الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وقفة مع العلاقات الصحراية – الموريتانية

السالك مفتاح

2007 / 3 / 15
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


‏ ‏لايختلف اثنان في ان الشعبين الصحراوي والموريتاني تربطهما اكثر من علاقة( تاريخ ‏‏..جغرافيا.. نسب .. عادات وتقاليد..).. ان لم نقل انهما شعب واحد يعيش في بلدين..! ‏
كونهما يتطابقان في المشاعرو المشارب والهوية الممتدة خارج الحدود السياسية والانتماء ‏الاقليمي،عبر وشائج من العلاقات والروابط والقواسم التي تنبع من العائلة و هلم جرا من التشابك ‏والترابط في النسيج الاجتماعي والمساهرة التي ثؤثث البيت الصحراوي الموريتاني ..‏
ذلكم ان الشعب في كلا القطرين يترابط وينصهر في الثقافة البدوية ذات اللسان الحساني الاصيل ‏‏..!!‏
ورغم ما شاب علاقات البلدين في فترة معينة من النزاع والتطاحن - الذي حاول البعض توظيفه ‏ضمن سياق حرب المواقع والصراع بين دعاة مقاطعة الاستعمار والموالاة له، خاصة منذ ان ‏منحت فرنسا حرية سياسية للقطر الموريتاني، في حين ظل النسيان يطمر الجزء الاخر تحت ‏السيطرة الاسبانية والمطاردة الفرنسية - الا ان مشاعر الاخوة كانت اقوى من مزايدات وحسابات ‏صناعها والمتاجرين على حسابها كما اثبتت ذلك حقائق التاريخ بينت الجغرافيا البشرية ‏والامتداد الجغرافي ..!!‏
ذلكم ان الشعب في كلا القطرين ، خاض كفاحا مشتركا في مواجهة الاستعمار(اسبانيا، فرنسا)، ‏كما ان كلاهما عض من ذات الجحر وذاق مرارة التوسع (النظام المغربي) .!!‏
اذ كانت حركة الكادحين في موريتانيا وقبلها النهضة هي المقدمة التي انصهرت فيها هذه ‏المقاومة من بعد حركة جيش التحرير ومد الجهاد التي لعبت فيها وجوه بارزة ( المجاهد وجاهة، ‏محمد المامون، الشيخ ماء العينين، اعلي ميارة ..) الريادة والقيادة في التصدي والمقارعة ‏للاستعمار، وخاض الشعب ملاحم مشتركة دارت رحاها في الساقية الحمراء ووادي الذهب و ‏شنكيطي ، وودان، ام التونسي ولقليب .. التي هي اليوم اوسمة شرف يتغنى بها الشعب في ‏الصحراء الغربية وفي موريتانيا وتجد التباهي بها في التراث المشترك لشعب واحد فرقه ‏الاستعمار ووحدته القيم الروحية والثقافية والمشاعر الانسانية ذات المنابع والمناهل الموغلة في ‏القدم ..!!‏
التاريخ يحفظ اكثر من ملحمة سالت فيها الدماء الصحراوية الموريتانية، بل ان الشخصيات التي ‏كتبت تاريخ المنطقة(في موريتانيا والصحراء الغربية) ودونت صفحاته تنتمي للبلدين وتشربت ‏من معين الثقافة الصحراوية البدوية، رغم بعض اوجه الاختلاف البسيطة ذات الصبغة المحلية ‏المحضة .. !!‏
ذلكم ان الشعب في كلا القطرين، خاض معارك واحدة وفي مواقع مشتركة ( ام التونسي ، ‏ميجك، وديان الخروب ، اوليتس، ام اغوابة، لكليب، لكلات...) ‏
وكانت الحركة الوطنية في موريتانيا، هي المبادئية في دعم جبهة البوليساريو واحتضانها ، رغم ‏التواطؤ بين النظام الداداهي والاستعمارالاسباني من جهة ومن بعده الغزو الذي تعرضت له ‏المنطقة في سياق حرب بالوكالة عن مصالح دولية بعينها.. اذ ورطت بعض الدوائر موريتانيا في ‏تلك المسرحية .. لكن بفضل ضغط الشارع في موريتانيا والمقاومة الصحراوية كل ذلك فرض ‏وضع حد لتلك المغامرة والحرب الخاسرة وخروج موريتانيا من مؤامرة حرب الصحراء ‏الغربية(الانقلاب سنة 1978) و ما تبع ذلك من نتائج كان من ثمارها توقيع موريتانيا معاهدة ‏السلام مع البوليساريو ( غشت 1979 ) و اعلانها الاعتراف للشعب الصحراوي بحقه في ‏الحرية وتقرير المصير والاستقلال الذي جسدته الدولة الموريتانية باعترافها بالدولة الصحراوية ‏قبل ازيد من ربع قرن .... هذا الاحساس نجد اليوم في الخطاب الذي صاغ خطاب ابرز الوجوه ‏المتنافسة على الرياسة في عهدتها الجديدة ..!!‏
‏ و طيلة العقدين المنصرمين,ظلت القيادات السياسية الصحراوية والموريتانية تعلنان المواقف ‏التي تبرز درجة متميزة من التماهي رغم انها لم تصل لمستواها المثالي بعد..!؟
‏ اذ دابت الحكومات المتتالية في موريتانيا على اتخاذ موقف تراوح بين مد وجزر، حافظ على ‏شعرة معاوية في دعم وتاييد جهود الامم المتحدة من القضية الصحراوية، من جهة وفي عدم نبش ‏عداوة المغرب التاريخية ،باتخاذ موقف غير متحيز لطرف دون الاخر..!! لقد زادت وتيرة ‏التعبير عن هذا الموقف المفعم بمشاعر القلق والانشغال العميق بهذا النزاع_المفتعل من الجانب ‏المغربي والمكرس لاطماعه التوسعية في المنطقة_لدى القيادة الموريتانية الجديدة التي دشنت منذ ‏سنة بخطوات جريئة برنامجا شاملا من الاصلاح والتغيير افضى الى خوض غمار تجربة ‏ديموقراطية متطلعة وواعدة في المنطقة،تتبوأ فيها التشكيلات الحزبية المتعددة ونخب المجتمع ‏المدني، الدور الابرز..!!‏
القيادة الموريتانية الجديدة اظهرت حرصا غير مسبوق في تاكيد موقف يتفاعل ايجابيا مع الارادة ‏الشعبية الموريتانية في قضايا الساعة بمافيها نزاع الصحراء الغربية الذي يدمي منطقة المغرب ‏العربي ويسمم العلاقات ويعرقل جهود التنمية ويحد من انطلاق مشروع التكامل المغاربي .. ‏في هذا المقام دابت موريتانيا التاكيد على مبدأ تمكين الشعب الصحراوي من ممارسة حقه ‏الطبيعي غير القابل للتصرف في تقرير المصير, ضمن حرصها على ان تكون موريتانيا بلدا ‏متفتحا على العالم ينادي باحترام ارادة الشعوب في حرية الاختيار واحترام القانون الدولي ‏والمواثيق التي صاغتها الدول مجتمعة او منفردة ،خاصة مبدأ احترام الحدود الموروثة عن ‏الاستعمار ... ويتنامى الاحساس في الشارع الموريتاني بمشاعر التعاطف والتضامن مع القضية ‏الصحراوية العادلة خاصة وان الشعب الصحراوي تصدى بحزم لمخططات الهيمنة والتوسع ‏التي ظلت تطبع سياسة هذا النظام تجاه جيرانه, وقد سبق للشعب الموريتاني الشقيق ان ذاق ‏مرارة اثار هذه السياسة البائسة حيث كان النظام المخزني يعتبر الاراضي الموريتانية جزءا تابعا ‏للمملكة,ولايخفى على المتتبعين لتطورات الاحداث في المنطقة ما جلبته هذه السياسة التوسعية ‏الحاقدة من اثار سلبية مست امن واستقرار شعوبها... بل ان بعض المترشحين للرئاسيات ‏الموريتانية ، رشح هذه العلاقة والموقف من الصحراء الغربية ومساندة حل في اطار احترام ‏المشروعية الدولية ، يتطلب ان لا تبقى موريتانيا في دور المتفرج كون القضية تقع على ‏تخومها وما تكتسيه من اهمية جيو حيوية لامن واستقرار موريتانيا .. !!‏
‏ وهو موقف يتناغم وينسجم مع تطلعات القوى السياسة والشارع في كلا البلدين ...‏
وكان بينا في رسالة الرئيس الموريتاني لنظيره الصحراوي(27 فبراير ذكرى اعلان الدولة ‏الصحراوية) ‏
ودأبت البوليساريو على اعطاء نفس جديد لهذه العلاقات وبعث الروح في الروابط المتعددة ‏المستويات من خلال اتصالات منتظمة ومباشرة مع الفاعلين السياسيين في الساحة الموريتانية ‏بمختلف خلفياتهم وتوجهاتهم, وبالرغم من اهمية هذه الاتصالات وحيويتها الا ان ميزتها ‏المحتشمة ظلت تكرس الانطباع بان الجانبين لم يتخلصا بعد من الاثار السلبية الموروثة عن فترة ‏الجفاء وضغوطاتها واثارها النفسية الممتدة .‏
لقد اصبح اليوم ، النظر الى العلاقات الموريتانية الصحراوية من زاوية فاعلية وحركية المجتمع ‏المدني ،يأخذ في الحسبان نسق المنظومة المتداخلة من القيم الثقافية والاخلاقية التي يشترك فيها ‏الشعب التؤام في البلدين وهي علاقات تذهب بعيدا خارج الاطر التقليدية السياسية المتعارف ‏عليها بين الدول، كونها تنبي على اواصر قوامها الترابط والنسب والهوية الواحدة في كلا ‏البلدين، وهوما يؤهلها لمرتبة التميز الحقيقي والتوحد الوجداني والانصهار الاجتماعي والتطابق ‏لشعب يعيش في قطرين بهويتين .!!‏








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. روسيا والصين.. تحالف لإقامة -عدالة عالمية- والتصدي لهيمنة ال


.. مجلس النواب الأمريكي يصوت بالأغلبية على مشروع قانون يمنع تجم




.. وصول جندي إسرائيلي مصاب إلى أحد مستشفيات حيفا شمال إسرائيل


.. ماذا تعرف عن صاروخ -إس 5- الروسي الذي أطلقه حزب الله تجاه مس




.. إسرائيل تخطط لإرسال مزيد من الجنود إلى رفح