الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قبر الجامعة العربية

أبراهيم القريشي

2003 / 8 / 9
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


عراقيات من ذاك الصوب

قبر الجامعة العربية

الجامعة العربية منظمة عقيمة جدا ولم يشهد التأريخ لها
 بأنها حققت أو أثّرت أيجابا في أي قضية عربية!!!!!!!

أن الجامعة العربية في الواقع هي منظمة حكّام وحكومات لا منظمة شعوب، وأذا أستعرض المرء أداؤها السياسي منذ تأسيسها لحد الآن قد تصعقه حقيقة أنها لم تحقق أي أنجاز سياسي عربي-عربي أو عربي-آخر أو حتى حقيقة أنها أثّرت أيجابا في قضايا العرب الشائكة والمتكررة الحدوث.

مامن شك أنه قد حدث في القرن الماضي حدثين مهمين كانوا بمثابة قضيتي العرب المركزية وضعت الجامعة العربية في المعيار وعلى المحك، فلقد أحتلت فلسطين في النصف الأول من القرن الفائت وأجتاح صدام الكويت في تسعينات القرت المنصرم، وفي الحدث الأول حاولت الجامعة العربية وتحاول لحد الآن أن تغير في مجرى أحداث القضية المركزية ولو قيد أنملة ألا أنها فشلت فشلا ذريعا في أحراز حتى نجاح معنوي، ويعلق بعض الصحفيين والمثقفين على قراراتها التي أتخذت بهذ الشأن بأنها لا تساوي حتى ثمن الحبر التي كتبت به. وعندما دق صدام الأسفين في نعش العلاقات العربية- العربية بعد أجتياحه للكويت، عندها أفتضح أمر الجامعة وظهرت الى أي مدى هشة وغير فاعلة. وأذا أعتبرنا قضية فلسطين بمثابة قضية هناك مبرر كبير لتدخل العامل الدولي فيها قد يبرر للجامعة العربية فشلها المخزي، فأن قضية الكويت كانت قضية عربية صرف ومن أختصاص الجامعة العربية وكان للجامعة أن تحصر القضية ضمن الأطار العربي لو أنها كانت ذات فاعلية تذكر، غير أن القضية دوّلت تحت أنظار الجامعة العربية وبرغم كثر المرات التي أجتمع أعضاؤها للبت في الأمر، الا أن شيئا لم يتحقق وكانت كل الأجتماعلت تنتهي بالصحون الطائرة والسباب والشتم وكأنها منظمة قراصنة لا منظمة لرؤوساء يمثلون شعوب عريقة.

وفي كل مرة يجتمع أعضاؤها للبت في قضية عربية يبرهنون؛ وعلى الهواء مباشرة أحيانا؛ على أن منظمتهم عقيمة لاتقوى على فعل أي شيء يذكر، الأمر الذي هدد معه بعض الأعضاء بالأنسحاب منها والبعض الأخر ندد بطريقة عملها والقسم الآخر يحضر مجاملة للقبل وعرض ماركة بدلته أو عباءته!!!!!!

لقد أتيح للجامعة العربية قبل يومين فرصة أن تعيد لمصداقيتها المتداعية ولو شيئا يسيرا تحت مايسمى بذر الرماد في عيون العراقيين بالأعتراف بمجلس الحكم المؤقت وأرسال قوات حفظ سلام للعراق، مع ذلك رفضت وعللت ذلك بمطاليب تبدوا غير واقعية وتبعث على الضحك والسخرية منها أن مجلس الحكم غير شرعي وأن القوات العربية سوف تكون بمثابة حماية للقوات الأميريكية وتعليلات غير مقنعة من السهل تفنيدها وقد فندها فعلا نفر من مثقفي العراق.

هناك شبه أجماع لدى العراقيين بعدم فاعلية الجامعة العربية وهناك غيض منها ومن أمينها العام بسبب الموقف الباهت للجامعة وأمينها عمر موسى أيام حكم الديكتاتور الساقط أزاء الشعب العراقي، وبناء على ذلك فثمة دفع من الأغلبية الساحقة للعراقيين بأتجاه عدم الأنضمام أليها أذ لا يتشرف عراقيي المقابر الجماعية بالأنتساب الى منظمة هزيلة كالجامعة العربية كانت تقرع نخب العلاقة مع نظام شوفيني كل يوم مع أنه كان يقتات على جماجم العراقيين كوقود لبقاءه وأستمراره.

ماكان لمجلس الحكم أن يبادر الى الحصول على مقعد في جامعة لايؤمن بكفاءتها معظم رعايا الدول التي تمثلها وكان الأجدر بمجلس الحكم أن يطلب الأنضمام الى حلف شمال الأطلسي مثلا أو التقدم بطلب الى الولايات المتحدة بأن يكون الولاية الثالثة والخمسين الأميركية أشرف وأخير ألف مرة من منظمة لم تحقق ولو نجاح واحد في عمرها الذي أستمر لأكثر من خمسين سنة

أن الجامعة العربية بتوالي فشلها فأنها تحفر دون شك قبرها بيدها ولكون المنطقة العربية منطقة ساخنة ومضطربة سياسيا، ولكون الجامعة العربية منظمة فاشلة لاتجيد النجاح ولاتملك قرارها بيدها فأنها بحاجة الى قشة حتى تسقط في القبر الذي حفرته بنفسها عبر فشلها المتراكم في حل أبسط القضايا العربية.


أبراهيم القريشي
[email protected]    

 








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الاستثمار الخليجي في الكرة الأوروبية.. نجاح متفاوت رغم البذ


.. رعب في مدينة الفاشر السودانية مع اشتداد الاشتباكات




.. بعد تصريح روبرت كينيدي عن دودة -أكلت جزءًا- من دماغه وماتت..


.. طائرات تهبط فوق رؤوس المصطافين على شاطئ -ماهو- الكاريبي




.. لساعات العمل تأثير كبير على صحتك | #الصباح_مع_مها