الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نقل المواجهة الاعلامية وتعرية انظمة دول الجوار في العالم العربي هو الرد العراقي

جاسم الصغير

2007 / 3 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


منذ ان حصل التغيير في العراق وسقوط دولة الاستبداد الشرقي او وريثتها بكل استحقاق وتحرر العراقين من جبروت استبداد وتحكم واستأثار الانظمة السابقة بكل مفاصل الحياة في العراق ورهنهم لسيادة العراق ولمصير الانسان العراقي الذي اصبح ارخص بشكل كبير وغريب في ظل هذه الانظمة الاستبدادية الامر الذي جعل الفرد العراقي ولااقول المواطن لانه لم يحصل على هذا الحق او الميزة ابدا يعيش اغترابا كبيرا داخل اسوار الوطن الذي اصبح كالقلعة المغلقة باحكام من قبل الاجهزة الامنية للنظام السابق الامر الهام ان تغيرا ايجابيا قد حصل وطي صفحة الانظمة الاستبدادية الى الابد وشروع جميع العراقيين ببناء نسق انساني وحضاري يتخذ من فلسفة النهج الديمقراطي نسقا وعملا وفعلا تم انجاز خطوات هامة جدا في هذا الشأن تكللت جميعها بتشيد المؤسسات الدستورية الدائمة وامام هذا التغييرات التي احدثها العقل والمواطن العراقي في كل نواحي الحياة وبشكل اذهل العرب من دول الجوار وغيرها حصلت رد فعل عكسية لهذه الانظمة والتي هي نسخة مستنسخة من تركيبتها على غرار النظام الاستبدادي البائد او تختلف في المظهر فقط اما التركيبة الداخلية وبنيتها وعلائقها فهي متماثلة بشكل كبير في احتكار القرار السياسي وانعدام الحريات الحقيقية وانعدام وجود ديمقراطية ومؤسساتها الفاعلة في هذه البلدان مماجعل بلدانهم هي رهينة مزاج ورغبة السلطان الذي اصبح في ظل هذا الوضع يتمتع بسلطات مطلقة وامام حدوث التغيير الديمقراطي في العراق وشعور جميع هذه الانظمة الاستبدادية في العالم العربي بالخوف الكبير بل بالفوبيا والرهاب الشديد من اثار الديمقراطية العراقية حصلت حالة من الاتفاق الاعلامي والسياسي السلطوي في عدم السماح بانتشار هذه الديمقراطية خارج حدود الجغرافية العراقية بل يجب افشال هذه التجربة في مهدها كي تبقى الاوضاع في بلدانهم على ماهي عليه واستمرار هيمنتهم على القرار السياسي لذلك راينا تركيز الاعلام العربي وعبر فضائيات عديدة على أي انر يحدث في العراق ومحاولة التشكيك به وبجدواه وايضا دق الاسفين بين مكونات الشعب العراقي الاجتماعية وبث خطاب اعلامي لشعوب تلك البلدان ان الديمقراطية في العراق لم تجلب للعراقيين سوى الموت عبر الارهاب المنتشر في العراق مع ان الجميع يعرف ان الارهاب ومصادره الفاعلة في الساحة السياسية العراقية هي مستوردة من دول الجوار ذات التوجهات الطائفية البغيضة وامام هذا التدخل السافر من دول الجوار في الشأن العراقي الداخلي ناشد كثير المسؤولين العراقيين مسؤولي تلك الدول في الكف عن التدخل في شانه الداخلي عبر الخطاب الاعلامي المضاد او تمويل الارهاب والارهابيين وغير ذلك ولكن للاسف لم ينفع ذلك ابدا واستمر التدخل من قبل هذه الانظمة في الشأن الداخلي العراقي وهنا ثمة امر هام يبدر الى الذهن وهو ان الخطوات التي اتخذها المسؤولين العراقيين في مناشدة هذه الدول ومسؤوليها في الكف عن التدخل في شؤوننا العراقية يأتي من باب التصرف بشكل دبلوماسي شفاف ولاننا الان دولة مؤسسات ديمقراطية تتصرف بمسؤولية والتزام وتتخذ من الاسلوب الودي منهجا في التعامل مع هذه الدول وليست دويلة لسلطان اوحاكم اشبه بالاقطاعي الذي يتصرف بشؤون ممتلكاته كيفما يشاء دون احساس بأي مسؤولية وبما انه لم ينفع مع هذه الدول مثل هذا الاسلوب الدبلوماسي الحضاري واستمرار هذه الدول بنفس السياسة بالتدخل في الشأن الداخلي العراقي وتعقييد الاوضاع فيه يتطلب الامر تغيير النهج المتبع في نقل المواجهة الاعلامية مع هذه الدول الى داخل بلدانهم وليس بطريقتهم التي يتبعونها معنا في تمويل الارهاب من تفخيخ وقتل كلا ابدا فنحن شعب لم نعرف او نستخدم يوما الارهاب بل منهجنا الضاري يتمثل بالتركيز على المظاهر المزرية وغير الديمقراطية في بلدانهم وهي كثيرة كثيرة جدا ومقارنتها بالاوضاع الديمقراطية السائدة الان في العراق ومدى الفرق الكبير بين سمات الوضع في العراق وسمات الوضع البائس في تلك البلدان وجعل الفرد العربي يرى ويدرك مقدار التعمية السياسية والاعلامية التي يرزح تحتها في ظل هذه الانظمة التي سلبته حقوقه وارادته منذ زمن طويل وقد يقول قائل الايمثل ذلك تدخلا في الشؤون الداخلية لتلك البلدان نقول كلا طالما ان هذه البلدان ارتضت لذاتها ان تتدخل في الشأن الداخلي العراقي وتعكير صفو حياته ووحدته الوطنية ولان المناشدات الطويلة من قبل المسؤولين العراقيين مع مسؤولي تلك الدول لم تنفع ابدا ومن هنا وللحفاظ على المصالح العراقية وحياة ابنائه من اعمال الارهاب التي تحصل ضده ومن خلال منافذ هذه الدول لم يبقى لنا الا ان نشن مواجهة اعلامية مضادة فعالة بشكل كبير تجاه ماترتكبه هذه الانظمة لجعل الوضع السياسي والاجتماعي متوازنا ولذلك ان هذا الامر يتطلب في الحقيقة جهازا اعلاميا عراقيا فعالا وذو معرفة بسيكلوجية التفكير لدى الفرد العربي وواسعا من ناحية البث عبر الاثير كي يمكن ان يصل الى ابعد نقطة ممكنة ويحقق الهدف المرسوم له وفي الحقيقة اننا لم نكن نرغب بذلك ابدا الاان التدخل الكبير في شاننا الداخلي من قبل انظمة دول الجوار والعالم العربي وتداعياته الخطيرة لم تجعل لنا خيارا الا التصرف وفق الطريقة التي يتصرفون بها معنا وقديما قيل في احد الامثال العربية ( حارب خصمك بسلاحه لانه سيعرف حتما مقدار الاذى الذي سيلحق به ) ونحن لن نستخدم سلاحه الارهابي التفخيخي بل سلاحنا هو المواجهة الاعلامية مع نهجه الاعلامي الكاذب القائم على تحريف الحقائق وخلق الزائف منها والذي هو كبير والكل يعرف سياسة الارتزاق الاعلامي السائدة في هذه البلدان وخاصة التي استفاد منها كثيرا النظام البائد في تشويه الحقائق وتصوير الامر للفرد العربي على غير حقيقته ونحن نعرف ذلك جليا اذن المواجهة الاعلامية بين اعلام وطني ديمقراطي عراقي يبغي توضيح الحقائق للجميع وبين اعلام عربي يبغي تشويه وتحريف الحقائق هي احدى الواجهات اليوم وان اعلامينا ومثقفينا هم بحجم المسؤولية الملقاة على كاهلهم وهم الذين ركبوا الصعاب في الدفاع عن الحياة والنهج الديمقراطي العراقي منذ ان حصل التغيير الديمقراطي في العراق 0








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. محمود ماهر يخسر التحدي ويقبل بالعقاب ????


.. لا توجد مناطق آمنة في قطاع غزة.. نزوح جديد للنازحين إلى رفح




.. ندى غندور: أوروبا الفينيقية تمثل لبنان في بينالي البندقية


.. إسرائيل تقصف شرق رفح وتغلق معبري رفح وكرم أبو سالم




.. أسعار خيالية لحضور مباراة سان جيرمان ودورتموند في حديقة الأم