الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاحداث الكاملة لفيلم روح شاكيد الاسرائيلي

نائل الطوخي

2007 / 3 / 15
الادب والفن


"لقد قاموا بالاختباء داخل آبار الرمال، حاولوا التواري، وتغطية أنفسهم بفروع النخيل. القليل منهم رد علينا بالنار." ليس هذا مشهدا من فيلم هوليودي، وإنما وصف ما حدث في حرب 1967 على لسان أحد المشاركين فيها والذي تم إجراء حوار معه في الفيلم الإسرائيلي الأخير "روح شاكيد". الفيلم الذي دفع إسرائيل الآن إلى حالة الجنون الحالية، للنفي المهووس للوقائع المذكورة حول قتل الأسرى المصريين.
تبدأ القصة بالفيلم الذي يصف أحداث نهاية حرب 1967 التي اضطرت فيها وحدة شاكيد لمطاردة وتصفية عناصر كوماندو (مصريين) كانوا في قطاع غزة وحاولوا الوصول إلى سيناء، في أثناء المطاردة لعدة أيام بواسطة طائرات الهليكوبتر، و في النهاية، "تم إحصاء حوالي 250 جندي كوماندو قتيلا" كما يشير المخرج.
في منتصف الفيلم تفلت بعض العبارات من المتحدثين، وهم من كانوا متورطين بشكل مباشر في عمليات الوحدة أثناء الحرب في سيناء. يجمع مخرج الفيلم شهادات ثلاثة أشخاص، قائد السرب، عميد في الاحتياط، ووزير البنية التحتية الحالي، بنيامين (فؤاد) بن إليعازر، نقيب في الاحتياط أمتسيا حين وعقيد ياريف جرشوني. يدور الحوار كالآتي:
جرشوني: "استلمنا مروحيتين سيكورسكي. كانت طائرات البايبر تحدد مواقعها من اعلى، وتقوم بتوجيهنا، وكنا نهبط نحن، نثور عليهم ونقتلهم. كان فؤاد (بنيامين بن إليعازر) يسجل على البنطلون عدد القتلى. هم كانوا خائفين بشكل كاف.
حين: علينا الإشارة لهذا والقول أنه كان زائدا عن الحاجة. لم تكن تلك القوى تعرضنا للخطر. لقد جئنا نحن من فوق.
بن إليعازر: هذه الكتيبة، التي عانينا منها كثيرا "في الحرب" كانت تقوم يوميا بشيء أو آخر ضدنا.
جرشوني: كان في الموضوع شيء ما من الانتقام. كنا نشعر بغضب رهيب بعد الحرب.. حافظوا على هذا سرا. لم يتحدثوا عنه لفترة طويلة، حيث كان هناك عنصر من العمل غير الرسمي، غير المنظم. لم يكن لدينا هدف يمكن للجميع شرحه.
حين: كانت المشكلة أننا نفذنا هذا. هذا هو الخطير. لم نقم بإجراء حسابات مناسبة. في نهاية الحرب كنا دجاجا. ليس لدي أي كلمة أخرى.
جرشوني: في الوقت المناسب، لم تكن لدي أي من المشاركين أية مشكلة.
بن إليعازر: الكتيبة (المصرية) كانت مزودة بالسلاح وكانت مهمتنا ان نلاحقها. لم يطرح علينا المجتمع أسئلة. كان المجتمع غارقا في قداسة المهمة.
حين: لم نقم بالحسابات اللازمة. في الماضي. لو كنا نملك ما نملكه اليوم، كان يمكننا التوقف، بل وأن نرفض الأمر."
من هنا يتضح عدم شرعية العملية، عنصر الانتقام التي فيها، ولكن هاآرتس، و في معرض دفاعها عن الوحدة العسكرية محل الحديث، تقول: "في نهاية الامر، لم يكن لدى وحدة شاكيد سبب للتفاخر بالعملية، ولكن الأمر لا يتعلق بقتل أسرى، كما زعمت الصحفية المصرية "الأهرام" بعد بث الفيلم. الأمر يتعلق بأعمال انتقامية، حملة اصطياد منظمة لجنود لا حول لهم، لم تكن لديهم أية فرصة للهروب من نيران المحاربين الإسرائيليين الذين يطلقون عليهم النار من السماء."
تنهي هاآرتس تعليقها بإضافة هامة: "لو كان شخص ما قد حاول أن يوثق وقوع عملية قتل للأسرى من عدمها في حرب الأيام الستة لم يكن ليسمح له في نهاية الأمر بعرض الفيلم."
أما صحيفة "يديعوت أحرونوت" فتجري تحقيقا مع بعض من محاربي الوحدة العسكرية "شاكيد" التي تطرق إليها الفيلم. يعارض الجميع رواية الفيلم مع القدر المطلوب من التناقضات الداخلية.
يتساءل رئيس جمعية وحدة شاكيد، شلومي جرونر، بعصبية: "هل تتخيل 250 شخصا يقفون مقيدين وجنود إسرائيليين يقتلونهم؟ هذا ببساطة غير صحيح. كان النار يوجه باتجاه العدو، وهو كتيبة كوماندو فلسطينية كانت منقسمة إلى خلايا، وتختبئ في النهار بين النخيل وتخرج في الليل للهجوم على القوافل الإسرائيلية التي ترحل في اتجاه القناة."
أما عميد الاحتياط أمتسيا تسور، وهو قائد سابق لوحدة شاكيد، فيرفض القول بأن جنود الوحدة أطلقوا النار على أسرى. يقول: " القول بأن هؤلاء هم أسرى هو جنون. لم يكن أحدهم قد أستسلم أو حتى فكر في الاستسلام. لقد كانوا جنودا نظاميين اختبأوا في الوديان بين الحسك، وكانوا يؤذون قواتنا في الليل عندما كانت تتحرك في اتجاه القنطرة. تصرفنا كما ينبغي على الجنود أن يتصرفوا. عندما تصل مع جنود إلى غابة وهناك احتمال أن يكون العدو مختبئا، فلابد أن تفتح النار، وهذا ما فعلناه. لو كنت أنزلت الجنود إلى المخبأ كنت لأكشف جنودي أمام الخطر من جانب الجنود المصريين."
لا يكتفي تسور بالتصريح غير الواعي أن القتلى هم مصريون، على عكس زميله الذي أكد على هويتهم الفلسطينية، وإنما ينتقد أيضا زميليه في الوحدة الذين أدليا بشهادتيهما في الفيلم: "لقد نبع كلامهم من خلال الإحساس اللانهائي بالذنب. نحن مذنبون في كل شيء، بما فيه قتل المسيح وستالين وبوذا. هؤلاء الأشخاص الرقيقون شعروا أنهم لو نشروا أفكارهم فلسوف يساعد هذا على التقريب بين القلوب."
في دولة كإسرائيل، لا يصبح المتورط الأساسي في القضية هو بنيامين بن إليعازر، منفذ المذبحة، وإنما موتي شكلار، رئيس مصلحة البث التليفزيوني، الذي سمح ببث الفيلم. ينشر شكلار بيانا يهاجم فيه ما نشر قائلا: "في الأيام الأخيرة نشرت معلومات غير صحيحة عن حقائق تم طرحها في الفيلم. اقتبست الصحافة أقوالا بدت كما لو كانت قد قيلت في الفيلم حسب كلام كتاب في صحف مصرية معينة، بدون التحقق من إذا كانت الكلمات قد قيلت فعلا في الفيلم أم لا."
وبانتقال الفيلم إلى ملف الخارجية، ويصبح مؤشرا هاما على تدهور العلاقات المصرية الإسرائيلية، تنشر وزارة الخارجية الإسرائيلية بيانا على موقعها الإلكتروني تقول فيه أن: "إسرائيل تنظر بقلق وبجدية إلى حملة التحريض والتشهير المدارة في البرلمان ووسائل الإعلام المصرية، مثل الهجمات الشخصية على سفير إسرائيل في مصر، وهي الهجمات التي تدعو كذلك لهدر دمه."
كما تدعو، في محاولة لغلق ملفاتها الإجرامية المفتوحة، لنسيان التاريخ في قولها: "بعد رحلة السادات التاريخية للقدس بثلاثين عاما وبعد توقيع اتفاقية السلام بين الدولتين وافتتاح عصر جديد في الشرق الأوسط بثمانية وعشرين عاما، لم يعد هناك مكان في الدولتين للانشغال بقضايا تاريخية من الماضي البعيد وبشكل خاص إذا لم يكن هناك من أساس للمزاعم المطروحة."
يضيف بيان الخارجية: "نحن واثقون ومتأكدون أن حكومة مصر سوف تقوم بالمطلوب منها لطرح الوقائع على حقيقتها أمام الشعب المصري وأنها سوف تقوم باللازم من أجل تهدئة الأنفس."
أما تسيفي برئيل، الصحفي بهاآرتس والمتخصص في الشئون العربية، فيرد على بيان الخارجية بطريقته. يقول في مقال يحمل عنوانا لافتا وهو "كم جنديا قتلتم اليوم؟" بالصحيفة: "هنا تكمن السخرية في مطالبة إسرائيل وزير الخارجية المصري "بتهدئة الشعب" في مصر. الشعب المصري يبحث عن إجابات وليس عن تهدئة. هو يريد أن يقتنع أن حكومته لا تكنس جثث الجنود المصريين تحت رمال سيناء بغرض إسكات أي نقد ضد إسرائيل، يريد الاقتناع أن حكومة إسرائيل لا تخدع حكومته.
يضيف برئيل: "لذا فالمشكلة ليست إذا كان الفيلم الوثائقي يتحدث عن جنود مصريين أو فلسطينيين، أو إذا كان السياسيون المصريون الذين سيشاهدونه سينجحون في إقناع الجمهور بأنه فعلا لم يتم قتل إلا الجنود الفلسطينيين. المشكلة تكمن في الحصول على ثقة الجمهور المصري في دولة وقعت معنا على اتفاق سلام. لن تنجح نسخة من فيلم في القيام بهذا، وإنما تحتاج المسألة لسياسة شاملة. سياسة تتفهم أن الجمهور العربي، في مصر أو الأردن أو في أي دولة عربية أخرى، سيجد صعوبة في الإحساس بالهدوء طالما لا يزال مدنيون فلسطينيون يقتلون ولا تزال أراض عربية واقعة تحت الاحتلال. بدون هذا "سوف يظل "روح شاكيد" عََرَضا فحسب يتم تسكينه حتى الانفجار القادم."








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المخرج كريم السبكي- جمعتني كمياء بالمو?لف وسام صبري في فيلم


.. صباح العربية | بمشاركة نجوم عالميين.. زرقاء اليمامة: أول أوب




.. -صباح العربية- يلتقي فنانة الأوبرا السعودية سوسن البهيتي


.. الممثل الأميركي مارك هامل يروي موقفا طريفا أثناء زيارته لمكت




.. أمسيات شعرية- الشاعر فتحي النصري