الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاعلام العربي -سياسة تنجير الخوازيق

سلطان الرفاعي

2007 / 3 / 18
الصحافة والاعلام


الكونغرس الأمريكي، يجتمع ويُقرر، ويفشل، ويقترع على مشروع جدولة الانسحاب من العراق. في مقابل صمت إعلامي عربي مطبق، وكأن القضية هي أمريكية داخلية بحتة تهم الحزبين فقط وليس للعراق ولا للعرب ولا لأي طرف آخر علاقة بها. والأمر لا يتعلق كله بقوة أمريكا، ومن لا يعترف أنها القوة العظمى الوحيدة اليوم. إنما يتعلق وبشكل أكبر، بدرجة الغباء والخبث والخديعة والتي يمارسها الإعلام العربي ضد الدول العربية أولاً وضد بعضه البعض ثانياً. وبالعربي العامي، سياسة تنجير الخوازيق وطلب الفاينة لبعضهم البعض. هذا الإعلام العربي، والذي فرحنا ببداية انطلاقه نحو آفاق جديدة من الحرية ولكنه للأسف أصبح سلاحاً بغيضاً لبث الأكاذيب والفتن بين الشعوب العربية, ودعماً قوياً للسياسات الغربية.

في لبنان، وعبر عشرات الأقنية الفضائية، وعن طريق جهابذة العلم ومحللي السياسة العباقرة، نسمع ونرى كل يوم جهبذ لبناني عربي جديد، يُحذر من الخطر السوري، وتستمر المعزوفة ؟ ---- والذي يُريد أن يبتلع لبنان، ولم يفهم هذا النظام أن الماضي قد ولى وأن في لبنان شعباَ ينتفض مطالباً باستقلاله من الجار الإرهابي السوري. وكلما شتم الجهبذ سوريا أكثر، زادت مقابلاته، وكلما تكلم عن الإرهاب السوري أكثر قبض أكثر. وهم لا يكتفون بفضائياتهم بل يجولون الغرب والشرق مؤ لبين العالم على الخطر الإرهابي السوري، الذي يتربص بهم، ويريد أن يفتك بدولتهم. ولكنهم يغفلون عن أوكار الإرهاب الحقيقية والمتواجدة بين ظهرانيهم.

في حديث نشرته اليوم صحيفة النهار اللبنانية، مع زعيم حركة فتح الإسلام الإرهابي شاكر العبسي، وفيه يتحدث وبكل حرية ووقاحة، عن أخوته وتعاطفه ومحبته لإسامة بن لادن وايمن الظواهري، كما يتحدث عن مراقبته الشديدة للجيش اللبناني، ويتحدى الجيش والأمن من الاقتراب من وكره، فهو على حد قوله، يملك المئات من الاستشهاد يين، والذين مستعدون لإحالة ليل لبنان إلى نهار. ويكفر كل من يكفره الله ورسوله، وكما تعلمون ما أكثر من يكفرهم الله ورسوله. كل هذا الإرهاب والتكفير والعنترية، لم تستدع رد واحد لا من سبع الفلا وزير الداخلية الرهيب، ولا من ممشوق القامة العجيب، ولا من الصاحي النائم الأنيق. حتى سيدنا، والذي لم نعد نسمع صوته اليوم، ولعل السبب كريب حاد أصاب حباله الصوتية فمنعه من تنبيه المسيحيين الكفرة في لبنان مما ينتظرهم على يد مجموعة من مجموعات من الإرهابيين والذين يبدوا أنهم يحظون برعاية خاصة من أكثر من جهة من حلفاء سيدنا. ولسيدنا أيضاً نقول حاذروا من الذهاب إلى الرياض للمصالحة (القبض)، فما حصل في الطائف، قد يتكرر هنا، وساعتها يا سيدنا، قد لا تجد رعية ترعاها إلا على العاصي في سوريا.


بعد الاتهامات المبطنة للشيخ سلمان وزير الداخلية السعودي، بدعم مجموعة محمد عطا الإرهابية، والتي دكت أبراج أمريكا بمعية سبعة عشر إرهابي سعودي. وبعد برنامج سوداء اليمامة، والذي يُبرز الصفقات المشبوهة للمملكة العربية السعودية. بعد كل هذا، جاء دور الفضائية العبرية(العربية سابقاً) لترد الصاع صاعين، عبر نشراتها المتواصلة والتي ركزت فيها على الإرهابي، خالد الشيخ والذي كان ضيفاً عزيزاً على وزير الأوقاف القطري، والذي أصبح اليوم وزيراً للداخلية القطرية، ويبدو أن هناك ولعاً كبيراً لدى وزراء الداخلية الخليجيين لدعم الحركات الإرهابية وزعمائها، وتأتي الأخبار هذه المرة من واشنطن وموسكو تتحدث:اعترافات خالد شيخ ورقة رابحة بيد أميركا ضد العراق وإيران. ونطبل ونزمر وننشر. ولكن لماذا ورقة رابحة ضد العراق وإيران. وأين دور قطر ووزير داخليتها، أم أن هناك حلفاء أوادم وأعداء أرزال، وعنزة ولو طارت.


كتب براونن مادوكس في التايمز مقالا في صفحة العالم بعنوان "هوس أمريكا بالسرية سيكلفها غاليا في محاكمات الإرهاب"، تقول فيه: كل مرة تسنح للولايات المتحدة فيها الفرصة للخروج من الحفرة التي حفرتها لنفسها في غوانتنامو تزيدها عمقا. وكانت آخر مرة لما منعت الصحافة من حضور محاكمات "كبار المشتبهين" الأربعة عشر المعتقلين في غوانتنامو.
"فقد جاء في تقرير المحاكمة الذي حرره البنتاغون للحفاظ على سرية بعض المعلومات "الحساسة" إن خالد شيخ محمد اعترف بمسؤوليته عن 11 سبتمبر وأكثر من ثلاثين تهمة أخرى، مما فاجأ الجميع وطرح تساؤلات حول ما إذا كانت الاعترافات نتيجة تعذيب." "ومن جهة أخرى، قد تدعم تلك الاعترافات ادعاء الولايات المتحدة بان السجناء الاربعمئة في غوانتنامو على درجة كبيرة من الخطورة، لكن هذه المحاكمات والسرية التي تنتهجها واشنطن تبقيها عرضة لتهمة إنها تخالف نفس مبادئ الحرية والعدالة التي تريد تطبيقها في حربها على الإرهاب.

لا نظن أن السبب هو السرية كما كتبت التايمز ، ولكن القصة الحقيقية ، هي كيف تخفي أمريكا تورط حلفاءها ، وعدم فضح دورهم الواضح في دعم كل إرهاب جرى خلال السنوات الأخيرة ، سواء عبر التمويل ، أو عن طريق وعاظ الملك والأمير ، والذين يبثون الحقد وينشرون الفكر الدموي في صفوف الشباب. ويساعدها الإعلام العربي الذي يتعامى ويتغافل عن أمور كثيرة، بناء على أوامر حاسمة من المصدر الأم.

الأئمة الستة أو الأربعة والذين تبنى قضيتهم الإعلام العربي الموجه . وكل قصتهم، أنهم فضلوا ركوب طائرة الكفار، على ركوب البراق، ولأن ساعة الصلاة قد أزفت، افترشوا أرض المطار، وسط ذهول وريبة ورعب بقية الركاب، فما كان من السلطات إلا أن منعتهم ، وقامت الفضائيات ولم تقعد، ولكنها نسيت مقتل الفرنسيين، لأنهم تجرأوا وتواجدوا في المدينة، وضاعت قضيتهم، ولم نسمع أي اعتراض أو تنديد من أي شيخ أو صبي.


وحتى ساعته لا زلنا للأسف الشديد، نسمع عبارات تكفير النصارى واليهود والشيعة وباقي الطوائف، من على هذه الفضائيات، وعن طريق علماء، وأساتذة جامعات، وحتى مذيعين ومذيعات.

دمشق

17-3-2007








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تزايد اهتمام المغرب وإسبانيا بتنفيذ مشروع الربط القاري بينهم


.. انقسام داخل إسرائيل بشأن العملية العسكرية البرية في رفح




.. الجيش الإسرائيلي يصدر مزيدا من أوامر التهجير لسكان رفح


.. تصاعد وتيرة الغارات الإسرائيلية على وسط قطاع غزة




.. مشاهد لعاصفة شمسية -شديدة- ضربت الأرض لأول مرة منذ 21 عاماً