الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قلب اليوسفي انتظار يد الله

سليمان جوني

2007 / 3 / 18
حقوق الانسان


قلب اليوسفي انتظار يد الله

السيد رئيس الجمهورية الأستاذ / مام جلال المحترم

الحمد لله على عودتك سالما ومعافى للعراق الذي يحبك .

تحية قلبية مخلصة



لأننا الخاسرون

كنا بانتظار الجوائز

عباس اليوسفي



هكذا كتب صديقنا الشاعر عباس اليوسفي ذات يوم ، كان ذلك في زمن كان الحوت يبلعنا هكذا وكما لو أننا أي يونس ، نخرج الى الحياة فيقصفنا الخبز ، فنعود الى كلماتنا محدودبة ظهورنا ، وعندما تسألنا أمهاتنا وزوجاتنا وبناتنا عن الوطن ، كنا عادة ما ندعي بأنه قد ضاع منا في الحافلات التي تقلنا الى مقابر نسميها مجازا ، بيوتنا ، كنا نأتي محملين بالخسائر ، وكنا دائما بانتظار الجوائز ،كان ذلك يوم انهزمت الثقافة امام الباذنجان والبطاطا و القمصان الملونة ، كنا نفضل ان نأتي متأخرين ، لكي لا تتلوث أقلامنا بالدم ، وهكذا أكل المهرجين وجعنا ، هكذا تلوث بعضهم ، بينما كنا نفضل ان نذهب الى أعوامنا عرايا تقودنا كلماتنا الى اماكن مجهولة ، بحثا عن ما ندعي انه الحق ، بحثا عما نسميه الإنسان .

ها قد انتهت اللعبة التي لعبناها مع أنفسنا منذ أربعة أعوام ، تغير العالم ، وفي النهاية عثرنا على الحقيقة في حفرة بلحية كثة وشعر أشعث ، وهكذا كان على الجميع ان يكشف أوراقه ، او حتى ان يحرقها ، والان المهرجون ذاتهم ، يصعدون الى حلبة السيرك ، وقد ارتدوا ثيابا غير التي شاهدناهم بها في المسرحية السابقة ، يخدعونا ونضحك ، يهرجون ونبكي ، وفي غفلة سحبوا مسدساتهم وصوبوها الى قلب المتنبي ، هكذا برصاصة واحدة قتلوا السياب والجواهري شيركو بيكه س ، هكذا برصاصة واحدة قتلوا نازك الملائكة والبياتي ، ومعهم يقتلون الشعر الذي ولدته كل أرصفة شارع المتنبي ...

عباس اليوسفي كان قلبه أرهف منا جميعا ، لم يتحمل ما يحدث ، لم يتحمل كل هذا السرك ، غضب قلب اليوسفي ، دق على جدرانه اكثر مما ينبغي ، وتوقف للحظات ، ثم قاوم ، وقف قلب اليوسفي على قدميه مرة أخرى ، أراد ان يشاهد ان كان في الظل ، ام ان الشجرة قد غيرت مكانها ، قلب اليوسفي ينبض برفق بانتظار الشمس ، ولكن من يقوى على ما يحدث ، ما أخشاه ان يتوقف هذا القلب الذي ادعي انه اجمل من ليلة النفط مقابل الغذاء ، أجمل من نهار سقوط الصنم ، الذي عبده المهرج ورفاقه ، ورفضه اليوسفي ، قلب اليوسفي الان في مستشفى الجوادر ،في مدينة الصدر بانتظار يد الله ، لتمتد اليه ،

هل بامكاني ان ادعي ان يد الله هي يد الدولة ، معذرة سيادة الرئيس اترك لي ان اقترح ذلك ..

هذا وشكرا لك فخامة الرئيس

وانا بانتظار ان اسمع أخبارا تطمئن قلب اليوسفي ومحبيه، بان ينتقل الى احد مستشفيات دول الجوار العراقي الاتحادي ، عسى ان يعود الى نبضه

وهذا ودمتم سيدي الرئيس ...





سليمان جوني

شاعر عراقي مقيم في الدنمارك

بالنيابة عن مجموعة من شعراء داخل العراق وخارجه

[email protected]





عباس اليوسفي في سطور

صدر له

اليوسفيات ديوان شعر

صورة جماعية ديوان شعر

مختارات من الشعر العراقي الاحدث بالاشتراك مع فرج الحطاب

حاصل على شهادة الدكتوراه في الادب العربي

استاذ في الجامعة المستنصرية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لحظة استهــ ــداف دبـ ـابة إسرائيلية لخيام النازحين في منطقة


.. عشرات المستوطنين يعتدون على مقر -الأونروا- بالقدس وسط حماية




.. مراسل العربية: اعتقال ضباط أوكرانيين بتهمة محاولة اغتيال زيل


.. دفع غرامة وكفيل.. حياة المهاجرين تزداد صعوبة في مصر




.. المدير التنفيذي للوكالة الأمريكية للاجئين شون كارول: تم إغلا