الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إذا كان الحجاب العروبي للمرأة مشكلة... فلماذا لا يلجأ المسلمون الي الحجاب الذي نادي به المسيح عيسي إبن مريم؟

أسعد أسعد

2007 / 3 / 16
ملف 8 اذار / مارس يوم المراة العالمي2007 -حجاب المرأة بين التقاليد الأجتماعية والبيئية والموروث الديني


المحجبات ملأن شوارع مصر من شمالها الي جنوبها, الغالبية منهن محجبات بالضغط و الترهيب و الاقلية إنصياعا لتيار الفكر الاجتماعي الذي يُذِلّ المرأة بدعوى تكريمها و يسجن شخصيتها بدعوي تحريرها. و الفكرة وراء هذا الحجاب ـ سواء كانت دينية مُتعارَك عليها و مُتخالَف علي صحتها , أو إجتماعية تسوقها تقاليد بالية عمياء جاءتنا من جزيرة العرب و تنشرها ثقافة أخّرتنا مئات السنين الي الوراء ـ الفكرة أن المرأة عورة ينبغي سترها و المقصود طبعا هو سترها عن عيون الرجل.
إذا المشكلة ليست في المرأة هل هي محجبة أم منقبة؟ مستورة أم سافرة؟ ... المشكلة هي في الرجل و كيف ينظر الي المرأة ... و بدلا من أن يواجه الرجل مشكلته التي بداخله و هي كيفية نظرته الي المرأة , قرر أن يفرض عليها الحجاب و الخمار و النقاب و إستعدي عليها دين الاسلام العروبي و فقهاءه ليقهر إرادتها الحرة و يمحي شخصيتها, إلا إن الواقع يقول إن حجاب المرأة جعل مشكلة الرجل قد تضاعفت في الدين و تعقدت في الدنيا أيضا.
ولمناقشة ماذا يحدث للرجل حينما يري إمرأة فالاجابة التي يتجاهلها الدّاعون لحجاب المرأة إن عين الرجل إما أن تكون شريرة و إما أن تكون بسيطة , و الشر و البساطة ليسا في العين ذاتها أي في أداة الابصار , بل في القلب أو بالاحري العقل المترجِم للصورة التي تراها العين , ثم الارادة التي تنبعث من الصورة الخيالية التي تكوّنت في العقل المريض سواء كُبِتَت هذه الارادة أم تفجّرت في شكل تصرف هستيري سواء سري مكبوت أو علني ملحوظ و ملموس.
فالعين الشريرة هي التي تري الشئ و تتخيل ما وراءه بحسب ما يدور في النفس و القلب من شهوات , ففي المجتمعات المغلقة المكبوتة فإن مجرد صوت المرأة من وراء حائط أو جدار يُؤجّج في النفس المريضة شهوات لا حصر لها , و في البلاد المتأخرة التي تخرج فيها المرأة الي الشارع متخفية تحت خيمة سوداء فإن هذا المنظر للعين المريضة يثير في القلب المريض كل الشهوة بالخيال , مع أن المرأة لا يظهر منها شئ , و يكابر دعاة الحجاب إن هذا ضمان و أمان و سلامة للمرأة , و السؤال هنا ماذا يصيب المرأة من رجل مريض ينهش صورتها أو صوتها و هي حتي لا تعلم بوجوده في زحام الحياة و الشارع و الطريق؟ طبعا لا شئ إنما الرجل المريض هو الذي يعوي و يتلوي نتيجة وجود مرض في عقله يلهب خياله بتصورات فاحشة تؤجج فيه حيوانية الشهوة المكبوتة, فالبعض يُوئد في داخله نارا مستعرّة نتيجة الخوف من التقاليد الدينية أو الاجتماعية , و البعض يلهث وراء عينيه أو أذنيه لعله يدرك المزيد بالنظر أو السمع مما يزيد جنونه و إنخبال عقله.
و السبب في هذا الضغط القريب من أن يولّد الجنون و الانفجار هو الطريقة و التعليم الذي ننشئ به الرجال في مجتمعنا , لقد حـرّمنا علي الرجل أن ينظر الي المرأة و علّمناه إن كلّ ما فيها شهوة جنسية, بل علّمناه إن الانثي حيوان ثائر جائع يجول ليلا و نهارا يبغي إفتراسه و الايقاع به, علّمناه إنهن يتمنعن و هن الراغبات ... علّمناه إن رضاءهن في...... علّمناه إن كيدهن عظيم , و علّمناه إنهن مجرد متعة له ... في أجسادهن متعة في الارض و متعة في السماء... علّمناه إنهن من مَلكات اليمين و إن أكثرهن من سكان جهنم , و علّمنا الرجل إن وجودهن هو لامتاعه و خدمته و أن تكون طوع بنانه , علّمناه إنهن ناقصات عقل و دين و إن الواحدة منهن لا تساوي إلاّ نصف رجل يستطيع أن يقتني منهن أربعة غير ما ملكت أيمانه و ما طالت منهن يداه.
فالرجل الذي تعلّم و تثقّف بكل هذه الفلسفة عن المرأة إنها مجرّد جسد يُشتهي و يُمتلك , ماذا سيجول في خياله و داخله حين يري إمرأة مهما كان زيّها و مهما كانت ملابسها؟ ما هو تركيبه النفسي؟ أليس الرجل الذي ملأنا رأسه بهذه الافكار قد تحوّل الي مجرد حيوان يلهث وراء غرائزه يسعي الي حيوان آخر ينفث فيه شهوات هذه الغرائز, أتعتقد أن هذا الرجل سيفرّق بين إمرأة محـرّمة عليه لمجرد حُكم الدين و أخري مُحللة له بترخيص من الدين؟
ماذا يري رجل مثقّف بهذه الثقافة العروبية في المرأة سوي كتلة من اللحم شخصيتها منحصرة في أعضائها الجنسية و هذه هي المرأة كلها من رأسها الي قدمها, و هي تتحرك في المجتمع فقط لتطلب الرجال و تطلب الجنس و لا تريد شيئا غيره , بل و كل ما تطلبه هذه المرأة من الرجل هو غرائزه الجسدية فقط لا غير.
فهل يصون الحجاب المرأة من الحيوان الذي يحوم حولها؟ و ما هو الحال و قد حولنا المرأة نفسها في نظر نفسها الي مجرد جسد تطارده حيوانية ذكورة الرجال, و غرسنا فيها الخوف من الوحش المفترس الذي يطاردها بعينيه و هو يغتنم منها كل فرصة للهجوم عليها و إغتصابها, لقد علّمنا المرأة إن جمالها عيب و صوتها عيب... ضحكتها عيب و إبتسامتها عيب ...لان شخصيتها و هي نفسها كلها عيب.
علّمناها إن الرجل سيدها يأخذها الي بيته متي شاء , و متي قضي وطره منها يرسلها الي أهلها متي شاء و يمتّعها الي ما شاء.
علمناها أنها في العلن يجب أن تكون كئيبة و في السّر يجب أن تكون غانية فاحشة لارضاء السيد التي أصبحت ملك يمينه لإشباع نزواته.
لقد حولنا المجتمع رجالا و نساءالي مجرّد حيوانات نصفه ينهش نصفه , و الدليل هو الحجاب... ألا يخجل كل رجل حين يري إمرأة محجبة لانها محجبة بسببه؟ ألا يري كل رجل فضيحته في حجاب كل إمرأة تمر به؟
ألا يعلم الرجل إن الحجاب ضد الدين و ضد الله و ضد الاحساس الانساني بوجود المرأة كشريك كامل في الحياة؟
و الذين يدعون الي حجاب المرأة باسم الدين أسألهم لماذا يلجأون الي الثقافة البدوية يحشرونها في الدين بل و يجعلونها هي الدين؟ و إن أرادوا أن يلجأوا للدين فلماذا لا يلجأون للدين كله؟ لماذا نقصر الدين علي بادية العرب و ننسي أنبياء الله جميعا؟ بل و لماذا ننسي أو نتناسي المسيح عيسي إبن مريم روح الله و كلمته و هو الذي حمل الي الانسان الرجل و المرأة أجمل و أعظم وعد إذ قال "تعالوا الي يا جميع المتعبين و الثقيلي الاحمال و أنا اريحكم" لماذا نُصر علي فرض أحمال ثقيلة علي الرجال و النساء؟ أحمالا لا تستطيع الطبيعة البشرية أن تحتملها لان الطبيعة البشرية تحتاج الي إصلاح و ليس الي كبت و تحريم و تقييد. أليس المسيح عيسي إبن مريم هو من قال عنه القرآن أنه قادر علي أن يخلق بإذن الله؟
لقد تعرض الملك داوود الي تجربة مؤلمة في حياته بدأت بنظرته الي إمرأة فاغتصبها من زوجها و قتله و لما واجهه ناثان النبي بفعلته صلّي داود الي الله صلاة تائبة إذ قال "قلبا نقيا أخلق فيّ يا الله و روحا مستقيما جدّد في داخلي"
الحجاب لن يحمي الرجل من شهوته الزانية الي المرأة بل سيكسر شخصية المرأة و يجعلها أكثر إستسلاما لجنون الرجل المكبوت.
في هذه الايام التي إشتد فيها التيار الديني نحن أحوج ما نكون رجالا و نساء الي روح المسيح عيسي إبن مريم , روح الله المكتوب عنه في القرآن إنه وجيها في الدنيا و في الآخرة ,أي صاحب سلطان فيهما جميعا. هو وحده الذي إستطاع بقدرته هذه "روح الله" أن يغيّر زناة و زواني الي أناس أنقياء من روح القهر و الاستعباد للشهوة و الجسد و الفساد.
الحجاب الروحي الذي يخلقه المسيح عيسي إبن مريم بروح الله في قلوب الرجال و النساء هو الحجاب الذي نفتقده في هذه الايام , و هو الحجاب الذي ينبغي أن يطلبه المسلمون من دينهم و من قرآنهم و ليس من جزيرة العرب و فقهائها, إنه حجاب تنقية القلب الذي يحمي عقل و قلب الرجل و المرأة من جنون فتاوي العرب المتأسلمين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو بين إرضاء حلفائه في الحكومة وقبول -صفقة الهدنة-؟| ال


.. فورين أفارز: لهذه الأسباب، على إسرائيل إعلان وقف إطلاق النار




.. حزب الله يرفض المبادرة الفرنسية و-فصل المسارات- بين غزة ولبن


.. السعودية.. المدينة المنورة تشهد أمطارا غير مسبوقة




.. وزير الخارجية الفرنسي في القاهرة، مقاربة مشتركة حول غزة