الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الصراع فى العراق لن ينتهى قريبا

عبدالله مشختى احمد

2007 / 3 / 13
الحوار المتمدن - الكتاب الشهري 2 : المصالحة والتعايش في مجتمعات الصراع العراق نموذجا


لا شك ان المصالحة والتعايش السلمى بين الطوائف والمذاهب والاعراق والقوى السياسية المختلفة فى اى بلد هو الاساس الراسخ والمتين لبناء اى نظام ثابت ومستقر ، لان اساس الثبات والاستقرار الاقتصادى والامنى للدولة تعتمد بالدرجة الاولى على مدى الانسجام والتألف القائم بين القوى الفاعلة فى الدولة الواحدة ، ونقصد بالفاعلة القوى التى تؤثر سلبا او ايجابا على مجمل العملية الساسية فى البلد .
وفيما يتعلق الامر بالوضع الذى يعيشه العراق منذ الاطاحة بالنظام الدكتاتورى عام 2003 وحتى الان واخذه كنموذج لجدية المحاولات التى تجرى داخليا وخارجيا من اجل تقريب المواقف والاتجاهات والاهداف بين كل القوى سواء كانت المؤتلفة والمشاركة فى حكم البلاد او المناوءة والمعارضة ، يستلزم لبنا ء جو من التفاهم والحوار ونبذ الخلافات العرقية والمذهبية والنعرات الطائفية وتعارض الايديولوجيات والعمل الجدى من كل الاطراف على الساحة العراقية لانشاء ارضية مناسبة قبل البدء بالمصالحة والتعايش وتوقيع البروتوكولات السياسية الهشة والتى لم تقدر لها ان تصمد لفترة طويلة ، لابد من تهيئة ارضية خصبة لانجاح المصالحة وذلك عن طريق :
توفر النيات النيات الصافية والخيرة لدى الكل وان تشعر كل هذه القوى بما تعانيه العراق من الاوضاع المزرية التى تعيشها فى ظل الاحتلال الامريكى اولا .
وثانيا ان تفكر هذه القوى لما يعانيه العراقيين من بؤس وفاقة وحرمان وهدر لد ماء عشرات الالاف من الشباب والنساء والاطفال والشيوخ والمذابح الجماعية لخيرة العراقيين وبدون مسوغات قانونية او انسانية او شرعية بل فقط من اجل اشباع رغبات البعض من المجرمين الحاقدين على العراق وشعبه تنفيذا لرغبات ومأرب اعداء الشعب العراقى .
ثالثا ان يشعر ويحس الجميع بان ما يدمر فى العراق من منشأت ومؤسسات اقتصادية وبنى تحتية انما يكون الخاسر الاكبر والوحيد هم العراقيون وحدهم ، وليست هى امريكا التى تعيش قواته فى ابهى مظاهر الحياة ان الذين يعتقدون بان امريكا تخسر فى العراق وانها سترضخ وتركع امام خساءرها البشرية او المادية اعتقد انهم على خطأ فيما يفكرون به .
رابعا ان تبدأ كل القوى بالابتعاد من اثارة النعرات الطائفية والمذهبية ليسود جو من الطمأنية واعادة الثقة المفقودة الى جميع الاطراف العراقية فقط واقول العراقية لانه فى حالة كهذه ان وجدت فلن يتمكن الغير العراقى من العرب وغيرهم من انصار الدجل وسفك الدماء وعملاء الدول المجاورة ومحبى القتل الانفس البشرية ولن يجرأؤ الاقتراب من الساحة العراقية .
خامسا ان يشعر ويؤمن قادة الكتل والمذاهب فعلا لا قولا فى الخطابات والمؤتمرات وعلى الشاشات الاعلامية التى هى بمثابة الرياح الصفراء ومثيرى الفتن والفساد ان يؤمن هؤلاء بجدية الوئام والاتفاق ويؤمن بمصلحة العراق والعراقيين وبناء الوطن المدمر على مبدأ العراق الاتحادى الديمقراطى والتعددى وان تؤمن تلك القياداة بمطاليب الشعب العراقى فى الحرية والديمقراطية والسلام .
سادسا ان يبتعد كل القادة السياسيين والدينيين وغيرهم من الولاءات للدول المجاورة ورغباتهم وتنفيذ خططهم لما فيه من شر وخراب للعراق والعراقيين .
نعود الان ولندرس هذه الحالات هل هى ممكنة التحقيق فى ظل الصراع الدائر الان فى المنطقة برمتها ؟
ان الصراع المحتدم الان فى المنطقة عامة والعراق خاصة هى نتيجة حتمية لظروف المنطقة التى نعيشها لاسباب عديدة وقديمة قد جعلت من الصراع العنف مخرجا لهذه الازمات بسبب تحجر العقليات الحالمة فى المنطقة ومحاولة كل نظام او قوة سياسية فى تثبيت اركانها حتى ولو كانت بطرق العنف وسفك الدماء ، ففى العراق اليوم الصراعات تتأجج يوم بعد يوم وتزداد عنفا وتسيل انهار من الدماء فى حرب اهلية غير معلنة انها حرب طائفية ومذهبية مهما انكرتها كل القوى والطوائف والا فلماذا بتم يوميا العثور على جثث عشرات الضحايا والمغدورين من الشيعة والسنة على الاغلب ولماذا تحدث خروقات وتجاوزات على الاماكن والمراقد المقدسة للطرفين اذا كان الطرفان ينبذان ما يحصل ويدينان هذه الحملات البربرية والوحشية فلماذا لا يتفقان ولماذا ادامة هذا الصراع اليس بامكان الاطراف السنية والشيعية ان يوقفا ما يحصل الان على الساحة العراقية اذا كانا فعلا يودان ذلك ويقف الطرفان ضد هذه الجرائم كما يؤكده زعامات الطرفين فى كل المناسبات لانهم يعرفةن تمام المعرف حتى وان كان هناك متشددين او متعصبين للنعرات المذهبية او الطائفية فان ذلك لا يشمل كل السنة والشيعة وهذا امر طبيعى بل هناك فئات قليلة من الطرفين يصعدون العنف من اجل ثارات تاريخية قديمة مع عدم انكار الايدى الاخرى الخارجية .
ان المصالحة والتعايش الذى ننشده لن يتحقق على المدى القريب فى العراق استنادا الى الاوضاع وظروف المنطقة حيث تعيش فى حالة غليان قد تنفجر فى اى وقت وان كل المتبارين فى الساحة يريدون ان يفوزا ويحققوا الهدف وكل هذا يجرى على حساب الشعب العراقى المظلوم لا تهم امريكا خسارة عدة الاف من جنودها ما دامت ترى ان اهدافها ستتحق فى هذا الطريق وكذلك دول المنطقة تريد ان يبقى هذا الصراع محتدما فى العراق وان لا ينتقل الى بلدانها فسوريا تضع رهان بقاء نظامها على الاوضاع فى العراق وايران تستغل هذه الاوضاع لتنفذ برنامجها النووى وهكذا .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. في ظل تعذر إقرار ميزانية 2025.. فرنسا تلجأ إلى -قانون خاص- •


.. هل تنجح المعارضة بطمأنة المجتمع الدولي لقيادة مرحلة إنتقالية




.. غارات إسرائيلية عنيفة على قطاع غزة تقتل عشرات الفلسطينيين


.. سكاي نيوز عربية ترصد تقدم دبابات إسرائيلية في الجولان




.. لماذا تحركت إسرائيل في سوريا بعد سقوط الأسد؟