الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


درب القوى الديمقراطية

جاسم الحلفي

2007 / 3 / 18
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


نتابع خطوات خطة (فرض القانون)، وهي تمضي بإصرار، رغم كل الصعوبات التي تواجهها من مصادر مختلفة، نحو أسبوعها الخامس، ويمكن لنا ان نؤشر بإيجاب، النجاحات التي تحققت لغاية هذه اللحظة، وإن كانت محدودة. إن كل نجاح يتحقق في مجال تحقيق الأمن وتوفير الأمان هو نجاح للخيار الوطني، وبالتالي يوفر أرضية لتحقيق المشروع الوطني الديمقراطي. وفي الوقت نفسه فإنه يسجل تراجعا للمشروع الطائفي الذي بات يلاحظ فشله جميع المخلصين من أبناء شعبنا من كافة الاتجاهات السياسية والفكرية والقومية والدينية.

لقد دلل مسار الأحداث أن المشروع الطائفي هو مشروع التقسيم والفرقة والانعزال وبث الكراهية والتعصب والانغلاق، ولم تكسب هذه المفاهيم الفاسدة غير الرفض والسخط من أبناء شعبنا. كما لم يحصل أصحاب المشروع الطائفي والمروجون له، غير الازدراء من جانب الخيرين من أبناء الشعب. إذ لم يتورع هؤلاء عن ممارسة القتل والتهجير والتطهير الطائفي واستخدام كافة الأساليب، غير المشروعة، التي ترفضها كل الأديان والشرائع السماوية، ويدينها كل إنسان لبعدها، كل البعد، عن القيم الإنسانية.

صحيح ان الوقت ما زال مبكرا للقول بفشل المشروع الطائفي واندحاره، فهناك خطوات عمل كبيرة، لا بد من حث الخطى نحوها، حتى يتحقق نجاح المشروع الوطني الديمقراطي. ولكن ينبغي تأكيد أهمية مواصلة السير نحو تأمين نجاح هذا المشروع الذي يتطلع إليه أبناء وبنات شعبنا العراقي وتوفير كافة مستلزمات نجاحه.

وطبيعي انه لا يمكن تصور نجاح المشروع الوطني الديمقراطي دون الوقوف بقوة ضد الطائفية وتوظيفها سياسيا، وضد تقسيم أبناء الشعب على أساسها. وفي هذا الصدد ينبغي مواصلة العمل على تبشيع سياسة المحاصصة الطائفية المقيتة التي أوصلت البلد الى هذا الوضع الخطير، وتبشيع النهج الطائفي الذي ادى الى تمزيق النسيج الاجتماعي العراقي وتهديد الوحدة الوطنية، وهذا ما يؤكد انه ليس بمقدور القوى الطائفية قيادة البلد نحو الاستقرار والتقدم.

لم يعد هناك شك، بعد الكوارث التي مرّ ويمر بها وطننا، ان للديمقراطيين العراقيين دورا واضحا في إنجاح المشروع الوطني، فهو مشروعهم الذي يوفر الأرضية الصحيحة التي تمكنهم من تأدية واجبهم تجاه شعبهم.
لقد لعب التيار الديمقراطي، بمختلف تلاوينه، دوراً مشهوداً في ارساء وتوطيد العملية السياسية وفي الحث والعمل من اجل توفير الامن، بكل جوانبه الفنية والسياسية والاقتصادية، لما في ذلك من اهمية في تطور الديمقراطية بشكل عام، وفي توفير المناخ الملائم لتطور التيار الديمقراطي ذاته، لهذا فإنه –اي التيار الديمقراطي- يجد من مصلحته إنجاح الخطة الأمنية، وهو يعمل –مع كل من تعز عليه مصلحة الوطن- من اجل السير بها حتى تحقيق اهدافها في توطيد الامن والاستقرار وتحقيق الظروف الملائمة لاخراج البلاد من ازمتها والانطلاق بها على درب اعادة البناء والديمقراطية والازدهار.
ان عملية التحول نحو الديمقراطية في العراق محفوفة بالمخاطر تجابهها تحديات عديدة؛ ومع ذلك فهناك، من الجهة الاخرى، وعي متزايد بأهمية الديمقراطية كسبيل لاعادة البناء والتطور، ويتراجع الخطاب الطائفي المفرق. ويتحمل التيار الديمقراطي، باحتفاظه بشعور عالٍ بالمسؤولية ازاء مصائر الوطن، وبابتعاده عن الحسابات الذاتية الضيقة، وبوضوح خطابه، وباتباعه سياسة تحالفات رصينة مسؤولة، يتحمل مسؤولية كبرى، في هذه الظروف الدقيقة، من اجل تعميق الوعي الديمقراطي وتركيز الجهود وتجميع الطاقات لمجابهة المخاطر التي تحيق بالبلاد.
ويتعين على الديمقراطيين في هذا المجال مواصلة نضال مثابر ودؤوب، غير متأثر بالصعوبات الطارئة، المؤقتة، من اجل تحقيق برنامجهم الوطني الديمقراطي كبديل واضح لكل الخيارات الطائفية اللاديمقراطية الاستبدادية، ومن الواضح انه تتوفر، الان، ظروف افضل لحشد الطاقات حول هذا البرنامج، ينبغي العمل على تطويرها بصبر وأناة، لكن بثبات، لا التفريط بها والانحراف عنها، خطوات ودروب غير محسوبة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وسط إقبال مكثف.. فرنسا تجري انتخابات تشريعية -مختلفة-، لماذا


.. بعد أدائه غير المقنع.. بايدن يجتمع مع عائلته لمناقشة مستقبل




.. المعارضة الكردية الإيرانية تصف الانتخابات في إيران بـ-عملية


.. قراءة عسكرية.. القسام تبث مشاهد جديدة من تجهيز عبوات -العمل




.. -مش احنا الي نرفع الراية البيضاء -.. فلسطيني من غزة