الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دوّامة الطريق

تقي الوزان

2007 / 3 / 15
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


الطريق الوعر الذي تسير فيه " الحافلة" العراقية لايبدو على مطباته وخرابه ان الحافلة "الحكومة" ستصل الى المحطة الآمنة التي تنتظرها جموع العراقيين . والحافلة بالأساس تعاني من عدم انسجام عمل اجزائها , فعجلاتها الشيعية والكردية والسنية المتمثلة بقوائم "الائتلاف والكردستانية والتوافق " بدل من ان تحمل الحافلة اصبحت اثقل اثقالها , والعجلة الرابعة العلمانية "العراقية" تثير شفقة كل من رآها لضعفها , وهي الأقرب للأنفجار او "البنجر" من غيرها .
اما العجلة الاحتياط التي يعتقد المالك الامريكي انها ستنفعه وقت الشدّة , لأنه سبق وان استخدمها في عام 1963 في انقلاب 8 شباط الاسود , وبعدها في دفع المقبور صدام في شن الحرب على ايران عام 1980 , وثقوب هذه العجلة لاتمكنها من السير عدة امتار في طريق اعتيادي , وليس في هذا الطريق الوعر , والذي ارتكبت فيه عصابات البعث جرائم فاقت كل تصوّر , فالبعث الصدامي لم يبقي على شئ يمكن التعامل معه , ومن كل الفئات العراقية .
ويا ليت المشكلة تبقى في حدود صعوبة الطريق , وعجلات الحافلة التي استهلكت بالكامل , وبات القلق مشروعاَ لكل العراقيين – بمن فيهم الذين انتخبوا هذه القوائم- وشعورهم بضرورة تبديل هذه العجلات اذا اردنا مواصلة المسير . الا ان المشكلة في المحرك الطائفي الشيعي والسني , و"الداينمو" الكردي الذي يزود الشحنات لكل من يؤكد كرديته , وهي التي اصبحت واقع لايمكن نكرانه منذ سقوط النظام المقبور , ولايعرف سبب لأستمرار هذا القلق القومي . اما دواسة محاصصة ايقاف السرعة " البريك" الذي لا يستجيب لأي حركة تبغي ايقافه عن دهس العراقيين البسطاء , ويتوقف فقط عندما يشعر انه سيدهس احد القيادات الطائفية من الطرفين .
لقد " تورط" الامريكان ليس في دخول العراق كما يحلو للبعض ترديده , ان الورطة الامريكية هي في الادوات الاحتياطية التي تحتاجها الحافلة نتيجة سيرها المتعثر الدامي , والمسؤولين عنه الامريكان ذاتهم . فهم الذين اطلقوا العنان لنمو المشاعر الطائفية , وقد ظنوا انهم يمسكون العصا من الوسط وسيقودون العملية السياسية بسهولة . ومعامل انتاج هذه الادوات الاحتياطية هي ايران الاسلامية وسورية البعث , فاما الاتفاق مع المنشأ وتبديل الاجهزة القديمة التي تعيق سير العجلة بأجهزة اكثر ملائمة واستجابة , وهذا يتطلب تلبية مطالب البائعين المعروفين بشطارة التجار منذ اقدم العصور . او تبديل الطريق – رغم الاثمان الباهضة التي دفعها العراق – والاعتراف بصعوبة الحواجز التي تكاد ان تغلقه, وما خلفته الانتخابات المبكرة , والعجلة في كتابة الدستور , في مجتمع لايكاد يصدق انه تخلص من نظام صدام حسين .
ان "تفويلة" البانزين الاخيرة – الخطة الامنية الجديدة – لن توصل الحافلة الى المحطة المنشودة طالما بقيت بهيكلها المعروف . صحيح ان بعض العمائم تطايرت نتيجة اهتزازات سرعة الحافلة الاخيرة , والبعض ترك الحافلة وينتظر ان تهدء حركتها مرة أخرى ليعاود الركوب . والامريكان هددوا حكومة المالكي ببدء "نفاذ صبرهم " وحددوا الفترة الى الشهر الحادي عشر من هذا العام كموعد أخير للنهوض بالوضع الامني . وهذا يعني في حالة الفشل , المنحدر السريع نحو الهاوية , ولااحد يعرف ماذا سينتظرنا في الوادي السحيق , حرب اهلية .... وكم ستطول ؟ وجيوش الامريكان ستترك الحافلة في انحدارها الى بحر الظلمات الذي لانعرف عنه شئ الا ذكره في القرآن الكريم , سيتركونها الى معسكراتهم الآمنة والدائمة التي يبنونها على جانبي الطريق , والتي لن تكتمل قبل الشهر الحادي عشر .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سرايا القدس: خضنا اشتباكات ضارية مع جنود الاحتلال في محور ال


.. تحليل اللواء الدويري على استخدام القسام عبوة رعدية في المعار




.. تطورات ميدانية.. اشتباكات بين المقاومة الفلسطينية وجيش الاحت


.. ماذا سيحدث لك إذا اقتربت من ثقب أسود؟




.. مشاهد تظهر فرار سيدات وأطفال ومرضى من مركز للإيواء في مخيم ج