الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


طائفية بعض العلمانيين

تقي الوزان

2007 / 3 / 19
مواضيع وابحاث سياسية



يتطلع العراقيون بكثير من الأمل لما حققته الخطة الامنية الجديدة من انجازات , وعسى ان تتظافر الجهود وتزداد وتيرة هذه الأنجازات وصولاً لتحقيق الأمن المنشود . وما من شك ان كل العراقيين الذين تهمهم المصلحة الوطنية بعيدا عن الطائفية والقومية والمصالح الشخصية تسعى للحفاظ على سلامة المسيرة السياسية رغم كل نواقصها . على أمل أمكانية التغيير نحو الاحسن من خلال الألتزام بتطبيق برنامج حكومة الوحدة الوطنية الذي أقرمن قبل كل الاطراف المشاركة في العملية السياسية . وتطبيق هذا البرنامج يحتاج الى الكثير من العمل الذي يهدئ الصراع لتجاوز فئوية تفسير نصوصه .
ومثلما هو معروف فأن بعض القيادات الطائفية للقوائم السنية والشيعية , والمستفيدة من تأجيج الصراع الطائفي الذي يضمن لها البقاء على رأس هذه القوائم , هي التي تتنكر لتطبيق البرنامج الوطني لحكومة المالكي . ونتيجة المرارات التي تركتها تسلكات هذه القيادات , والفشل الذي رافق ادائها السياسي وأوصل الوضع الى ما وصل اليه - حتى لانعلق الفشل على عصابات البعث والقاعدة والسنة التكفيريين فقط , وما رافق العملية السياسية من اخطاء قوات الاحتلال - فأن فشل هذه القيادات , وعدم مواكبتها لزخم نجاحات الخطة الامنية الجديدة , مهد الطريق لطروحات الدكتور اياد علاوي المراهنة على فشل الخطة , واختزال وتسطيح الصراع المعقد لبناء العملية السياسية بالمفاضلة بين شخصين , وجعل السؤال يدور بين بعض العراقيين هو : أيهما أحسن المالكي أم علاوي ؟ ليذكرنا بالسؤال الذي رافق اسقاط النظام المقبور , والذي يلغي دموية نظام صدام لمدة خمسا وثلاثين عاما , ويلغي عدم امكانية اسقاطه عن طريق القوى الوطنية, ويركز فقط على الجرائم التي رافقت عملية اسقاطه مثل النهب وأخطاء الاحتلال وهو : أيهما أحسن الامريكان أم صدام ؟
لاشك ان من مصلحة العراقيين تشكيل حكومة علمانية تستطيع ان تضع حدا لهذا الصراع الطائفي , ويتطلب ايجاد توازن قوى جديد داخل العملية السياسية وليس تبديل اشخاص فقط . والفشل الذي يرافق حكومة المالكي جاء نتيجة توازن القوى الحالي الذي يميل الى الطائفية . ولابد للذي يعمل لصالح المشروع الوطني من العمل على تغيير هذا التوازن , وليس الايحاء بأجراء عملية جراحية على يد الامريكان تلغي العملية السياسية وتأتي بالدكتور اياد علاوي لرئاسة الحكومة , وهي النقطة الأهم في مشروعه السياسي . والعراقيون شبعوا من الوعود المعسولة , ويدركون جيدا ان أكثر القيادات السياسية التي تتحدث بالمشروع الوطني , وتنبذ الطائفية, هم بعض القيادات الطائفية للائتلاف والتوافق والحوار ومصالحة مشعان .
نستطيع ان نفهم التهديد الطائفي للشيخ صدر الدين القبانجي القيادي في " المجلس الأعلى " في خطبة الجمعة المنشورة في صحيفة "الحياة" ليوم 20070317 حيث يقول " الأنسحابات الأخيرة من كتلة الائتلاف وتشكيل تحالفات جديدة قد تؤول الى تمزيق العراق الجديد " يا سلام على هذه الوطنية الحقة التي تضع تمزيق العراق مقابل تمزق قائمة الائتلاف . وشدد القبانجي على " ضرورة ان تبصر كل الاطراف السياسية المشاكل العالقة وان لاتتخذ خطوات عشوائية متسرعة قد تؤول الى تهيئة فرص جديدة لانقلابات وتفجر الخريطة السياسية في البلاد " .
لا أحد من العراقيين المكتوين بنار الطائفية يؤيد الانقلابات , وهذا الخوف من الانقلابات - التي امكانية القيام بها فقط بيد الامريكان - هو اعتراف بالفشل السياسي لهذه القيادات الطائفية . وفي حالة الأصرار على الأستمرار في الفشل , ستفجر الخارطة السياسية حتماً في البلاد .
كلام الشيخ القبانجي مفهوم , والمفهوم اكثر طروحات بعض العلمانيين التي تبشر بفشل الخطة الامنية الجديدة حتى قبل ان تبدأ . والتي لاتختلف بجوهرها الطائفي العلماني عن الطائفية المذهبية التي اوصلت الوضع الى ما وصلنا اليه .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ctمقتل فلسطينيين في قصف جوي إسرائيلي استهدف منزلا وسط رفح


.. المستشفى الميداني الإماراتي في رفح ينظم حملة جديدة للتبرع با




.. تصاعد وتيرة المواجهات بين إسرائيل وحزب الله وسلسلة غارات على


.. أكسيوس: الرئيس الأميركي يحمل -يحيى السنوار- مسؤولية فشل المف




.. الجزيرة ترصد وصول أول قافلة شاحنات إلى الرصيف البحري بشمال ق