الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وماذا إذا أعلن العمال الكردستاني الحرب؟؟؟!

شيار محمد صالح

2007 / 3 / 16
الارهاب, الحرب والسلام


اتضح من المؤتمر الصحفي الذي عقده محامو السيد عبد الله أوجلان بأن موكلهم تعرض إلى عملية تسميم ممنهجة من قبل البعض وطالبوا المجتمع الدولي والهيئات المعنية بالأمر التوقف الجدي على هذه المسألة وإرسال هيئة أو لجنة طبية دولية محايدة للتحقق من ذلك بالرغم من النتائج التي وصلوا إليها من التقرير الطبي الذي قدمه لهم الدكتور الفرنسي السيد باسكال. وبعد ذلك وبنفس السياق عقد محامو السيد أوجلان اليونانيين أيضاً مؤتمراً صحفياً وضحوا من خلاله تعرض موكلهم لعملية تسميم ممنهجة من قبل مسؤولين وأن الحكومة التركية مسؤولة بشكل مباشر عن هذا الحادث اللاأخلاقي واللاإنساني بالرغم من ان السيد عبد الله اوجلان يعتبر أسير لديهم وتم اختطافه من قبل أجهزة استخباراتية دولية وإقليمية. وأكد المحامون اليونانيين أن حكومة اليونان مسؤولة أيضا بشكل مباشر عن سلامة السيد أوجلان بما أنه جاء الى اليونان وقامت الحكومة اليونانية بإخراجه من أراضيها نتيجة بعض المصالح.
كل ذلك تم الإعلان عنه وبشكل علني من خلال المؤتمرات الصحفية التي عقدها محامو السيد أوجلان الكرد والايطاليين واليونانيين وراحت تأخذ هذه القضية منحى دولي للضغط على الحكومة التركية لكشف الحقيقة وما يتعرض له السيد أوجلان ضمن معتقله الذي لا يمكن الوصول إليه لأنه محاط بخمس دوائر أمنية. إلا أن الحكومة التركية وكعادتها تقربت بلا مبالاة من الأمر على الرغم من إدعاءها أنها أرسلت لجنة طبيبة للتحقق من هذا الأمر. إلا أن الغريب في الأمر أن السيد وزير العدل صرح وقبل ذهاب اللجنة المكلفة بهذا الأمر وقال:" أن السيد أوجلان لا يعاني من أي شيء وهو بصحة جيدة وأن كل ما يقال بعيد عن الصحة". مثل هكذا تصريحات منافية حتى لأبسط القوانين والحقوق الانسانية إذ كيف يصرح بهذا الأمر وأن اللجنة لم تذهب بعد ولم يتم تشيكلها أيضاً. وواضح من هذا الأمر أنه تم إعطاء الجواب أنه ليس هناك شيء وهنا يبقى ذهاب اللجنة أمر شكلي وحتى لا داع له إن صحَّ التعبير. وهذا بالفعل ما تمخض عنه عمل اللجنة. إّذ تم التصريح أمس من قبل وزير العدل أن السيد أوجلان لا يعاني من حالة تسمم وأن كل ما يقال بغرض الدعاية ليس إلا. أي أنه كما يقال أن: "المكتوب مبين من عنوانه". نفس التصريح الذي أدلى به السيد جيجك وزير العدل قبل ذهاب اللجنة وكأنه عالم بالغيب وأن كل ما يقال غير صحيح البتة....
من الجانب الأخلاقي والانساني كان يتوجب على الحكومة التركية أن تعمل بنفسها على تشكيل لجنة طبية محايدة للقيام بهذا العمل بما أن السيد أوجلان يعتبر الطرف الثاني للصراع التركي الكردي الممتد لاكثر من ثلاثة عقود. إلا أن الحكومة التركية لم تقم بذلك ويبقى التقرير الذي قدمته الجنة الطبية التركية مجال للشكل والريبة في فكر الكرد بشكل عام وأفراد العمال الكردستاني بشكل خاص.
حيث أنه صرح السيد قرة يلان مراراً بأنه على الحكومة التركية أن تعمل على ارسال لجنة طبية دولية محايدة للكشف ما تعرض له قائدهم للوصول للحقيقة وحقناً للدماء بنفس الوقت. لأن السيد عبد الله أوجلان يعتبر بنفس الوقت وسيلة للحرب والسلام، وهو القائد المعنوي لملايين من الكرد المستعدين للتضحية بذاتهم من أجل سلامته.
وعلى الأرجح أن الساحة التركية سوف تشهد الكثير من الأحداث الدرامية في الأيام القليلة القريبة إذا استمر تقرب الحكومة التركية على هذه الشاكلة أي التقرب بلا مبالاة من الكرد وعدم ايجاد أية حلول للقضية الكردية بالرغم من أن العمال الكردستاني أعلن عن وقفه لإطلاق النار من طرف واحد لعدة مرات وأنه لم يلق الرد الايجابي إلى الآن.
العقلية الطورانية التركية الوريثة الحقيقية لحذاء العسكر العثماني والتي لا تعرف أي معنى للآخر والمتربية على إقصاء الآخر وأنه كم هو سعيد من يقول انني تركي. بهذه العقلية القوموية الطورانية لا يمكن البتة انتظار أية مبادرة سلمية من الطرف التركي مهما طالت السنين وأنه بهذا التقرب لا تدع أي طريق آخر للكرد أن يسلكوه عدا الكفاح المسلح وإراقة المزيد من الدماء وهذا ما سينتج عنه الكثير من الويلات والضحايا بين طرفي النزاع الكردي – التركي.
تنبه السيد أوجلان لهذه النتائج منذ فترة من خلال التصريحات التي يدلي بها لمحاميه وقدم مشاريع لحل القضية الكردية بشكل سلمي بعيداً عن العنف ومد يد السلام عدة مرات بالرغم من وجوده داخل الحجرة الانفرادية والعزلة المفروضة عليه وطلب من مؤيديه في العمال الكردستاني بإيقاف الهجمات واتخاذ وضعية الدفاع المشروع كي يتسنى للطرف التركي أن يخطو بعض الخطوات الايجابية، لكن الذي بان بأن الطرف التركي لم يبدِ أي اهتمام لهذه المبادرة السلمية وكثف من حملاته التمشيطية العسكرية في سائر مناطق كردستان الشمالية. وهذا ما دفع بالسيد أوجلان بأن يصرح بأنه سوف يقدم اعتذاره للشعب الكردستاني وأنه لن يطلب من أنصاره ومؤيديه في العمال الكردستاني ثانية أن يوقفوا هجماتهم وأنها الفرصة الأخيرة التي يتقدم بها من أجل حل القضية الكردية بشكل سلمي وعادل من جهة وكذلك تصريحات المسؤولين وخاصة السيد مراد قرة يلان رئيس المجلس التنفيذي في العمال الكردستاني بأنهم سوف يعيدون النظر بوقف إطلاق النار الذي أعلنوه خلال المؤتمر الصحفي الذي عقدوه في الأول من تشرين الأول من العام المنصرم.
مآل القول، أنه يتوجب على الطرف التركي بأن يعيد حساباته ورهاناته قبل فوات الأوان كي لا يتم فسح المجال أمام سماسرة الحرب والذين يقتاتون على دماء الضحايا من الطرفين وأن يتقربوا بشكل ايجابي من حل القضية الكردية بشكل سلمي وعادل، لأنه لا يمكن حل مشاكل الشعوب بالعنف والسلاح واستخدام سلاح الترهيب والتخويف ولأن زمن العنتريات وعرض العضلات العائدة للقرون الوسطى لا تصلح لحل مشاكل القرن الحادي والعشرون. وإلا إذا أعلن العمال الكردستاني عن البدء بالكفاح المسلح حينها لن يكون هناك رابح من المعركة بل هناك خسارة وخسارة فقط للطرفين. وستعم الفوضى كافة المنطقة لتتعدى حدود تركيا إلى دول الجوار لما هناك نسبة عالية من الكرد تقطن تلك الدول. وستتحقق نبوءة السيد أوجلان ثانية بأن "حرب المائة عام قد بدأت".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جيش الاحتلال الإسرائيلي يكثف غاراته على مدينة رفح


.. مظاهرات في القدس وتل أبيب وحيفا عقب إعلان حركة حماس الموافقة




.. مراسل الجزيرة: شهداء ومصابون في قصف إسرائيلي على منازل لعدد


.. اجتياح رفح.. هل هي عملية محدودة؟




.. اعتراض القبة الحديدية صواريخ فوق سديروت بغلاف غزة