الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بوش : جولة الطاقة من أجل الحرب .

أمياي عبد المجيد

2007 / 3 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


يبدو أن لعنة التنصل من المسؤولية أصابت أعتا الزعامات التي لم تلبث تتبجح بقيم الرأسمالية المتوحشة ،ولم تعد زعامات دول العالم الثالث وحدها من يختبئ وراء كومات مشاكلها الاقتصادية ، والسياسية ، وأصبح لبعض زعماء البرجوازية العالمية هذه الأيام أسلوب مبتكر في التهرب من المسؤولية الملقاة على عاتقهم في مجموعة من البقاع التي يثيرون فيها النعارات والنزاعات .
فها هو السيد بوش جمع أمتعته وسافر إلى ذيل قارته في خطوة وصفها العارفون بالخطوة المتأخرة جدا ، وبما انه تأخر كما قالوا فلم يجد في استقباله لدى وصوله إلى البرازيل سوى مجموعة من المعجبين ربما بالشخصية البوشية نفسها ، واستدرجوه ليرقص على أهازيج الصامبا، بعدما انفض من حوله معظم البرازيليين الذين أقاموا مظاهرات مناوئة له و التي تظهر فيها نفحات هوغوشافيز الوريث الشرعي للأسطورة "الكسترولية" في أمريكا اللاتينية . كثيرون أيضا ارجعوا هذه الزيارة إلى الرغبة الحثيثة لبوش في تحسين صورته عالميا ، وكانت بدايته من أهل قارته التي لم يعد بالسهولة بمكان تغييرها عندهم بعدما استقوت شوكة شافي الرجل الثوري الذي قال عنه احد المعجبين : الرجل الذي أيقض الضمير اللاتيني . لا ننكر أن هذا أمر واقع فبوش يحاول جاهدا أن يكبح جماح هوغوتشافيز وسياسته الإحيائية لليسار المتطرف ، والذي يرجع إليه الكثيرون التحولات التي مرت بها القارة مؤخرا في اكتساح اليسار للواجهة في مجموعة من البلدان كبوليفيا ونيكاراغوا … ما يجعل العداء قائما لأمريكا ، خصوصا أن الوضع العراقي استغل من قبل اليساريين بشكل شنيع وغلبوا عليه طابع البشاعة المتمثلة في الرأسمالية التي تريد السيطرة على كل شيء .
على غرار كل هذه التحليلات والتأويلات هناك حقائق قد تبدوا نوعا ما غير واضحة في الزيارة التي قام بها بوش ويحاول جاهدا التنصل من هذه المسؤولية أو الحقيقة التي تستوجب التعامل بشكل مباشر وصريح بعيدا عن التضليل وخلط الأوراق . إني اقصد هنا الملف النووي الإيراني .
تتذكرون جيدا أن احمدي نجاد منذ أسابيع قليلة قام بجولة مماثلة إلى أمريكا اللاتينية حينها اعتبر الكثيرون انه حصل على ضمانات أكيدة لدعم برنامجه النووي ، ولم يكن مستبعدا أيضا أن يقيم نجاد تكتلات ولوبيات ضغط داخل منظمة " الأوبك" في حالة تعرض بلاده لأي تهديد عسكري ، وإلا فكيف يمكن أن نفهم التسارع الذي قام به بوش لتوقيع اتفاقية مع نظيره البرازيلي لإنتاج الايثانول ؟ أعتقد أن هذا رد واضح على سياسة طهران ، وكأن بوش لسان حاله يقول : يا نجاد دعك من سلاح النفط ، انه سلاح قديم وبه استطعنا أن نخدع الاتحاد السوفياتي ، فهل تريد أن تعيد الكرة لنفسك ؟.
لا ننسى أن بوش وإدارته يعانيان بشكل كبير في العراق وهناك أنباء تتوارد بخصوص الخطة التي أطلقتها حكومة المالكي وبشائر الفشل التي تظهر عليها بدليل الأعمال العنيفة المستمرة إلى حد الساعة بنفس الحدة أو أكثر ، وهناك ضغط سياسي كبير على فريق بوش في الكونغرس من جانب الديمقراطيين والذين يطالبون بوضع جدول زمني للانسحاب ما يرفضه بوش حتى لا يعتقد البعض انه انهزم خصوصا أن هذه الخطة حسب معلوماتي إن هي فشلت فهناك أخرى بديلة كشف عنها احد رجال البينتاغون وربما يمكن أن نقول عنها تستجيب لمطالب الديمقراطيين الذين يطالبون بالانسحاب وهو ما تستجيب له الخطة البديلة عن طريق مراحل .
يمكن أن نستخلص من تحركات بوش هي خطوة استباقية لنيل وضمان دعائم مهمة للطاقة إن هو حاول شن أي هجوم عسكري ضد إيران وهو الأمر الذي أصبح مؤكدا وكذلك يحاول كسر الضغط الذي يمارسه معارضيه لنيل ثقة بعض البلدان التي يبدوا أنها بدأت تفقد الثقة في السياسة الأمريكية بعد صعود المحافظين الجدد . فهل سيستمر بوش في قيادة سفينته حتى ترسوا بسلام ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بايدن يهدد بإيقاف شحنات الأسلحة إلى إسرائيل ما تبعات هذه الخ


.. أسو تتحدى فهد في معرفة كلمة -غايتو- ????




.. مقتل أكثر من 100 شخص.. برازيليون تحت صدمة قوة الفيضانات


.. -لعنة الهجرة-.. مهاجرون عائدون إلى كوت ديفوار بين الخيبة وال




.. تحديات بعد صدور نتائج الانتخابات الرئاسية في تشاد.. هل تتجدد