الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الصحوة العمالية

فاضل عباس
(Fadhel Abbas Mahdi)

2007 / 3 / 19
الحركة العمالية والنقابية


يشهد التاريخ الطويل لنضال الحركة العمالية وكوادرها على امتداد الوطن من أجل استعادة حقوقها الاجتماعية والاقتصادية أنها دائماً تصطدم بجدار كبير قد يبدأ بالفساد والتعسف الادارى ولكنه بالتأكيد في زمن الإصلاح أصبح ينتهي بتهديد العمال وقياداتهم بلقمة العيش فمحاربة العمال في أرزاقهم هو العامل المشترك بين الحقب المختلفة في تاريخ الحركة العمالية .
والعمال في البحرين كانوا على الدوام النهضويون الذين يتحملون العبء الأكبر في الدفاع عن الاقتصاد العادل والحياة الكريمة بل في تاريخهم المفاصل الأساسية للحركة الوطنية في دفاعها عن المشاركة الشعبية والتنمية الوطنية المستقلة المعتمدة على الذات والشاملة لكافة القطاعات والطبقات الاجتماعية والرافضة لكل أشكال التعسف والظلم الاجتماعي والاقتصادي وتكدس الثروة بالمليارات في شريحة ضيقة وفى المقابل تسارع وتيرة الفقراء حتى دخلة الأعداد في خانة كبيره لا تتحملها دور الرعاية الاجتماعية ولا صناديق وزارة التنمية الاجتماعية ، وهم من كانوا باستمرار يناضلون من أجل الإصلاح العادل في مواجهة الفساد والطفيلية والاستغلال ، لذلك فهم يشكلون طريق الأمل عندما يتحركون .
فالنقابات العمالية أصبحت في مواجهة مفتوحة من أجل حقوق أعضائها بعد أن تخلت الدولة عن جزء من مسئولياتها في توزيع عادل للثروة نتيجة ارتفاع أسعار النفط وبعد أن دخل عنوان الخصخصة ليعادل التسريح للعمال وهو لا يعدو كونه تحولاً يتفق مع غول الرأسمالية المتوحشة والتي غالباً ما تكون مشوهتاً لا تحمل في طياتها أية خطط واضحة ولا تقدر الآثار الاجتماعية لها ، فهي تنظر لمصالح اقتصادية وسياسية مؤقت في الأقطار العربية ، وفى خضم هذا التحول ضاعت اسر عديدة وتفككت العلاقات الاجتماعية ولكن ما هو مهم أن القيادات النقابية قد فهمت حجم المشكلة وعلى قناعة تامة أن خصخصة بعض القطاعات في الكهرباء والأشغال ليس هو النهاية وان حقبة ارتفاع النفط لا يجب أن تكون حقبة الفقر للعمال والأرباح للشركات فهذه معادلة خاطئة ، وتحتاج إلى تحرك عمالي أخر ، والعمال الذين تعلموا الصبر والدأب وتدربوا طويلاً من خلال تاريخهم الكفاحي من أجل استعادة الحقوق الضائعة يعرفون أن سر نجاح تحركهم وان سلاحهم في هذه المواجهة هو وحدتهم وتضامنهم وحسن التصرف المسئول.
وعليه فان تحركات نقابات ألبا وبابكو وبتلكو وباس ( خامات مطار البحرين) والدواجن من اجل استعادة الحقوق المهدورة والمطالبة العادلة بالنصيب في الإرباح لتلك الشركات التي اعتادت لسنوات طويلة على الملايين وترك الفتات للعمال قد حان الوقت لكي تستجيب تلك الشركات لمطالب النقابات وتمتلك الشجاعة في فتح ملفات أرباحها المليونية للنقابات حتى يقتطع منها وبشكل عادل عرق العمال الضائع بين لهيب حرارة صيف البحرين وعليهم أن يعلموا أن زمن الصمت قد انتهى وصحوة العمال لن تتوقف حتى استعادة الحقوق فلا تهديد يجدي ولا فصل القيادات النقابية يوقف المطالب .
ويكتسب هذا التحرك العمالي في هذا التوقيت معنى كبير ولا يجوز التقليل من شانه أو محاولة إجهاضه تحت شعارات الخلافات الداخلية أو المزايدات السياسية بل هو بحاجة إلى تكثيف العمل من اجل تقويته كأساس لتحالف وطني عمالي واسع يقود هذه المرحلة وصولاً إلى تفعيل كافة الأدوات العمالية لمواجهة الفساد والاستغلال ولتحقيق شراكة عادلة بين العمال والشركات بما يجعل العمال قادرون على صناعة حياتهم بحرية دون خوف أو حاجة اقتصادية .
كما يكتسب تحرك النقابات الفاعلة معناً أخر للنقابات الأخرى التي ما تزال تعيش في سبات طويل ولا تعرف قياداتها أوضاع العمال وكل ما يدور في اهتمامهم هو كرسي الرئاسة ومناكفات داخلية وبيانات سياسية ولو كان على حطام بيوت العمال فهذه القيادات الخاملة أما أن تسلم قيادة النقابة للقيادات الفاعلة أو تتحرك هي بذاتها فليس مقبول بعد اليوم أن تنشر يافطات كبيره لأسماء نقابات هي غير موجودة على ارض الواقع ولا تتمتع بالشرعية العمالية والرسمية فالدينار الذي يدفعه العمال نظير الاشتراك ليس موجهاً لفتح مقار ووضع يافطات تسبب إفلاسا اكتوارياً على المدى البعيد بل هو للقيام بتحركات لرفع الأجور وتقديم خدمات للعمال وليس مهماً من هو رئيس النقابة الذي اوجد الزيادة للعمال بل المهم أن تكون هناك زيادة في أجور العمال .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استمرار اعتصام طلاب جامعة جورج واشنطن في مخيم داعم لغزة


.. المغرب.. معدلات البطالة تصل لمستويات قياسية




.. أخبار الصباح | لندن: ضربة مزدوجة من العمال للمحافظين.. وترمب


.. رغم تهديدات إدارتها.. طلاب جامعة مانشستر البريطانية يواصلون




.. بعد التوصل لاتفاقيات مع جامعاتهم.. طلبة أميركيون ينهون اعتصا