الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
تطوّر الثوب وغطاء الرأس لدى المرأة .. ملاحظات وتحليل - 2
مريم نجمه
2007 / 3 / 17ملف 8 اذار / مارس يوم المراة العالمي2007 -حجاب المرأة بين التقاليد الأجتماعية والبيئية والموروث الديني
هكذا كان لباس المرأة ولا يزال يخدم وظيفة معينة , ليتلاءم مع المناخ والعمل الذي كانت المرأة تقوم به وتؤديه في الحر والبرد في الحقل والمرعى والحرفة وتبعا لهندسة البيت والسكن في الريف أو المدن في العمل الزراعي أو الصناعي , و راء الاّلة , أو وراء المكتب الوظيفة , و قيادة السيّارة والتراكتور وغيره من المهن الحديثة .... وتطور الحياة بمجملها من حياة البساطة إلى حياة التعقيد والإستهلاك , والإنفتاح على العالم أكثر فأكثر , والسير خلف موجة العصر في اللباس والتقليد إبتداء من موديلات الشعر والطاقية ( القبّعة ) والحقيبة والحذاء وكل أنواع الإكسسوارات ووو... الخ –
ومن الطبيعي أن يتأقلم الإنسان مع المحيط والبيئة والعمل دون أن يتخلى عن معتقده وإيمانه وأخلاقه وتربيته بل بالعكس .. .... ولذلك لا شئ جامد في المجتمعات البشرية لا شئ واقف ومتلبد .. بل كل شئ متحرك في الحياة يتطوّر يتقدّم يتجدّد مع العلم مع العمل مع المحيط .. هذا ما لاحظته وحللته على ضوء ما أعتقد وأفكر ..
بهذه الصورة السريعة التي قدمّتها و رسمتها عن ثوب المرأة وغطاء رأسها لاحظت كيف تدرّجت وظيفة الثوب في التطوّر من مرحلة إلى أخرى ... فثوب إبنة الجبال غير ثوب إبنة الساحل والبحر , وثوب الصحراء غير ثوب مناطق السهول , والمدينة غير القرية , ولباس سكان المناطق الحا رّة , يختلف عن لباس سكان المناطق البارد ة .. وهكذا ....
........
وإذا انتقلنا إلى لبنان الشقيق حيث كنا على اتصال دائم مع المجتمع اللبناني عن طريق العمل السياسي .. أو عن طريق القرابة أو السياحة والرحلات اليومية لكلا الشعبين ..
كانت المرأة اللبنانية متحررة بلباسها وغطاء رأسها ولا تختلف كثيرا عن المرأة السورية إلا في بعض التفاصيل ., الأجيال القديمة كانت تضع الشال ( الإشارب , المنديل ) على رأسها لافرق بين الإنتماءات الدينية ,
والمرأة اللبنانية بشكل عام كانت متحررة في هذه النواحي أكثر من المرأة السورية لأنها أكثر اتصالا بالدول الغربية ثقافة واقتصادا وغير ذلك من العلاقات التاريخية ولذلك لم تكن هناك مشكلة تعيشها المرأة اللبنانية المسلمة بل بالعكس لا يستطع المرء التفريق بين المسلمة والمرأة المسيحية لأنها تجاوزت هذا التقليد منذ زمن حتى الثمانينات من القرن العشرين ..
أما بعدالثمانينات وما فوق فلقد اختلف الوضع نهائيا وبشكل جذري بالنسبة للثوب وغطاء الشعر والعادات والتقاليد . بعد بروز تأثير ديني وعقائدي وسياسي قادم من الشرق أغرقها وأعادها قرونا إلى الوراء بفعل سياسة الترهيب والترغيب من قبل الأحزاب المدعومة - بعد قيام الثورة الإيرانية - من الجمهورية الإسلامية الإيرانية منذ عام 1980عقائدا وفكرا ومنهجا وشعائرا – ماديا عسكريا ثقافيا اقتصاديا وإعلاميا - هذه الهجمة والردة الوافدة المصدّرة حديثا إلى المنطقة والتي غيّرت المناخ والثقافة والزيّ النسائي عامة والتي طبعت الساحة العربية والشرق أوسطية بخطّها وفكرها وخطابها - تقليدا للمرأة الإيرانية في ظل النظام والفكرالخميني الرجعي بعد الثورة الإسلامية ( اللباس الإسلامي الموحّد , الملحّف ) لتبديل وجه إيران النضالي اليساري التقدّمي للنساء والمجتمع كافة - ......... لنرى كيف تم ذلك في منطقتنا والشرق أوسطية , والعالم , ترجمت عمليا في ملامح ومظاهر مادية ملموسة ظهرت بداية أول ما ظهرت بثوب المرأة الجديد وغطاء الرأس والتي كانت علامة مميزة للثمانينلت والتسعينات من القرن الماضي وبداية القرن الجديد حتى يومنا هذا !!؟؟؟
وبرأيي ستبقى هذه الظاهرة مهيمنة على الواقع النسائي المتمثل في مظهرها وشكلها المتخلف , لمنطقتنا خلال هذا العقد - وفي هذه المرحلة الإنتقالية ما بين سقوط الإتحاد السوفييتي , وسيادة القطب الأوحد الأميركي بسلطته المتوحّشة السياسية والعسكرية والإقتصادية ومحاربته لليسار والشيوعية , إلى قيام الدولة الإيرانية ذات اللون والنهج والفكر الإسلامي المتشدّد العابر للحدود بقوة المال والسلاح والعنصر البشري المباشر- والذي يخدم في طياته مشروعا إمبراطوريا كبيرا ذات أهداف بعيدة بلون وفكر وغلاف ديني , وبروز دولة تركيا القومية الشوفينية المتشدّدة أيضا ودورها في المنطقة , والدولة العربية السعودية ودورها المالي والفكري الإسلامي السلفي المتشدّد كرد على النفوذ الإيراني الصاعد , إلى جانب وجود وتعميق ومساندة الأنظمة الإستبدادية المتوارثة في المنطقة وعلى رأسها سورية ومصر , والعراق - استبدال نظام إستبدادي عسكري بنظام ديني إستبدادي اّخر - هذا الواقع والوضع الحالي سيبقي " الإسلام السياسي " وتأثيره الفكري والثقافي مسيطرا ومؤثرا ومستمرا طوال هذا العقد , ولا ننسى الكيان الصهيوني ودولته إسرائيل ومنهجها وهمجيتها واستراتيجيّاتها في المنطقة - ولذلك ............ إذا لم تقم وتتوسّع وتنتعش التيارات التقدّمية والوطنية التحررية , وما دامت كوادرها مقصيّة ( سجنا ونفيا وقتلا واغتيالا ) عن التأثير في الحركة والفعل والفكر والمشاركة الحقيقية في إدارة البلاد وتقرير المصير , ستبقى الأمور لصالح التيارات الظلامية والرجعية والمذهبية باقية إلى أمد طويل أو قصير , ويتوقف ذلك على نضال الشعوب المقموعة المغيبة , والسياسة الدولية .. التي اّخر ما يهمها حرية الشعوب وديمقراطيّتها .. ؟؟؟ و سيبقى الإقتتال الطائفي المذهبي مستمرا بصورته الدموية المرعبة إلى أمد طويل ...... من يدري ؟؟ طالما شريان النفط ومشتقّاته .. مستمر إلى خزائنهم , أساطيلهم تظوّقنا .. والفوضى والخراب والدم يراق أنهارا في شوارعنا .. وموجات التهجير مستمرة .. وشغلنا الشاغل الحجاب وووو ..... وتصنيف الناس على أساس طائفي وغير ذلك من التفاهات والقشور ..... فلا ضير علينا .. أليس هذا ما يقوله الأعداء ويريدونه .. ....؟؟؟؟ لنعي قليلا يا إخوتي .. ونخرج من أنفاق الظلام .. ونبني حريتنا وديمقراطيتنا التي تسمح لنا أن نقول لا أو نعم متى نريد وكيفما نريد ....
عندما تركت بلدي سورية في الثمانينات كانت الردة القمعية للسلطة السورية ضد نشاط ونضال النقابات العلمية الوطني الديمقراطي فى أوجها فاجتاحت الإعتقالات التيارات الوطنية اليسارية والإسلامية ..
فبعدما تجذر النظام الأسدي الطائفي , بعد مذابح حماه وغيرها رجع غطاء الرأس إلى الظهور مجددّا و بشكل أكثر تحد .. كرد على الطائفية بطائفية مضادّة ...
وأصبح الحجاب أكثر انتشارا خاصة بعد حادثة مظليات رفعت الأسد ( الديكتاتور الصغير ) عام 1981 حين أنزلهن في شوارع دمشق وقمن بتعرية رؤوس النساء بالقوة في الحافلات والشوارع والمحلات وكيف كافأ هن على هذا العمل الهمجي الإستفزازي ؟؟ يومها كنت في وظيفتي في حي المزرعة حين سمعنا في هذه الحادثة الغريبة التي هزّت المشاعر وعمّقت العداء بين شرائح الشعب السوري الواحد ..
ولكن تأثير الثوب الخميني كان ضئيلا في سوريا الثمانينات .. فقد تمثل تأثير الثورة الإسلامية الإيرانية حينها بالتعميم على المؤسسات الحكومية العامة بضرورة كتابة التاريخ الهجري إلى جانب التاريخ الميلادي , وكتابة البسملة في بداية كل كتاب يصدر من جميع مؤسسات الدولة كذلك .. وأخذ بناء المساجد على قدم وساق من تبرعات وأموال دول النفط .. النظام الطائفي في سورية أفرز طائفية مضادة تمثلت في مظاهر الحجاب وغير ذلك ... واضطهاد الفكر اليساري والتقدّمي أنتج الفكر الديني , القضية قضية معادلة وقانون إجتماعي بشري طبيعي أليس كذلك ..؟؟؟
لنرى وجه العراق الماضي البهي .. الزاهي بالتحرّر والحرية , بالجو العابق أدباّ وفناّ وشعرا وخمرا وتسامحا وحبا وبساطة , التي كان ينعم بها أهله نساء ورحالاّ ومشاركته المبكّرة في النضال التقدمي والديمقراطي والأممي ورفده لحركة التقدّم واليسار العالمية .. في بناء مجتمع العدالة والمساواة , حيث كانت المرأة حينذاك تعيش عصرها الذهبي وريادتها في نضال وقيادة المجتمع جنبا إلى جنب مع أخيها الرجل ..
منذ مئة عام .. كتب الشاعر العراقي ( جميل صدقي الزهّاوي ) :
" أسفري فالحجاب ياابنة الرافدين ... هو داء في الإجتماع وخيم
كل شئ إلى التجدّد ماض ... فلماذا يقرّ هذا القديم ؟
أسفري فالسفور للناس صبح ... زاهر والحجاب ليل بهيم " .
ويقول أيضا :
" مزّقي ياابنة العراق الحجابا أسفري فالحياة تبقى انقلابا
مزّقيه واحرقيه بلا ريث فقد كان حارسا كذّابا " .
كذلك عرفنا صورة المجتمع العراقي المتحرر من خلال رفاقنا وأصدقائنا العراقيين والعراقيات الطلاّب والطالبات الذين تعرفّنا عليهم في دمشق قديما ..
كان لي تجربة أيضا أخرى في العراق في منتصف الثمانينات 83 – 84 كان الجو لا يختلف كثيرا عن سوريا ولبنان من حيث الحرية في اللباس لم تكن ظاهرة الحجاب موجودة أبدا بل بالعكس تحرر وانفتاح . في العلاقات والزيارات وحفلات الأعراس المختلطة مع المشروب , و ( موديلات الثوب الحديث المزركش و دون أكمام مع فتحة على الصدر والظهر )- ولم يكن الظهور والجلوس مع الرجال ممنوعا أي بمعنى أن مجتمعاتهم لا تختلف عن مجتمعاتنا المتحرّرة - حيث درسّت في كثير من ثانويّات بغداد وفي المناطق البغدادية الرئيسية الشعبية الدينية وكان الكادر التعليمي مختلطا من مدرّسين ومدرّسات ..
أوّل مدرسة علمّت بها كانت في حي الكاظمية - قريب من مسجد الكاظم - كل المدرسّات العشرة فيها كن سفورا لا يرتدين منديلا ولا حجابا لباسهن عادي طبيعي وأزياء حديثة ( مودرن ) - مدرّسة واحدة فقط كانت تلبس عباءة سوداء طويلة ولكن , ولكن كانت تخلعها حين دخولها باب المدرسة فورا , وتبدو بعدها سفور لا شئ يغطي الرأس , وهي الوحيدة التي كانت تبدو كذلك بين الزميلات ..
فيما بعد كنت قد انتقلت إلى مدرسة أخرى في حي اّخر – كذلك كانت الصورة مشابهة أكثرهن غير محجّابات استمر حتى منتصف العام الدراسي وإذ بالوضع يتغيّر فجأة والمشهد بين عشية وضحاها سيأخذ منحى يختلف عن السائد في المجتمع العراقي شيئا فشيئا نحو الحجاب المعمّم ؟؟
فالمدرّسات الغير محجّبات بدأن يرتدين الحجاب , فدهشت منهن , وسألتهن ما الخبر ماذا حصل لكن لم تكنّن في الأصل هكذا فلماذا هذا التحوّل فالإنسان يتقدّم إلى الأمام أم يرجع إلى الوراء هكذا يعلّمنا المنطق والعقل ؟؟ لقد حزنت لهذا التصرف وهذه الخطوة رغم أنها حرية شخصية لا دخل لي بها , ولكن حزنت كامرأة متحررة أعتبرها ردّة إلى الوراء من زميلات لي متعلما ت سيكنّ مثلا وقدوة شكلا ومضمونا وخاصة أنهن كن منذ نشأتهن ومنذ بداية العام المدرسي سفور خصوصاّ أن المرأة العراقية لم تنشأ منذ صغرها على هذا التقليد في أسرتها وبيتها بل نشأت في جو متحرر من القيود الشكلية للبيئة أو للدين !؟
وأخذت هذه الظاهرة تكثر وتتسع .. وجمعيات حفظة القراّن للطلاّب تنتشر في الأحياء , والمدير ونائبه يصليّان في غرفة مفتوحة أمام الطلاّب والمدرّسين لنراهم أنهم متديّنين ويقومون بواجبهم الديني ..!!؟؟ وكل الكتب المدرسية التي تخرج من المؤسسات الحكومية العامة مبوبة بالبسملة كما في دمشق .. ورافق هذه الظاهرة أيضا بناء المساجد , ومنع بيع الخمور في المحلاّت العامة ... وإجراءات أخرى ..
أما في مصر .. فحدّث ولا حرج عن إنتشار ظاهرة الحجاب على نطاق واسع وبتواتر سريع وخاصة في الوسط الفني - المتحرّر من القيود والتقاليد التي تحد حرية المرأة في عملها وحياتها عامة – و مصر هوليود العرب هي القدوة والسبّاقة في الإنفتاح والتحرر ... والتأثر بالأزياء الحديثة منذ العشرينات منذ النهضة المصرية في بداية القرن , فأي منظر للمرأة المصرية اليوم من أين أتى الحجاب والزي الجديد ؟ ؟
لقد أتى في الحقيقة من مصدرين مصدر إيراني منذ الثمانينات انعكس على الوضع في العراق ولبنان وسورية وفلسطين
والمصدر الثاني عن طريق دول الخليج بعد هجمة النفط والحروب التي اجتاحت بلادنا و دول المنطقة والأزمات الإقتصادية والسياسية التي رافقتها , وذهاب الشباب والعمال والكوادر العلمية للعمل في المهن الحرة والمدارس والوظائف و الدوائر الرسمية في تلك البلدان فعوضا أن يؤثروا هم بها حصل العكس لأن المال أقوى من ... !!؟؟
فالمال غيّر المضمون والشكل وأثر على السلوك وطغيان الفكر السلفي الديني وراح بعيدا يجدد ثوب الخلفاء ولحية الشباب ونساء العصر الأول للإسلام وبيئتهم الصحراوية .. دون تحليل للعصر والبيئة والمحيط ونوع العمل والمعيشة بين الحاضر( سيّارات , مكيّف هوائي , كل وسائل الرفاهية , الطعام يأتي للبيت , وجاهز أحيانا المرأة أصبحت رئيسة وزيرة نائبة موظّفة قائدة طيّارة مترو قطار رائدة فضاء وووو... ودرّاجة هوائية ( بسكليت ) و بين الماضي الظلامي ...
فاجتاحت ظاهرة الحجاب والثوب الطويل ذي الألوان الداكنة التي لم يكن يعرفها من قبل المجتمع السوري واللبناني والمصري و العراقي وأخيرا الفلسطيني الذي كان قمة التحرر بالنسبة للمرأة الفلسطينية الواعية المناضلة المتحررة من كل قيود سوى قيود الثورة والإنتفاضات والمجتمع المنفتح على كل لون وتعدّد وجمال وحرية حتى وصل الأمر لمناضليه اليساريين والماركسيين يبدأون الحديث في الفضائيات بالبسملة تأكيدا على إلتزامهم الديني كما يحصل اليوم في معظم الفضائيات بلسان متعلمين ومثقفين , نحن لسنا ضد الدين وممارسة شعائره ولكن يتم ذلك وينحصر في البيت والمسجد ومكان العبادة , لا في المدارس والفضائيات والطرقات , وعندما تتحوّل هذه الظواهر الدينية الجديدة المستوردة إلى فعل وعمل ونظام سياسي وحكم قمعي إجباري وإغرائي .. فهنا المصيبة .. !؟؟
هكذا إذّا تحوّلت مجتمعات منطقة الشرق الأوسط برمتها من إيران وتركيا إلى المغرب وأندونيسيا ومن سوريا إلى الصومال .. وبقية العالم . كلها نساء ورجالا من الإنفتاح والتحرر والتلاقي والمحبة إلى الإنغلاق والتعصّب والتطاحن والتقوقع والتزمّت بين العائلة الواحدة والحي والمدينة والدولة , وهذه الردة الرجعية أدخلت بلادنا والعالم بالصراعات الدينية والمذهبية والخوف والأزمات والقتل والجحيم الذي ينتقل من بلد إلى اخر ..
هكذا رأينا إذا ... أن تغيّر ثوب المرأة وغطاء الرأس الذي هوظاهرة جديدة في مجتمعاتنا العربية إلى جانب بقية الظواهر السيئة العديدة الأخرى التي برزت في العقود الأخيرة وقد ذكرتها اّنفا , لم تكن نتيجة عوامل داخلية , وليدة بيئتنا وواقعنا المحلي البحت , إنما كانت نتيجة عوامل خارجية , إقتصادية وسياسية ودينية بامتياز تحت ظل أنظمة الإستبداد والقمع ومصادرة الحريات العامة وزرع الطائفية التي مزقت وحدة شعبنا الوطنية الديمقراطية واغتيال المجتمع المدني ومؤسساته الديمقراطية .... وهذه حقيقة لا ينكرها أي إنسان محايد .. بل هي واضحة للعيان بكل أبعادها واّثارها السلبية التي وسمتنا بالتخلف والتمسك بالقشور والسلبيات وشوّهت ثقافتنا وأجيالنا .. ومن هنا ينبع حرصنا على توعية المجتمعات وتسليط الضوء على هذه الظواهر السلبية ومعالجتها بهدوء وتحليل وشرح علمي.. وللحقيقة أقول : أن هذا الموضوع القديم الجديد قد أخذ حقّه من مئات المفكرين والكتاب والكاتبات والمبدعين وأثروه كتابة ونقدا وأعطى كل واحد رأيه في منتهى الحرية سواء تأييدا أم رفضا .. وقد ساهمت ثورة المعرفة والإتّصالات وانتشار مواقع الإنترنيت في دور كبير لإيصال كل الاّراء حول هذا الموضوع إلى أكبر شريحة في المجتمع ,,,,, وأكرر القول لاتحرير للمجتمع إلا بتحرير المرأة , والعكس صحيح لاتحريرللمرأة دون تحرير المجتمع ....... وفي الختام لا يسعني سوى أن أردّد مع شاعرنا القول :
ليس الجمال بأثواب تزيّننا ... إن الجمال جمال العلم والأدب ...
وكذلك شاعرنا العراقي معروف الرصافي :
وأخلاق الوليد تقاس حسناّ ..... بأخلاق النساء الفاضلات . .. .. مريم نجمه , لاهاي / 15 / 3
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. تغطية مباشرة: دونالد ترامب أم كامالا هاريس؟.. نتائج وتحليلات
.. زيارة ترامب لمطعم لبناني الأكثر تداولا على المنصات العربية
.. إسبانيا: حملة لتنظيف المناطق المتضررة من الفيضانات وخطر الإص
.. الإنزال الإسرائيلي في البترون شمال لبنان: من هو عماد أمهز؟ ل
.. ترامب أو هاريس.. ما الولاية التي ستحسم السباق الرئاسي الأمري