الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الديمقراطيةوالثقة

عبد الواحد بلقصري

2007 / 3 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


أضحت العلائقية بين الديمقراطية و مجموعة من المفاهيم تحضى باهتمام الفاعلين السياسيين و الأكاديميين ( كالديمقراطية و التنمية_ الديمقراطية و الحكامة الجيدة_ الديمقراطية و المجتمع المدني....)
في المقابل نجد أن هذا الاهتمام لم يواكبه اهتمام بالقيم المؤسسة لهذه العلائقية على اعتبار أن الحديث عن هذه القيم هو حديث عن الأساس الذي تستند عليه هذه العلائقية فلا يمكن الحديث عن المشاركة السياسية و طي صفحة الماضي مثلا بدون حضور عنصر الثقة.
فبدون إعادة الثقة في المؤسسات الدستورية من حكومة وبرلمان.... لا يمكن أن نتحدث عن انتقال ديمقراطي، فبناء جسور الثقة بين القصر والمعارضة البرلمانية قد عمل على خلق ثقافة للتراضي والتوافق أطرت ما يمكن تسميته بتجربة التناوب التوافقي كمحطة لإعادة التصحيح والانخراط في مشروع بناء الدولة الديمقراطية الحداثية، ان أزمة الثقة في الحياة السياسية المغربية معطى ثابت لدراسة سنوات التدبير السيئ للشأن العام، مما عمق الفجوة بين الدولة والمجتمع وبالتالي أزمة ثقة في المؤسسات وفي نفس الآن كان لتداعيات الصراع السياسي بين القصر والمعارضة (اختطاف – اعتقال....) قد ساهمت هي الأخرى في خلق نوع من عدم الثقة في العمل السياسي.
إن خلق فضاء للحوار والتواصل والنقد ولغة المكاشفة تستدعي إصلاح الأساس أو قاعدة هدا الفضاء وبالتالي يكون في صلب الإصلاح السياسي والثقافي.... لأنه لا يكفي أن تكون هناك إرادة للتغيير بدون ضمانات فعلية دستورية وسياسية، لكي نؤسس فعلا لمبدأ المحاسبة ومن ثمة إعادة الثقة في العمل السياسي، باعتباره عملا شفافا وخاضع للمراقبة.
إن تجربة التناوب رغم النوايا الحسنة لم تستطع أن تتماثل مع الطموحات العريضة للشعب المغربي، على اعتبار أنها تندرج ضمن دائرة إعادة إنتاج السائد، وبالتالي فهده التجربة رغم الإيجابيات قد عمقت أزمة الثقة في العمل السياسي وكشفت أن خيوط اللعبة بيد فاعل مركزي وحيد.
إن سياسة الهروب إلى الأمام عبر دعوة الشباب إلى المشاركة السياسية ومحاولة تسويق مفاهيم الديمقراطية التشاركية – الانتقال الديمقراطي- لن تجد لها الآذان الصاغية في غياب كشف الحساب.
إن بناء الدولة الديمقراطية الحداثية، هدا المشروع الكبير يحتاج إلى طريق سيار للثقة بين الدولة والأحزاب، الدولة والمجتمع المدني محطته الأولى والأخيرة هي الإصلاح.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المغرب يتجه لرفع سعة ميناء طنجة المتوسطي إلى 9 ملايين حاوية


.. أبرز الإجراءات التصعيدية الإسرائيلية ردا على إعلان دول تأييد




.. هل تتغير سياسات إيران في المنطقة والمفاوضات النووية بعد وفاة


.. مسؤول مصري: إسرائيل أفشلت المفاوضات والصمت الأمريكي يهدد مصا




.. ناشطة تحتج على حضور نانسي بيلوسي حفل هارفارد