سؤلا هاما هو : ما هو التعريف العلمى لندرة المياه فى مصر؟ تبارى الشباب فى تقديم إجابات متعددة له لم تكن شافية للوصول للتعريف العلمى المتكامل ، وليسمح لنا الخبير البيئى صاحب الدور الرائد فى نشر ثقافة الحفاظ على البيئة فى قرى محافظة البحيرة بالإجابة على سؤاله الهام ، حيث أن هذه الإجابة ستوضح مقدار ما تواجهه مصر من مصير كارثى إذا لم تحافظ على مصادرها من المياه وترشد استخدامها ومنع تلوثها .
تقع مصر داخل حزام الصحارى المدارية ، ووفقا لتعريف الصحراء الذى قدمه العالم " بيفر ميج " فأن مصر تعتبر دولة الصحراء رقم واحد فى العالم ، ولكن نهر النيل جعلها نموذج لواحة خضراء كبيرة داخل هذه الصحراء الشاسعة ، ورغم أن هذا النهر العظيم يمدنا بالنصيب الأكبر من مواردنا المائية والتى تقدر بـ 55.5 مليار م3 سنويا ، إلا أن متوسط نصيب الفرد من هذه المياه أخذ يتناقص سنويا بسبب التزايد السكانى مع ثبات هذه الموارد ، ففى بداية القرن العشرين - عام 1907- كان عدد سكان مصر حوالى 11 مليون نسمة و متوسط نصيب الفرد يصل إلى أكثر من 4400 م3 من المياه ، وقد وصل عدد السكان بعد قرن من الزمن – عام 2007- إلى حوالى 75 مليون نسمة وانخفض متوسط نصيب الفرد إلى أقل من 800 م3 ، وهذا يعنى أن السكان تضاعفوا 5.8 مرات خلال القرن ، بينما أنخفض متوسط نصيب الفرد أكثر من 4.5 مرات خلال نفس الفترة ، وهكذا اتسع حجم الفجوة بين السكان والموارد المائية بشكل كبير ، كما أصبح نصيب الفرد أقل من حد الفقر المائى الذى تقدره الدراسات بـ 1000 م3 سنويا .
وبالرغم من ضآلة هذا النصيب واستمرار تناقصه عاما بعد عام فأن هناك أخطارا خارجية وداخلية تهدد هذا النصيب المتواضع ، تكمن الأخطار الخارجية فى إثارة الخلافات بين مصر وبعض دول حوض النيل ليس حول مشروعات المستقبل ، بل وحول حق مصر فيما تحصل عليه من مياه وفقا للاتفاقيات الدولية المبرمة فى العقود الماضية . أما الأخطار الداخلية فتكمن فى حجم الفاقد من المياه ، إضافة إلى ما تتعرض له من تلوث يجعلها غير صالحة للاستخدامات الأساسية .
وحيث أن حوالى 85 % من مياه النيل تستخدم فى الزراعة ، فوفقا لأرجح البيانات فأن الفاقد من إجمالى المنصرف من السد العالى وحتى وصول المياه إلى الحقول يصل إلى 35 % أى حوالى 19.4 مليار م3 ، إضافة إلى 2 مليار م3 نتيجة البخر ، و 2.8 مليار م3 تمتصها الحشائش المائية ، كما أن أساليب الرى بالغمر تعتبر إهدار لقدر كبير من هذه الموارد المائية .
أما عن شبكة مياه الاستخدامات المنزلية والصناعية فيقدر حجم الفاقد منها بنحو 40 % أى حوالى 2.3 مليارم3 من المياه النقية بعد تكلفة نفقات تنقيتها ونقلها ، وإذا إضفنا إلى ذلك 2.5 مليار م3 يلزم إطلاقها من السد سنويا بغرض الملاحة وتوليد الكهرباء ، فأن جملة الفاقد من مياه النيل تصل إلى حوالى 29 مليار م3 بنسبة تزيد عن 52 % ، ولا يتبقى للمصريين سوى 26.5 مليار م3 سنويا ، وهذا يجعل نصيب الفرد يزداد تدهورا ليصل إلى أقل من 350 م3 سنويا ، وهكذا فأن متوسط نصيب الفرد من المياه فى مصر يكون نموذجا لندرة قل أن توجد فى أى مكان آخر من العالم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو يرفض ضغوط عضو مجلس الحرب بيني غانتس لتقديم خطة واضحة


.. ولي العهد السعودي يستقبل مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سو




.. جامعة أمريكية تفرض رسائل اعتذار على الطلاب الحراك المؤيد لفل


.. سعيد زياد: الخلافات الداخلية في إسرائيل تعمقها ضربات المقاوم




.. مخيم تضامني مع غزة في حرم جامعة بون الألمانية