الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حزب الفضيلة : انسحاب متوقع

طارق الحارس

2007 / 3 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


ليس غريبا قرار الانسحاب من كتلة الائتلاف الموحد الذي اتخذه حزب الفضيلة ، إذ أن المؤشرات جميعها كانت تشير الى أن هناك اختلافات عديدة بين هذا الحزب من جهة وأغلب أحزاب الائتلاف الشيعي من جهة أخرى .
بوادر الاختلافات بدأت حول مرشح الائتلاف الشيعي لمنصب رئيس وزراء الحكومة العراقية ، إذ أصر حزب الفضيلة على مواصلة مرشحه الدكتور نديم الجابري التنافس حول هذا المنصب فيما كانت بقية أحزاب الائتلاف تتصارع مع بقية الكتل لبقاء الدكتور ابراهيم الجعفري ، ممثل حزب الدعوة ، في منصبه الذي تولاه بعد الدكتور أياد علاوي رئيس كتلة القائمة العراقية أو ترشيح الدكتور عادل عبد المهدي ، ممثل المجلس الأعلى للثورة الاسلامية ولم تنته هذا الاشكال الا بعد تدخلات كبيرة ووعود من أحزاب الائتلاف لحزب الفضيلة ليتولى عدد من حقائب الوزارة .المشكلة تجددت مرة أخرى بسبب اصرار حزب الفضيلة على تولي حقيبة وزارة النفط دون غيرها من الوزارات ، تلك الحقيبة التي سلمها الائتلاف الى الدكتور حسين الشهرستاني " المستقل " ليعلن بعدها حزب الفضيلة انسحابه من الحكومة العراقية .
من المؤكد أن ظاهرة انسحاب أي حزب من كتلة برلمانية يعد ظاهرة صحية تؤكد المنهج الديمقراطي الذي يعيشه البلد ، لكننا ، وذلك ليس دفاعا عن بقية أحزاب الائتلاف ، نعتقد أن الححج التي خرج بها حزب الفضيلة لا تشير الى أن انسحابه قد بني على أسس لها علاقة باختلافات وجهات النظر السياسية أو لا نتشال العراق من الوضع الصعب الذي يعيشه كما نوه الحزب في المؤتمر الصحفي الذي أعلن فيه أسباب انسحابه ، إذ أننا نعتقد أن هناك أسبابا أخرى هي التي دفعت هذا الحزب لاعلان انسحابه .
قبل البدء بالحديث عن أسباب انسحاب حزب الفضيلة عن كتلة الائتلاف الشيعي لابد لنا من تسليط الضوء على ( الاكتشاف ) الخطير الذي أعلنه الدكتور نديم الجابري وهو " ان انسحاب كتلة الفضيلة يعد الخطوة الاولى على طريق إنقاذ العراق من أزمته " . الغريب أن بيان الجابري أكد في الوقت ذاته على أن " حل المشكلة ، يعني أزمة العراق ، بتشكيل كتل على أساس ما أسماها بالمشاريع الوطنية " .
هل يعني هذا أن مشروع " كتلة الائتلاف الشيعي " التي كان حزب الفضيلة من بين أحزابها ليست من المشاريع الوطنية ، وأين كان الجابري وحزبه من مهمة انقاذ العراق ، إذ مضت سنوات عديدة على انضمامه الى قائمة الائتلاف الشعي التي يبدو من بيان الجابري أنها السبب في أزمة العراق ؟
لابد لنا من الاشارة أيضا الى أن الائتلاف الشيعي ائتلافا طائفيا، إذ أنه يعتمد اعتمادا كليا على الطائفة الشيعية وهو الأمر نفسه الذي ينطبق تماما على حزب الفضيلة ، ذلك الحزب الذي لا يضم بين صفوفه غير أبناء الطائفة الشيعية .
هنا يضع هذا السؤال نفسه بقوة : هل يتمكن حزب الفضيلة الشيعي من حل معضلة العراق ، معضلة العراق التي يقف في مقدمتها الصراع الطائفي الذي تتحمل مسؤوليته بشكل كبير الأحزاب الدينية ، الشيعية منها والسنية ، ومن المؤكد أن حزب الفضيلة من بينها .
هناك أسباب عديدة ليست لها علاقة بما صرح به الجابري في بيانه الذي أعلن فيه انسحاب حزب الفضيلة من كتلة الائتلاف الشيعي يقف في مقدمتها الصراع على مقعد رئيس الوزراء الذي خسره الجابري ويبدو هنا أن وعودا تلقاها الجابري من الائتلاف الجديد ، الذي تشير التوقعات الى انضمام حزب الفضيلة اليه ، ليتولى هذا المنصب في حالة خسارة الائتلاف الشيعي للغالبية التي يتمتع بها حاليا في البرلمان العراقي .
أيضا فان أمر تولي حقائب وزارية يعد من الامور المهمة التي يتأمل حزب الفضيلة الحصول عليها من الائتلاف الجديد ، تلك الحقائب التي خسرها مع الائتلاف الشيعي بسبب اصراره على تولي حقيبة وزارة النفط ، كما أشرنا ، ويبدو أيضا أن وعودا تلقاها الحزب من الائتلاف الجديد .
القضية الأهم من هذا وذاك هي قضية اليعقوبي " المرشد الروحي " لحزب الفضيلة ، إذ أن هذا المرجع " عدد المراجع الدينية الشيعية بالعراق في تزايد مستمر والحمد لله " له وجهات نظر متقاطعة مع المراجع الدينية الشيعية الأخرى التي تستند اليها باقي مكونات الائتلاف الشيعي ، تلك المراجع الدينية التي لها قيمة أكبر من قيمته والتي تأخذ باقي أحزاب الائتلاف برأيها أكثر مما تأخذ برأي اليعقوبي ، ولذا فأن اليعقوبي سيجد له قيمة مسموعة في الائتلاف الجديد الذي ينوي حزبه الانضمام اليه .
من المؤكد أن حزب الفضيلة لم يحقق طموحاته السياسية بانضمامه الى الائتلاف مثلما ذكر في بيان انسحابه ، مع أننا نعتقد أنه لم يحصل على المقاعد الخمسة عشر التي حصل عليها في البرلمان العراقي الا بفضل انضمامه للائتلاف الشيعي ، ومن حقه البحث عن فرصة أخرى لتحقيق هذه الطموحات ، لكننا نؤكد هنا الى أن التبريرات التي خرج بها لاعلان هذا الانسحاب ليست حقيقية وأن الانسحاب قد حصل بسبب سعي الحزب للحصول على مكاسب وامتيازات يعتقد أنه فقد فرصة الحصول عليها من خلال الائتلاف الشيعي .
لا يفوتنا هنا أن نؤكد على حقيقة مهمة وهي أنه كان متوقعا أن يحصل انسحاب حزب الفضيلة من الائتلاف الشيعي مثلما نتوقع انسحاب أحزاب أخرى من الائتلاف في المستقبل القريب لأن الصراعات بين أحزاب هذا الائتلاف كبيرة جدا .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -صانع قدور- و-بائع كمون-.. هل تساءلت يوماً عن معاني أسماء لا


.. حزب الله ينسق مع حماس وإسرائيل تتأهب -للحرب-!| #التاسعة




.. السِّنوار -مُحاصَر-؟ | #التاسعة


.. لماذا تحدى الإيرانيون خامنئي؟ | #التاسعة




.. غزة.. ماذا بعد؟ | ما جديد جولة المفاوضات بين حماس وإسرائيل ف