الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأردن المنشار الذي لا ينقطع عن النشارة ذهابا ولا إيابا

محيي هادي

2003 / 8 / 9
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


 

أحزنني و آلمني كثيرا  سماع و قراءة خبر إنفجار السفارة الأردنية في بغداد ، إنفجار تم بعمل إرهابي لا يقوم به إلا من اتخذ من الإرهاب و التفجيرات عملا يرتزق به، و هدفا يريد به أن يستمر العراق في فوضى و عدم استقرار. لقد أغتيل و جرح العشرات من أبناء شعبنا ليضافوا الى قائمة الذين أغتالتهم أيادي البعث المجرمة.
أتساءل :
* من الذي يستفيد من تفجير السفارة الأردنية ؟
*من الذي يضره هذا التفجير؟
*من الذي يستفيد من استقرار العراق؟
*من الذي يضره استقرار العراق؟
*و من الذي لديه الأسلحة التي استخدمت في التفجير؟
*من الذي يتضرر بعدما تغيرت ، بأمر أمريكا لهجة الحكم الأردني تجاه العراق؟

تأتي عملية تفجير سفارة الأردن في الوقت الذي يريد فيه العراقيون الأمن و الإستقرار ، و يؤكدون على أن فلول عصابات البعث الدموي لا تزال تملك في أيديها أسلحة الدمار الشامل الفتاكة ، الأسلحة التي شملت بفتكها كل أبناء الشعب العراقي ، هذه الأسلحة التي استعملت في إشعال عدة حروب في الداخل و في الخارج، لتدمر بها العراق أرضا و شعبا. هي نفس الأسلحة و المتفجرات التي جعلت من العراق أن يكون أول دولة في العالم تنتشر فيها المقابر على طولها و عرضها ، مقابر جماعية لم يحصى عددها النهائي بعد.

لقد عوّدنا البعثيون الدمويون على إرتكاب الجرائم ثم تعليقها في رقبة آخرين ، و أذكر مثال اغتيال الصدر الثاني على أيدي المجرمين البعثيين الذين حاولوا  إلصاق التهمة بأصدقائه. هم من القتلة الذين يقتلون القتيل و يمشون في جنازته. و لهذا فلا أستبعد أن يقوم أصدقاء المجرم صدام و أتباعه و غيرهم ،من الذين يحلمون بالعودة الى نظام العهر و الإجرام الصدامي، لا أستبعد موقفهم في إلصاق التهمة بإحدى الفصائل التي تساهم و تشارك في مجلس الحكم  العراقي الإنتقالي ، المؤقت.

لا ينكر أحدا أن الكثيرين من العراقيين يؤلمهم موقف الأردن  المتحيز ضد العراق و شعبه ، لِمَ لا و الأردن قد عاش و يعيش على آلمنا و مآسينا، إن الأردن قد استفاد و يستفيد من كوارث العراق ، و إنه كالمنشار  يقطع في أجسادنا في ذهابه و يكرر قطعه في إيَّابه، دون رحمة و دون شفقة. و في الوقت الذي أعتقد فيه أنه ليس في مصلحة الاقتصاد الأردني هدوء و استقرار العراق أطرح السؤال التالي :
أليس للمخابرات الأردنية يدا في تفجير السفارة الأردنية ؟ علما بأن الأردن لديها علاقات جيدة و ممتازة بالمجرم صدام و بجلاوزته.

إن الأردن هو أحد المنافذ الرئيسية للعراق ، كان منفذا للخلاص من القهر و الطغيان و الآن إضافة الى كونه منفذا للخروج من العراق فهو مدخلا لعصابات الإرهابيين الأعراب من ذوي الدشاديش القصيرة ، و لم ننس بعد، و لا ننسى،  أنه قد تشكلت في الأردن لجنة سجل فيها أكثر من مائة ألف أردني و فلسطيني تطوعوا كدروع بشرية أرسل قسم منهم لحماية حكم صدام الدموي المتعفن. لقد أصبح الأردن مصنعا للإرهابيين و متجرا يتاجر فيه باسم العراق مثلما تاجروا و يتاجرون بالقضية الفلسطينية.

كل العالم يتذكر ما قاله صدام ، رئيس المجرمين البعثيين ، بأنه لا يترك الحكم إلا بعد تدمير العراق و تحويله الى أنقاض، و فعلا فهو و مرتزقته من التكارتة و الأعراب يريدون ذلك التدمير و يستمرون في ذلك الإتجاه ، إتجاه التخريب و الإرهاب. لقد أطلقوا سراح المساجين المجرمين و القتلة ليعيثوا خرابا و فسادا و حرائقا بعد سقوط نظام العهر و القهر البعثي ، و اشتركوا في لصوصيتهم جبنا الى جنب مع جنود الإحتلال الأمريكي و المرتزقة الأعراب من مراسلي القنوات الإرهابية ، الجزيرة و العربية ، و غيرهم من الأعراب ، أردنيون كانوا من الذين يبيعون آثارنا في الساحة الهاشمية  أو فلسطينيون يوصلونها الى أيادي أصدقائهم الصهاينة في إسرائيل.

إن البعثيين الإرهابيين يشعرون أن الأردن هو منفذ للعراقيين ، مهما كان سيئا فهو منفذ للخارج ، و لهذا يريدون إغلاقه ، فقاموا بعملية نسف السفارة الأردنية و بهذا يسهل إغلاق الطريق في وجه العراقيين ، ويبقى مفتوحا أمام ذوي الدشاديش القصيرة.

 الآن أسأل الأردنيين الذين يقفون مع صدام : هل ستفرحون لتفجير سفارتكم ، مثلما تفرحون و تهللون لتفجير أنابيب النفط العراقي و آباره ؟ و مثلما تصفقون لتفجير أعمدة و منشآت الكهرباء و الماء العراقية؟ و هل ستفرحون لو فُجِّرت سفارة دولة أجنبية في دولتكم؟

إن الإقتصاد الأردني يعتمد اعتمادا كليا على المساعدات التي تقدمها الدول الغربية ، كتعويضات لخدمات الأردن في حماية مصالح تلك الدول في منطقتنا . إن الأردن يقوم بعمل مشابه لما تقوم إسرائيل ، و إن الجزء الأكبر و الأعظم يذهب الى جيوب الطبقة الحاكمة فيه، لكي يعاد الى بنوك نفس الدول الغربية . و يبقى جزءا قليلا من المساعدات لتمكين الحكومة الأردنية من شراء السكر و الشاي للعشائر البدوية التي تدعم الحكم ، و لكي لا تشكل هذه العشائر مصدرا للقلاقل أو الإحتجاجات.

و قف الأردن مع صدام في حربه ضد أرادنا . و وقف معه في حربه الشعواء ضد الجارة إيران ، واستطاع بهذا الموقف أن يجعل ميناء العقبة الأردني ، الحجازي سابقا ، منجم ذهب و ثروة لا تفنى ، يحصل منه الأردن موارده الكثيرة ..و أصبح المنشار الأردني في نشرٌ و قطعٌ متواصل في خيرات العراق.

و جاء احتلال صدام للكويت ، و وقف الأردن مرة أخرى الى جانب صدام الدموي و مزج زهر و سم أمريكا بالطعم الذي حضَّروه لمصيدة و إنهاك العراق .دولة الأردن صديقة لأمريكا تقف الى جانب صدام !! ما شاء الله !! و سلَّمت المعارضين العراقيين الى صدام ليذهبوا الى حبال المشانق و الإعدام الصدامية…و مرة أخرى يبدأ منشار الأردن في القطع ، و أصبح الأردن المنفذ الوحيد للعراق ، المنفذ الذي وافقت عليه أمريكا أثناء سنوات الحصار الجائر الذي تعرض له شعبنا.

و جاءت الحرب الثالثة ، فأصبحت الأردن منطلقا للطائرات الأمريكية، على الرغم من النفاق الأردني إذ قال مسئولوه أنه ضد الحرب على العراق ، و حصل الأردن على مساعدات إضافية  … و مرة أخرى استمر المنشار الأردني في نشر آخر في دماء العراق.

لقد سطا الأردن ، بشكل أو بآخر ، على أموال العراق ، سابقا على أموال الهاربين من ظلم نظام البعث و القهر . و الآن يبتهج مسئولو الأردن و يفرحون باستقبال اللصوص البعثيين الذين أودعوا في بنوك دولتهم ملايين الدولارات، و الأموال  التي سرقوها من دماء و عرق العراقيين … مرة أخرى يعمل المنشار الأردني عمله في قطع خيراتنا و سرقتها.

لم يكن الأردنيون يريدون رؤية ذلك العراقي و تلك العراقية اللذان كانا يفترشان الأرض و يفرشان قطعة قماش في شارع من عمان ليبيعا بضعة سجائر ،التي بها كانا يريدان سد شيئا من جوعهما و جوع أولادهما . لم يكن الأردنيون يريدون ذلك و لهذا فهم كانوا  يرسلون شرطتهم للإستيلاء على السجائر و مصادرتها ، لتدخينها هم لا غيرهم…و يقطع المنشار الأردني مرة أخرى .

إن العراقيين لا يشعرون بود تجاه ما يقوم به الأردن ، شعبا و حكومة، و لكن هذا لا يعني أننا يريدون السوء لهم و الإساءة إليهم ، مثل ما يفعلونه، بل على العكس فنحن نأمل  أن يغير الأردنيون موقفهم  الى الإتجاه الصحيح ليسير الشعبان في طريق الأخوة ، طريق المساعدة  و التآزر المتبادل، طريق إنشاء علاقة جيرة جيدة و حسنه.

محيي هادي - أسبانيا

08/08/2003









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حماس تقبل بمقترح أمريكي لبدء محادثات بشأن إطلاق سراح الرهائن


.. فوز الإصلاحي بيزشكيان بانتخابات الرئاسة الإيرانية




.. حرب وإهمال.. مياه الصرف الصحي تغمر أحد شوارع خان يونس في غزة


.. الاستيطان الإسرائيلي يتسارع بشكل محموم في الضفة الغربية




.. إصابات بسقوط ألعاب نارية وسط حشد من جماهير تحتفل بيوم الاستق