الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


غضب المصريين على الفيلم الإسرائيلي أخطأ الطريق

هويدا طه

2007 / 3 / 16
حقوق الانسان


على مدى أيام لا تفتح التليفزيون على برامج حوارية حية أو مسجلة من تلك البرامج التي تتناول الشأن المصري.. إلا وتجد هذا الموضوع يتخذ الصدارة.. الفيلم الوثائقي الذي بثته قناة تليفزيونية إسرائيلية حول أسرى مصريين في حرب 67 قتلتهم وحدة إسرائيلية وهم عزل لأنهم كانوا أسرى.. كل تلك البرامج تقريبا استضافت (أسرى سابقين) ليروي كل منهم تجربته مع الأسر.. وكل تلك البرامج استضافت شخصيات عامة عبرت عن غضبها مما حدث (لأسرانا)! وتطالب برد قوي مثل طرد السفير الإسرائيلي من القاهرة أو قطع العلاقات مع إسرائيل أو إلغاء معاهدة كامب ديفيد.. أو غير ذلك من ردود فعل على (المفاجأة) التي فجرتها إسرائيل! بالطبع كان رد مصر الرسمي أننا لن نقطع العلاقات بسبب فيلم! الملفت للنظر فعلا أن إسرائيل (لم تفاجئكم)! كلنا نعرف أن أسرانا قتلوا بدم بارد وهم عزل منذ أربعين سنة! لماذا لم نطالب بحقهم من شهرين أو ثلاثة.. من سنة أو سنتين.. من عقد أو أربعة عقود؟! لماذا الآن؟! بل.. لماذا هذا الاستئساد ضد فيلم إسرائيلي بينما النظام المصري الذي (يقتل أسراه من المصريين أيضا) نواجهه بصمت مريب؟! نحن نحتاج وقفة لنتأمل كيف يتم (صنع ردود الفعل) في الشارع المصري؟ المواطن المصري أصبح تحت وطأة عملية (التغييب المنظمة) لا يعرف قضاياه الحقيقية.. إسرائيل عدو لمصر منذ نشأت وحتى.. تسقط، لكن هذا العدو يقوى يوما بعد يوم بدعم خارجي صحيح ولكن أيضا.. بقدر كبير من الشفافية الداخلية في المجتمع الإسرائيلي.. ونحن نضعف أمامه كل يوم بانحياز خارجي لإسرائيل صحيح ولكن أيضا.. لأننا داخليا ليس عندنا مسائلة ولا شفافية في مجتمعنا.. النظام أشد ما يفرحه أن تتوجه طاقة الغضب الشعبية ضد إسرائيل.. حسنا اغضبوا عليها وادعوا عليها في المساجد واشتموها في الجرائد! لكن هذا الغضب الشعبي أخطأ طريقه بالفعل.. إسرائيل لا تستحق الآن غضبنا بسبب هذا الفيلم أو بسبب قتلها (المفاجئ) لأسرانا! من يستحق الغضب حقا هو من (يمرمط) مصر تحت أقدام إسرائيل وغيرها.. والمواطن الخاضع لإعلام النظام الكذاب منذ نصف قرن لن يوجه غضبه نحو من يستحقه من تلقاء نفسه.. كل تلك الشخصيات العامة التي صبت جام غضبها على إسرائيل في تلك البرامج كان الأولى بها بدلا من القول بضرورة التصدي لإسرائيل لأنها قتلت أسرى مصريين.. أن تقول للناس إن إسرائيل عدو دائم وقضيتنا معه مؤجلة إلى حين.. إلى حين نجهز من يتصدى لها من هنا.. وحتى نجهزه لابد من التخلص هنا أولا من.. المصريين الذين يقتلون أسراهم المصريين! لماذا لم يقل أحدهم أن الأسرى المصريين الذين قتلتهم إسرائيل كان عددهم 250 أسيرا- بالطبع لا يجب أن ننساهم سواء تحدث عنهم فيلم إسرائيلي أو غير إسرائيلي- بينما من يموتون ويتعذبون حتى الموت في سجون مبارك.. وطبقا لتقارير محلية ودولية.. تعدى عددهم العشرين ألفا.. أسيرا مصريا داخل مصر؟!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السلطات التونسية تنقل المهاجرين إلى خارج العاصمة.. وأزمة متو


.. ضجة في المغرب بعد اختطاف وتعذيب 150 مغربيا في تايلاند | #منص




.. آثار تعذيب الاحتلال على جسد أسير محرر في غزة


.. تراجع الاحتجاجات في عدد من الجامعات الأميركية.. واعتقال أكثر




.. كم بلغ عدد الموقوفين في شبكة الإتجار بالبشر وهل من امتداداتٍ