الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


امريكا ، بين لقاء مخيم صفوان و مؤتمر بغداد......من يوقع هذه المرةعلى وثيقة الإستسلام ؟

طه معروف

2007 / 3 / 12
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


في أوائل التسعينات من القرن الماضي عقد في مدينة صفوان الحدودية العراقية-الكويتية أحد أهم الإجتماع من حيث نتائجه الكارثية ،بين طرفان محاربان ومعاديان لجماهيرالعراق، الجنرالات الأمريكية المنتصرة والقيادات العسكرية العراقية المهزومة، في حرب الخليج الثانية. حيث وافق الأخير دون اية تحفظ للتوقيع على ما جاء في تلك الوثيقة ألإستسلامية الأمريكية المخزية والثقيلة على كاهل الجماهير العراقية. وكان المهزومين قد وقعوا عليها بدون التردد آنذاك، لإنه أعطى لها الضوء الأخضر للبقاء على السلطة للإستمرارفي - حربهم الدموية الحقيقية- ضد الجماهيرالعراقية.
وكان الأجواء السياسية السائدة آنذاك هي أجواء الأمريكية بمعنى الكلمة من حيث قيادته المطلقة للعالم و زعامتها للتحالف الدولي الواسع التي كان تجذب اليها حتى اشد الدولة العربية المعارضة حيال السياسة الامريكية في الشرق الأوسط مثل سوريا. وكانت صدى بديله السياسي للعالم المتمثلة بالنظام الدولي الجديد بعد إنهيار ألإتحاد السوفيتي ،قد صما آذانا ،وأساطيله الحربية التي تتوجه إلى بلقان لصنع ((المذاهب والقوميات)) والتفرقة بينهما ،تستقبل بالقبلات والورود، وأصبح نظامه الديمقراطي الغربي الذي كان سلاحا بوجه الكتلة الشرقية السابقة ،تروج لها في اوساط اعلامية وسياسية واسعة كمنقذ للشعوب من براثيم الدكتاتورية .
ولكن هذه المرة يحكم التأريخ حكما مغايرا وقاسيا على سياسة الهيمنة الأمريكية . فامريكا كأكبر قوة في العالم ،هزمت سياساته و تذوق طعم هزيمتها في العراق والمنطقة وتضطر لتوجيه الدعوة إلى منافسه التقليديين الكبارواعضاء الدائميين في مجلس الأمن، فرنسا وروسيا وصين والمانيا ،و الجدد من المحور الشر، سورية وايران، لحضورفي مؤتمر بغداد رغم كانوا بالأمس القريب مستهدفين لتغيير او السقوط على الطريقة العراقية.إن وجود امريكا في هذا المؤتمر لا يفسر إلا بالإستسلام. لذاعليه ان تملأ شروط منافسه في العراق وفي المنطقة، فإذا يريد ان تخرج من العراق بسهولة، كما تقول له ايران دائما .ان امريكا شن حربها على العراق لإسكات منافسه في العالم وفي منطقة الشرق الأوسط بالإستناد على جبروته العسكري. لكنه لم تنجح في خططته السياسية رغم بقائه كقوة عسكرية ضخمة لحد الآن.إن الإدارة الامريكية تجد نفسها اليوم منعزلة في العراق ولا يتمتع بأي مساندة اقليمية والدولية بل هؤلاء ينظرون الى فشله في المنطقة بعين الرضى . وحتى بريطانيا كأقرب حلفاء له،بدأ في انتقاد سياسته في الشرق الاوسط وهناك ايضا الإستعدادات الاوروبية لتدخل في الشرق الاوسط .
لكن، لامؤتمرات دول الجوار ولامؤتمرات الدولية ولا خطة المصالحة تداوي الجرح العراقي العميق. فهؤلاء المؤتمرين من لف لفهم تعملون وفق اجندتهم السياسية الخاصة في العراق ويبذلون المستحيل لتدهور ونسف الإستقرار والإبقاء على العراق كساحة للحرب الأرهابية وكميدان لتصفية حسابات سياسية لبحث عن مكاسب سياسية قذرة على حساب نزيف الدم العراقي .لا تمثل هذا المؤتمرالجماهير بل هي التدخل السافر في شؤونه الداخلية و إعتدائا فضيحا وسافراعلى إرادتها .ان هذا المؤتمر هي مبادرة امريكية وليس عراقيا ، تعبر عن فشل والإستسلام ورضوخ محافظون الجدد لتقرير بيكر-هاملتون .ومن جهة اخرى، فان اي طرف من هذه الاطراف المشاركة في هذا المؤتمر ليس في مصلحتها ان تساهم في تحسين اوضاع العراق ولن تساهما ابدا في التهدأة الوضع السياسي والأمني لإنها غير الراغب ولا تريد ان تخسر اوراقها السياسية و الطائفية في العراق كوسيلة مناسبة لسحق إرادة الجماهير. مأسات الجماهير تكمن في تواجد قوى الإحتلال وحضورالميليشيات الطائفية ولا فائدة من المؤتمرات بعد هذا الكم من المؤتمرات و الخطط والمصالحة العقيمة في ظل الإحتلال.
مثلما فشلت في السابق جميع العمليات ما يسمى بالعمليات السياسية في العراق ،سيفشل هذه المؤتمر الإستسلامية ايضا، لكونه تعقد في ظل الإحتلال وسلطة الميليشيات الطائفية وإستمرار الحرب الإرهابية في العراق .
إن الحديث عن تعديل الدستور وقانون النفط وتشكيل التكتل السياسي الجديد بمشاركة الجلادين البعثيين السابقين،التي اعلنوا عنها لمناقشتها في المؤتمر،لن تنقذوا الجماهيرمن مؤاساته الأليمة ،بل تؤدي الى مزيد من التوترات والصراعات الطائفية والقومية .وموضوع حد لتدخل دول الجوار اصبح كلام فائض بعد إعطائهم الشرعية لتدخل في الحياة ومصير الجماهير العراقية عن طريق المؤتمر .فبعد هذا المؤتمر لا يحتاج اي طرف من هذه الاطراف المشاركة الإخفاء عن تدخلها في العراق لإن مشاركتها في مثل تلك المؤتمر هي بمثابة إضفاء الشرعية بحقها في التدخل .
إن بديل الواقعي لتجاوز معانات الجماهير من هذه الصراع الدموي التي تحرق الأخضر واليابس ،لا تمر عبر الندوات والمؤتمرات والمصالحة الطائفية بين تلك الأطراف المشاركة الذين يعملون جاهدا لإبقاء العراق كساحة لتصفية حساباتهم السياسية .فهؤلاء يشكلون الطرف الأساسي من مشكلة العراق ووجودهم السياسي مرتبط بإدامة الحرب الأرهابية في العراق.
إن بديل الواقعي للجماهير،يتمثل بإنهاء الإحتلال وإبعاد أيادي تلك العصابات السياسية الطائفية التابعة لتلك الدول او ذاك .وفي هذا السياق سيشكل مؤتمر حرية العراق هذا النموذج النضالي الذي يناضل من اجل إنهاء اإحتلال وتشكيل حكومة علمانية ،غير قومية والدينية،اللائقة بالجماهير .إن تقوية ومساندة مؤتمر حرية العراق في ضرف الراهن سوف يؤدي الى تقوية الجبهة الإنسانية في العراق ضد هجمة الطائفية البربرية والقومية الشوفينية في العراق. وهذا هو الطريق والبديل الجماهيري بدل مهزلة انعقاد المؤتمرات والندوات التآمرية الذي تسبب في إطالة أمد الحرب وبالتالي إستمرارفي معانات الجماهير.
طه معروف
11-3-2007








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. باريس تسلم -بري- الورقة الفرنسية المتعلقة بوقف إطلاق النار ب


.. ترامب يواصل تصدر استطلاعات الرأي في مواجهة بايدن| #أميركا_ال




.. الخارجية الأميركية: 5 وحدات في الجيش الإسرائيلي ارتكبت انتها


.. تراكم جثامين الشهداء في ساحة مستشفى أبو يوسف النجار برفح جنو




.. بلينكن: في غياب خطة لعدم إلحاق الأذى بالمدنيين لا يمكننا دعم