الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لقاء فكري حول الهجرة بكلية الحقوق، مراكش

إدريس لكريني
كاتب وباحث جامعي

(Driss Lagrini)

2007 / 3 / 15
الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة


ظلت الهجرة منذ سنوات بعيدة تستجيب لتطلع الإنسان في مختلف بقاع الأرض لتغيير ظروفه نحو حياة أفضل، فبفضل هذه الظاهرة انتشرت الأديان السماوية والعلوم والمعارف وتواصلت الشعوب..

وتحت وطأة مجموعة من العوامل السياسية والاجتماعية والاقتصادية؛ تحولت الهجرة في عصرنا الحالي إلى معضلة ألقت بظلالها سواء على مستوى الدول "المصدرة" أو "المستقبلة" للهجرة من منطلق تداعياتها وانعكاساتها المختلفة على الطرفين.

وضمن هذا السياق، شهدت رحاب كلية الحقوق بمراكش مساء يوم الخميس 8 مارس 2007، لقاء فكريا بادر إلى تنظيمه الأستاذ إدريس لكريني؛ في موضوع: التطورات الاجتماعية والثقافية للهجرة، وذلك بمشاركة كل من الأستاذ حسن بلغازي(المدير السابق لمركز الفارابي بهولندا) الأستاذ محمد الشافعي (أستاذ باحث بكلية الحقوق).

وقد أشار د. حسن بلغازي في هذا اللقاء الذي عرف حضورا كبيرا؛ ضمن مداخلته المرتبطة بأوضاع المهاجر في أوربا، إلى أن هذه الأخيرة كانت في البداية بحاجة إلى سواعد المهاجرين وبخاصة المغاربة منهم، قبل أن تبدأ بالتضييق عليهم مع منتصف السبعينيات.. وخلال منتصف الثمانينيات بدأت التيارات اليمينية المتطرفة بالظهور بالشكل الذي انعكس بالسلب على أوضاع المهاجرين، على الرغم وجود مجموعة من الفعاليات والمؤسسات الحقوقية..

وعلاقة بموضوع اندماج المهاجرين؛ أكد الباحث أن أوربا شهدت محاولات جادة لتكريس منطق يقضي بأن وجود المهاجر في أوربا هو وجود مؤقت، مع العلم أن اهتمامات فئة واسعة من المهاجرين بأمور هامشية(جمع المال، وعدم مسايرتهم للتحولات المحلية..) فوت عليهم فرصة المشاركة والانخراط في الحياة السياسية والثقافية في أوربا بشكل فاعلية..

حقيقة أن هناك مجموعة من المؤشرات التي تؤكد وجود فاعلين من أصول أجنبية مشاركين في المؤسسات السياسية والثقافية بالمهجر، غير أن هذه المشاركة تظل فردية وغير منظمة؛ مما يفقد هؤلاء المهاجرين فرصا كبيرة ومهمة لصالحهم.

أما فيما يخص علاقة هذه الفئة العريضة بالبلد الأصل، فأكد على أن هناك غياب الاهتمام بإنتاجات المهاجرين المغاربة الفكرية والثقافية في الخارج، بالشكل الذي يحرم البلد الأم خبرات وتجارب..، في حين نجد تركيا مثلا تترجم كل الإبداعات الفكرية والعلمية التي ينتجها المواطنون الأتراك في الخارج.

أما د. محمد الشافعي؛ وضمن مداخلته حول: الهجرة ومدونة الأسرة؛ وارتباطا بالمشاكل الأسرية التي تطرح لدى المهاجرين المغاربة في فرنسا بناء على بعض الخصوصيات الثقافية والدينية؛ لاحظ وجود أشكال متعددة من التحايل على القانون الفرنسي من أجل تحقيق بعض الأهداف الخاصة: اللجوء للطلاق من جهة واحدة؛ الزواج من زوجة ثانية..، الأمر الذي يؤدي إلى اصطدام مع النظام العام الفرنسي الذي يمنع التعدد، والطلاق بشكل منفرد.. وهو ما جعل فرنسا تطبق القانون على الأجانب، وفي محاولة منه للحد من تزايد هذه المشاكل أبرم المغرب معاهدة بهذا الخصوص سنة 1981... ومع ذلك وقعت خروقات في هذا الشأن واستمر التحايل على القانون، مما فرض على المشرع المغربي البحث عن مداخل قانونية لتجاوز هذه المشاكل، وضمن هذا السياق نجد فمدونة الأسرة تعترف الآن بما يسمى بالزواج المدني؛ فبإمكان المغاربة الزواج أمام ضابط الحالة المدنية ولكن مع احترام الضوابط والنصوص الموجودة بالمدونة. كما أن المسلمة لا يجوز لها الزواج بغير المسلم.. فيما عملت فرنسا على المصادقة على اتفاقية لاهاي لتجاوز مختلف هذه المشاكل.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف يمكن قراءة تصريحات بايدن حول اعترافه لأول مرة بقتل قنابل


.. بايدن: القنابل التي قدمتها أمريكا وأوقفتها الآن استخدمت في ق




.. الشعلة الأولمبية.. الرئيس ماكرون يرغب في حقه من النجاح • فرا


.. بايدن: أعمل مع الدول العربية المستعدة للمساعدة في الانتقال ل




.. مشاهد من حريق ضخم اندلع في مصنع لمحطات شحن السيارات الكهربائ