الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أهمية احتضان الشعب العراقي عربيا

باتر محمد علي وردم

2003 / 8 / 11
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


 

(هذه المقالة تنشر في الحوار المتمدن بالتزامن مع صحيفة الدستور الأردنية بتاريخ 11-8-2003)

 

نريد أن نتعالى على الجراح كما هي أخلاقنا الأردنية وأن نؤمن بأن المجرمين الذين نفذوا الاعتداء على السفارة الأردنية في بغداد هم فئة هامشية ومنحرفة من الشعب العراقي الكريم، ونريد أن نؤمن بأن الذين شنوا حملة الكراهية الإعلامية ضد الأردن في الأيام التي سبقت التفجير ومهدت له هم أيضا من عملاء تنظيم واحد عميل للاحتلال يحاول تصفية حساباته الشخصية مع الأردن.

ولهذا كله فإننا يجب أن نقف دائما إلى جانب الشعب العراقي، وأكرر مرة أخرى لفظة "الشعب العراقي" لأن إعلامنا اعتاد في السنوات الماضية على الربط التعسفي ما بين الشعب العراقي والنظام العراقي، مع أنهما على طرفي نقيض. ونريد أن نقف إلى جانب الشعب العراقي في جهوده للخلاص من إرث القمع وواقع الاحتلال معا، وهذه مهمة ليست سهلة خاصة أن الشعب العراقي إذا ما ترك بيد الاحتلال الأميركي وعملاءه فإنه سيفقد صلته بالعروبة تدريجيا، وهذه هي الخسارة الكبرى.

إذا كانت أرض العراق قد وقعت مرحليا تحت الاحتلال العسكري الأميركي فإن أخطر ما قد يحدث هو وقوع الشعب العراقي في فخ معاداة العروبة والعرب، وهذا ما يبدو خيارا مفزعا ولكن واقعيا في الآونة الأخيرة، ولهذا فإن علينا كأردنيين وعرب أن نفكر بصراحة وصدق تام مع النفس حول موقفنا من "الشعب العراقي" وهذا لن يحدث إلا إذا وضعنا أنفسنا في مكانه.

الحقيقة الأولى والأساسية التي يجب أن نفهمها هي أن الغالبية العظمى من الشعب العراقي تكره النظام السابق الذي ارتكب الجرائم والمذابح بحق هذا الشعب، وهذه الجرائم هي موثقة ومعروفة للشعب العراقي وليست مفبركة كما يدعي البعض من الإعلاميين لدينا. ولهذا فإن المدخل الأول لكسب ثقة الشعب العراقي هي في التوقف التام عن تمجيد النظام السابق ورموزه واعتبارهم أبطالا قوميين وشهداء وغير ذلك من أوصاف لا يمكن أن تليق بهم، فكل هذه الأوصاف والمديح طعنة نجلاء في ظهر الشعب العراقي وعشرات آلاف العراقيين من ضحايا النظام السابق.

وإذا كنا كعرب نرفض جميعا الاحتلال الأميركي للعراق فإن غالبية العراقيين ترفض أيضا هذا الاحتلال، ولا يدعم وجود الاحتلال الأميركي إلا عملائه الرئيسيين المعروفين لدينا تماما، أو العراقيين العاديين الذي وصلت بهم المعاناة التي عاشوها من النظام السابق إلى درجة تفضيل الاحتلال على بقاء النظام.

إن موقفنا كعرب تجاه الشعب العراقي ينبغي أن ينطلق من تفهمنا لمعاناته من النظام السابق، والتوقف عن دعم هذا النظام وبقاياه ولو كلاميا، والوقوف الواضح إلى جانب الشعب العراقي في معركته القادمة ضد الاحتلال. ولكن هذا لا يعني في المقابل تحويل العراق إلى ساحة للصراع الدموي تتضمن كل تناقضات المنطقة. فليس من العدل أن يدفع الشعب العراقي للسنوات العشر القادمة ثمن الفوضى وعدم الاستقرار الإقليمي وتحويل العراق إلى حلبة ضرب متبادل مع الولايات المتحدة.

ما يحتاجه الشعب العراقي الآن هو الاستقرار وبناء دولته الجديدة، ويكفي ما عاناه من ويلات في العقود الماضية، وإذا كنا جميعا كأفراد يمكن أن نحدد مواقفنا المسبقة ضد الاحتلال الأميركي ونطالب بتحرير العراق فإن هذه مهمة الشعب العراقي فقط، ولا يحق لأي تنظيم قومي أو إسلامي أن يحول العراق إلى ساحة صراع دون أن يكون ذلك بموافقة ودعم الشعب العراقي نفسه.

أن العالم العربي الآن بحاجة إلى إعادة احتضان الشعب العراقي، وبذل كل الجهود لايقاف معاناته المستمرة، وإنقاذه من منزلق معاداة العروبة الذي يقوده إليه عملاء الاحتلال في العراق.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المكسيك: 100 مليون ناخب يختارون أول رئيسة في تاريخ البلاد


.. فاجأت العروس ونقر أحدها ضيفًا.. طيور بطريق تقتحم حفل زفاف أم




.. إليكم ما نعلمه عن ردود حماس وإسرائيل على الاتفاق المطروح لوق


.. عقبات قد تعترض مسار المقترح الذي أعلن عنه بايدن لوقف الحرب ف




.. حملات الدفاع عن ترامب تتزايد بعد إدانته في قضية شراء الصمت