الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحركة الأمازيغية وتحطيم أصنام القومية العربية 3

محمد انعيسى

2007 / 3 / 16
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير


الصنم الثالث : ظهير 16 ماي 1930
أصدرت فرنسا يوم 16 ماي 1930 ظهيرا سمته بالظهير المنظم للقبائل ذات الأعراف والعوائد الأمازيغية .وهذا الظهير لا يختلف عن باقي الظهائر التي أصدرتها السلطات الاستعمارية الفرنسية ، بل ان بعض الظهائر التي سبقت هذا الظهير كانت ظهائر جائرة في حق الشعب المغربي ،مثل الظهير الذي بموجبه تنتزع الأراضي للسكان وتفوت للدولة.
ليست غايتنا الوقوف عند جميع الظهائر ،بل ان هدفنا الأساسي هو الوقوف عند ظهير 16 ماي 1930 باعتباره صنما أو أسطورة كما سماه بعض الكتاب .
ظهير 16 ماي 1930 اصدرته فرنسا لغايات وهواجس تنظيمية ، لكن الملاحظ أن مجموعة من الذين صفقوا للاستعمار في الامس القريب ، أصبحوا ينددون بصدور هذا الظهير ،وتهافتوا على المساجد لقراءة اللطيف، وقد سموا هذا الظهير زورا وبهتانا بالظهير البربري علما أن الامازيغ لا ناقة لهم ولا جمل في صدور هذا الظهير كما يقول المثل.
وقد استغلت الحركة التي سمت نفسها بالحركة الوطنية صدور هذا الظهير لتعلن عن نفسها ، ولتضفي صفة الشرعية على وجودها ،خاصة وأنها روجت لمسائل حساسة من قبيل أن هذا الظهير يهدف الى تنصير الامازيغ، ويحاول تشتيت الشعب المغربي .
وكان لصدور هذا الظهير أثر كبير على مستقبل الامازيغية بالمغرب ،اذ أن الببغاوات العروبية ما زالت تردد ما ردده رواد الحركة اللاوطنية بالمغرب ، وهكذا أصبح أي حديث عن الأمازيغية يقرن بهذا الظهير الأسطورة ،بل ان الحركة الأمازيغية بأكملها أصبحت حركة تدعوا الى احياء (الظهير البربري) بمجرد جرة قلم عند مجموعة من الببغاوات العروبية بالمغرب.
(الظهير البربري)صنم عبد (برفع العين) عن جهل ،وعن فطرة سياسية لدى مجموعة الناس ،فمن يستطيع ان يشك في وجود الآلهة ،الآلهة السياسية لعروبة المغرب.
نظرية المؤامرة ،النظرية المركزية في الفكر العروبي الاسلاموي أصبحت النظرية الوحيدة او المنطق الوحيد والكفيل بتحليل جميع الأمور، وظهير 16 ماي 1930 يعتبر من أهم أصنام العروبة بالمغرب وهو المسؤول عن حماية الفكر الخرافي .
وقد استطاعت الحركة الامازيغية بفكرها التنويري العقلاني أن تنتقد هذه الاصنام التي عبدت عن جهل لفترة طويلة من الزمن،من خلال محاولتها لاعادة كتابة تاريخ المغرب ،و طرحها لأفكار مناقضة للأفكار السائدة والتي كانت تروج له بعض الأقلام العروبية .
الخلاصة ان (الظهير البربري) الصنم الثالث في دين القوميين العرب أصبح يتآكل شيئا فشيئا ،وأصبح معرضا لعوامل التعرية الفكرية والسياسية ،ولن يستمر في الوجود الا لفترة زمنية قليلة وذلك اعتمادا على الكربون 14 المشع .
تحية لكل من ساهم في تعرية هذا الصنم ،ودعوة للأوفياء لأصنام العروبة للشك في عقيدتهم الزائفة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. البيت الأبيض: واشنطن لم تتسلم خطة إسرائيلية شاملة تتعلق بعمل


.. اتفاق الرياض وواشنطن يواجه تعنتا إسرائيليا




.. إسرائيل وحماس تتبادلان الاتهامات بشأن تعطيل التوصل إلى اتفاق


.. خطة نتياهو لتحالف عربي يدير القطاع




.. عناصر من القسام يخوضون اشتباكات في منزل محاصر بدير الغصون في