الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عاش الموقف الأممي مع الحق وضد الظلم

سخي جريس

2007 / 3 / 15
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


في عام 1962 قررت مجموعة شبان عرب مكونة من خمسة اشخاص، وجميعهم خريجو مدارس ثانوية، ان يستكملوا تعليمهم الجامعي في مصر. وخططوا للسفر عن طريق النقب، وهم من حيفا وسخنين وحين وصولهم الحدود اعترضتهم الشرطة الاسرائيلية وقوات الامن وقتلتهم جميعا دون أي مبرر.
وعلى اثر هذه الجريمة البشعة اندلعت مظاهرات جماهيرية في حيفا وفي سخنين وفي عكا وغيرها من البلدات العربية. وقام فرع الحزب الشيوعي في عكا بالدعوة الى اجتماع احتجاجي على هذه الجريمة.
وفي اثناء توزيع الدعوات وصل الرفيق فخري بشتاوي الى مدرسة الترسنتا، فشعر بالغليان الشديد بين طلاب المدرسة ومعلميها، نتيجة الجريمة النكراء، فخرج معهم في مظاهرة عفوية تجاه الفاخورة، حيث توجد مدرسة للبنات فانضممن اليهم ترافقهم الرفيقة ابتهاج خوري.
وقد رافق طلاب التراسنتا الاساتذة: جريس طنوس، المرحوم الرفيق ادوار الياس ويعقوب حجازي. اما طلاب المدرسة فكان على رأسهم: اديب ابو رحمون، الفنان مكرم خوري، موسى سخي جريس، تيسير خاسكية وآخرون.
وفي مسار المظاهرة انضم اليها رفاق الحزب والشبيبة الشيوعية ومنهم الرفيق صالح ادريس وآخرون. وحين وصول المتظاهرين الى شارع "بن عامي" هاجمتهم الشرطة وعدد من المواطنين اليهود وقاموا بالاعتداء عليهم وبتفريقهم بالقوة، وقامت الشرطة باعتقال عدد من قادة المظاهرة.
في هذه الاثناء بادر الرفيق سخي جريس ومعه الرفاق يعقوب الياس، موسى مرعب وصالح ادريس وعلى مدار يومين متتالين الى الاتصال الواسع بالجمهور العكي واستطاعوا ان يقلبوا الرأي العام على رأس السلطة كصاحبة المسؤولية الاولى عن الجريمة.
والجدير ذكره ان الرفيق فخري بشتاوي وفي اثناء تفريق الشرطة للمظاهرة اصيب بجراح في جسمه وسال دمه، وتمّ اعتقاله في الحبس الانفرادي، وقد حضر على التوّ محامي الارض والهويّة، حنا نقارة وتولى الدفاع عن المعتقلين وعمل على اطلاق سراح صغار السن منهم.
وفي اليوم الثالث اعتقلت الشرطة الرفيق سخي جريس واتهمت سبعة من اهالي عكا بتنظيم مظاهرة غير قانونية وبالاعتداء على افراد الشرطة وبالقيام بأعمال شغب وبارتكاب مخالفات امنية، وقدمتهم الى المحاكمة وهم، الرفاق: ابتهاج خوري، فخري بشتاوي، سخي جريس، المرحوم قاسم بكري، الاستاذ جريس طنوس والطالبان: اديب ابو رحمون ومكرم خوري.
وقام الحزب الشيوعي بتوكيل اربعة محامين يهود للدفاع عن المعتقلين وهم: روديتي، فايتسمان، ميلاميد وفاكسمان، شريك المرحوم محامي الشعب حنا نقارة، اضافة الى المحامي جميل لبيب خوري.
كان يحضر جلسات المحكمة الخوري جيتانو (مدير مدرسة الترسنتا)، وقسم من اساتذة المدرسة وعدد من اهالي الطلاب. اما ضابط الشرطة المعروف في منطقة عكا باستفزازاته للجماهير العربية (بن يتسحاق)، حيث كان موكلا بالمهمات السياسية، فكان يقوم بأعمال التهديد والتخويف لجمهور الحاضرين في قاعة المحكمة، وقد حاول ان يضغط على الطالب تيسير خاسكية ليشهد على المتهمين، لكنه لم ينجح في ذلك. وفي اثناء سير جلسات المحكمة كان الضابط يدخل الى القاعة ويخرج بشكل تهديدي وتخويفي محاولا الضغط على المعتقلين، ما اثار حفيظة المحامي روديتي فاحتج غاضبا على هذا السلوك امام القاضي، وطلب اخراجه من قاعة المحكمة فاستجاب القاضي لطلبه.
في اثناء انعقاد الجلسات سأل محامي الدفاع المدعي العام: هل كان الشبان المغدورون الخمسة يحملون السلاح؟ فأجاب بانه لا يعلم وسأل ايضا لماذا لم تعتقلوهم وتحاكموهم بتهمة عدم حيازة تصريح وقمتم بقتلهم؟ فلم يجب على هذا السؤال.
في الجلسة الثالثة تم الاتفاق بين المدعي العام وبين محامي المعتقلين على شطب كل التهم الموجهة من قبل الشرطة للمعتقلين، ما عدا المشاركة في مظاهرة غير قانونية، وغرّمت المحكمة كل متهم بمبلغ 100 ليرة في ذلك الوقت.
لقد كنا نعيش الموقف الاممي ساعة بساعة ويوميا. وفي هذه الحادثة ايضا تجلى الموقف الاممي الانساني الذي يمثله الحزب الشيوعي، حين قام الرفاق اليهود بالوقوف الى جانب المعتقلين العرب في وجه النظام العنصري في الدولة.

(كفر ياسيف)









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تكثيف الضربات على مواقع الحوثيين للحد من قدراتهم على مهاجمة


.. متظاهرون إسرائيليون يغلقون شارع أيالون في تل أبيب للمطالبة ب




.. أكسيوس: البحرية الأمريكية أنفقت مليار دولار على الذخائر لموا


.. مظاهرة في العاصمة الألمانية برلين تطالب بوقف الحرب على غزة




.. الاتفاق على على قواعد المناظرة الأولى بين بايدن وترمب