الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ملتقى القاهرة الشعري //ثمة اسئلة دائما

علي حسن الفواز

2007 / 3 / 17
الادب والفن


الذاكرة الثقافية العربية تشتغل بهوس مرعب!!!لاتغفل ولاتنسى وتطارد الكثيرين على ماضيهم،تمنح البعض اوسمة لايستحقونها وربما تترك البعض الاخر عند الهامش يلوكون قلق انتظاراتهم! الذاكرة الثقافية تلك هي ذاكرة السلطة والديوان مثلما هي ذاكرة الوعي السراني ،كلها ذاكرات قهرية وعصابية...
ما حدث في ايام معرض القاهرة للكتاب وفي ايام الملتقى الدولي للشعر العربي في القاهرة يؤكد هوس هذه الذاكرة وحساباتها القديمة التي تشبه حسابات التجار المفلسين، الشعراء النجوم والاستعراضيون وصيادو الجوائز كلهم يجتمعون في قاهرة المعز ،، وكان حضورهم طبعا لاكل الحصرم كله ليتركوا الاولاد يضرسون !!!! هم لا يتبادلوا شجون الشعر او ينطلقوا في فضاءاته على طريقة اجدادنا العكاظيين والمربديين، وانما ليستعرضوا الفحولة الشعرية وليكرسوا امجادا باتت معروفة ومقروءة ومحفوظة ومكررة ومفروضة ومكرسة لسلطات ثقافية فقدت براءتها!!! وربما هي من اكثر اسباب يبوسة النوع الشعري العربي في اطواره المعاصرة،،، اذ يتحدث الجميع عن الحداثة والتجديد والتجاوز ، لكنهم بالمقابل رجعيون في السياسة ومتمترسون خلف طوائفهم وعقدهم القديمة!!عقد الايديولوجيا وعقد الابوة !! لايسمحوا للابناء الشعراء ان يخلعوا ثوب القصيدة والتعاطي مع عريها النبيل ،وطاقتها الجسدانية الخلاقة بشهوة مضادة !!!، لان هذا مناف للعرف ولشروط الابوة تلك !!! ويمكن ان يكون نوعا من التحريض الفرويدي على القتل العلني للاب !!! كما ان لعبة الستربتيز الشعري هي لعبة شفروية وتحتاج الى عرابين والى ميكانيكا خالصة لا يحوز اسراها الاولاد المراهقون العنيدون العاقون !!! لغتهم ضعيفة ونثرهم الشعري ضحك على الذقون !!!لذا ينبغي ان نعود الى اوهام السلالة لكي نصدق بحكايات ما يصنعه الشعراء في لياليهم الالف!!!!
الشاعر الكبير محمود درويش يفوز بالجائزة الكبرى للملتقى الدولي للشعر العربي ،،لاغبار على الموضوع ولا جديد فيه ،فهو شاعر مهم ورائع وهذا ليس حكم قيمة !!!لانه يملك تاريخا مازلنا نغني بعض اصواته ،،مثلما هو ايضا جزء من الفحولة الشعرية العربية وانه جزء من نظام السلالة الابوية ،وربما جزء من نظام الذائقة العربية وطريقة عرضها وانماط سلطتها واغواءاتها!! لكن ان يتحول هذا الفوز الى مشكلة حقيقية على اساس ان درويش غير مرشح اصلا للجائزة وانها كانت مخصصة للشاعر العراقي سعدي يوسف الذي يمثل الريادة الفاعلة في الشعرية العربية ،والذي وضعته قصائده ومقالاته وطروحاته ضد الاحتلال الامريكي للعراق وتداعياته التالية في انتاج اشكال الحكم والثقافة والشعارات المنسجمة مع غوايات المزاج العربي القومي المؤدلج والمتدين!!! كما يقول البعض ،يعدّ من المضحكات المبكيات!!على اساس ان الثقافة العربية لها ذاكرة غريبة وحافظة تشبه صناديق الجدات !! لذا هي لاتنسى احاديث سعدي يوسف على المغفور له الشيخ زايد بن سلطان وهو الذي فاز بجائزة العويس التي ترعاها دولة الامارات العربية في احدى دوراتها السابقة ،وان اللجنة التحكيمية ذات المرجعيات(الجوائزية) طبعا وضعت ذلك في حساباتها ،اذ هي لاتريد ان تخسر حلاوة الترشيح الى هذه الجائزة الكبيرة كما يقول الشاعر عبد القادر الجنابي..
الكل تغافل عن منجز سعدي التاريخي والابداعي وفاعليته في العقل الشعري العربي واستحقاقه في الفوز لاية جائزة اسوة مع الاباء والسلاليين واكلي الحصرم الذي تقاسموا المجد والجسد والكنز !!! وحصروا الموضوع كله في زاوية قد لاتكون موجودة اصلا... فمن الملام في ذلك !!!؟ هل هي اللجنة التحضيرية التي يرأسها رجل نعرف قيمته الابداعية كصلاح فضل،، ام نلوم صنايعية الكواليس الذين يطبخون كل شيء، القصائد والجوائز والاسماء !!!؟ وماذا يعني عزل التجارب الشعرية الجديدة بمرجعياتها التجريبية والمغامرة عن الفعاليات الشعرية للملتقى على اسس واهية والاكتفاء بنمطية العرض!!وغواية الاسماء بعيدا عن قيمتها الشعرية ؟ وماذا يعني ايضا عدم دعوة ادباء العراق شعراء ونقادا بقطع النظر عن الاشكالية السياسية التي لاشأن لهم بها؟
ازاء كل هذا ينبغي لنا ان نعيد قراءة الكثير من الملفات والكثير من الظواهر التي تكرست مثلما تكرست بيننا الظواهر السياسية السيئة ،وظواهر التطرف اوألارهاب الثقافي!! حتى بات أي مؤتمر او مهرجان او ملتقى مجالا لتصريف هذا الوعي القاصر واشكالاته الخطابية وعقده النفسية ،دون النظر الى ضرورات ان تكون هذه التجمعات فرصة للتعرف على ما تقدمه الحضارة الانسانية في مجال الثقافات من آفاق واسعة تسهم في التنمية والرقي وتفكيك عقد التخلف والجهل والظلم الاجتماعي والوعي بالحرية وحقوقها وبرامجها واهميتها في تحسين الاداء الثقافي والاحساس العميق بالوجود والجوهر الانساني ،مثلما هي مجالات لانتاج المعارف والمواقف الجمالية التي تنحني على ماهو انساني وان تسهم في انقاذ الامة والواطن والمثقف والسياسي من غلواء الثقافات الرديئة والسيئة ..
ان بقاء الاداء الثقافي العربي رهين بمحابس الوعي الشعبي وو صفاته العشبية !!! وبقاء المثقف في الظل من ايديولوجيات السلطات ووعاظ السلاطين ،سيضع صناعتنا الثقافية في اسواق الخردة وستظل بضاعتها كاسدة حتى الصدأ والتأكل والفساد ...وان اعادة النظر باليات تنظيم الملتقيات الثقافية على اسس موضوعية علمية ومهنية واعطاء الدور للخبرات الادارية والابداعية دورها في هذا الجانب سيمنحنا فرصا حقيقية لصياغة اطار واسع وفاعل ومؤثر في التعاطي مع الظواهر الثقافية ووضعها في سياقها التاريخي والزمني والانساني ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجزائر.. -سوق أزمان- في تلمسان رحلة عبر التاريخ والفن والأد


.. المخرجة والكاتبة دوروثي مريم كيلو تروي رحلة بحثها عن جذورها




.. هاجر أحمد: بوعد الجمهور إنه هيحب شخصيتى في فيلم أهل الكهف


.. حاول اقتحام المسرح حاملاً علم إسرائيل فسقط بشكل مريع




.. لماذا غنت كارلا شمعون باللهجة الجزائرية؟.. الفنانة اللبنانية