الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


متى يستفيق العرب ؟...

حياة البدري

2007 / 3 / 17
القضية الفلسطينية


يقظون، لكنهم نائمون ،عبارة قالها الفيلسوف هيراقليطس الذي تكلم كثيرا بالاستعارات ...
ولم أكن أفهم جيدا مغزى هذه العبارة إلى أن وجدت النموذج المثال، الحي، الذي ينطبق عليها ...
حين ذاك فهمتها جيدا و استوعبتها أكثر...

إنها فعلا تنطبق على أمة يبدو لك من الوهلة الأولى أنها فعلا مستيقظة ويقظة وتدرك ما يجري حولها .وبعقر دارها ! ... ، لما ترى إضراباتها واحتجاجاتها ومقاطعاتها لبعض السلع وتعريضها للكساد والإتلاف... وتشكيل قوة ضاغطة على الاقتصاد العالمي باعتبارها قوة استهلاكية كبيرة ... بانقطاعها عن شراء بعض السلع الخاصة بالدول التي تحاول المس بمقدساتها أو تحقير ديانتها فبالا حرى مسحها من الخريطة الدولية ... ولما ترى مؤتمراتها وقممها وكلامها وتعاطفها واجتماعاتها المتتالية ...

لكن هل يكفي هذا أمام هذا الاستنزاف البشري الذي بات يطال الشعوب العربية و الإسلامية بشكل همجي وبربري ويومي ...؟

وهل يكفي هذا التباكي اللحظوي وهل ستستطيع دموع التماسيح هذه إيقاف هذا الزحف الوحشي واستيطان الأوطان وسرقتها في واضحة النهار؟...

إن الوضع العربي الإسلامي الآن في مأزق، نعم في مأزق كبير جدا وهذا المأزق بات الكلام معه لا يجدي و الشعارات أصبحت غير نافعة و(البلبلة ) متجاوزة... نعم متجاوزة وبالية...، في وقت بات فيه الهدم والتقتيل والاستيطان والاستعمار... ومحو الهويات هم أسياد الموقف ...

الشيء الذي يستدعي التحرك العاجل...وبأقصى سرعة ممكنة والتفكير في حل آخر غير التباكي وفتح الأفواه والتغاضي وكأن الأمور لا تعنينا...

إن الحل الوحيد والأوحد أمام هذه الكارثة العظمى هو إيقاظ العقل الإسلامي وزلزلته بعنف حتى يستفيق من نعاسه الطويل ... وراحته البيولوجية الأطول...، ومنحه مرآة عقلانية تعكس له كل أخطائه الفادحة التي لن يغفرها له التاريخ والأحفاد إن بقي هناك أحفاد نتيجة هذا الاستنزاف البشري اليومي...، الذي تتعرض له الأمة العربية والإسلامية وهذا الانقراض الذي بات يهدد الشعب الفلسطيني الأعزل... وباقي الشعوب العربية والإسلامية...

لذا يبقى،المطلوب من كل عربي ومن كل مسلم التحرك العاجل والالتفاف والتآزر الجدي والفعال من أجل طرد سرقة الأوطان العربية والذود عن الهويات الإسلامية والمقدسات والدفاع عن الحرم القدسي الذي يعد من أهم ركائز الهوية الإسلامية...

فلابد من التفكير في حل جدري يمكن الدول العربية الإسلامية، الخروج من شرنقة الاستسلام واليأس والخنوع والتفرقة ... والعمل على الالتفاف والتآزر العربي الإسلامي وإتباع طريق آخر غير طريق الشعارات الرنانة والتباكي ...والاكتفاء بالحوقلة...

فقد أبدعت إسرائيل بمباركة أمريكا من أجل فرض نفسها وسرقة وطن انشغل أهله والقائمين عليه في الصراعات والاقتتال الداخلي والتطاحنات من أجل كراسي الحكم تاركين الأهم...، في اختيار وسائل وطرق ناجعة وسريعة المفعول تمكنها من تحقيق سياستها الجهنمية وبالتالي السيطرة على فلسطين وتشريد شعبه واستنزافه...وتغيير التاريخ لصالحها مستقبلا...
إذ اعتمدت في بداية الأمر على الدعاية كوسيلة للتعريف بذاتها والعمل على كسب تعاطف الشعوب معها على اعتبار أنها شعب مظلوم ويعاني من الميز ... ثم لجأت إلى سياسة الدسائس وإذكاء الفتن بين أفراد الشعب الواحد وفعلا نجحت...

وهي الآن، في كل يوم وفي كل مناسبة، تبدع وتتفنن في اختيار الكمية المناسبة من الخلطة التي صنعتها للعمل على تشتيت الأمة العربية والإسلامية والعمل على زرع روح اللامبالاة واللاشعور والاقتصار على الحوقلة والبحلقة بأنظار زائغة ... أمام الشروع في تهويد القدس معقل المسلمين أجمع ...؟ وهدم أبوابه باب تلو الآخر... ! وكل المسلمين نيام وفي عطلة طويلة لم تنتهي بعد إلى أن تقتلع كل أساسات ثالث الحرمين الشريفين وتنمحي دولة عريقة ، لها تاريخ وكينونة وجذور ... من الخريطة الدولية... !!!؟.
ولما لا تستغل إسرائيل وغيرها من الدول المستعمرة، هذا الانشغال العربي والإسلامي وهذا التكالب والجري وراء الكراسي وعبادة السلطة المفرط على حساب الوطن وأبنائه ...؟ ولما لا تستغل هذا النوم الطويل وهذه التفرقة وهذا الشتات العربي الاسلامي، اللامحدود...؟ وهذه اللامسؤولية العربية والإسلامية أجمع...؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. العراق: السجن 15 عاما للمثليين والمتحولين جنسيا بموجب قانون


.. هدنة غزة تسابق اجتياح رفح.. هل تنهي مفاوضات تل أبيب ما عجزت




.. رئيس إقليم كردستان يصل بغداد لبحث ملفات عدة شائكة مع الحكومة


.. ما أبرز المشكلات التي يعاني منها المواطنون في شمال قطاع غزة؟




.. كيف تحولت الضربات في البحر الأحمر لأزمة وضغط على التجارة بال