الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اين وصلت المصالحة الوطنية في العراق

سلام الامير

2007 / 3 / 19
الحوار المتمدن - الكتاب الشهري 2 : المصالحة والتعايش في مجتمعات الصراع العراق نموذجا


دعت السلطة الرسمية الأحزاب السياسية والمنظمات الجماهيرية والتيارات الدينية والقومية ورجالات الدين وشيوخ العشائر وبعض الشخصيات البارزة في المجتمع العراقي إلى المصالحة الوطنية في العراق الحبيب فاين وصلت تلك المساعي والجهود
ولا يخفى ان هذه الدعوة ليست جديدة بل منذ السنوات الاولى لسقوط النظام السابق وتحديدا ظهرت اواخر عام 2003 وتعد مثل هذه الدعوة مؤشرا جيدا في سير العملية الديمقراطية في العراق إذا ما تطابق الخطاب السياسي المعلن للقوى السياسية مع الواقع العملي لكن على ما يبدو إن هذه الدعوة ما زالت في مرحلة الخطاب السياسي حتى بعد التبني الرسمي لها من قبل حكومة السيد المالكي قبل ما يقارب السنة وتشكيل وزارة وهيئة ولجان لهذا الغرض ولم تظهر أي ثمار على الصعيد العملي لها بعد
وربما يعود السبب في ذلك أن الشعب العراقي من الشعوب التي تعشق دور الضحية ليكون الطرف الآخر هو الجلاد . وأسباب ذلك كثيرة متراكمة في العقل العراقي وربما منذ العصور الأولى للعراق وأنك ترى العراقي أكثر من غيره يقدس دور المظلوم لذلك من الصعب جدا إن يقبل بفكرة أنه هو المسئول بصورة أو بأخرى عما يحصل له بسبب افعاله او سوء اختياره وكذا الحال للكوارث والازمات التي مرت على العراق فتجد العراقيين يحاولون ان يلقوا بالمسؤولية على الغير سواء من الداخل او من الخارج وان أي طرف هو الضحية والطرف الأخر هو الجلاد وهذا ما أنعكس على العقلية السياسية والثقافية لدى الأحزاب و القوى السياسية الأخرى بصورة عامة وبشكل واضح فكل طرف يتحدث عن نكباته التي حلت به وظلم الاطراف الآخرى له وبالطبع لا يتذكر ظلمه للآخرين ولا أحد مسئول عما حصل ويحصل للوطن من نكبات ومأساة لأنهم فقط الضحايا ولا نعلم من هو الجلاد الان
فالشيعة ضحايا السنة والسنة ضحايا الفرس والأكراد ضحايا العرب والعرب ضحايا الصهيونية والشيوعية ضحايا البعثية والبعثية ضحايا القومية والقومية ضحايا القطرية والشعوبية ضحايا السلفية والرجعية ضحايا الماركسية وهكذا بلا نهاية ومما لا يخفى إن كل طرف لديه قوائم بالمجازر التي قام بها الطرف الآخر ضده وبالاسماء والتواريخ لكنه لا يقبل بمجرد الاشارة الى ما قام هو به ضد الطرف الآخر
فمن اجل إن تكون المصالحة الوطنية التي تدعوا لها هذه الأطراف صادقة وحقيقية فأنه يجب على كل طرف إن ينظر أخطاءه وخطاياه أولا فكما هو ضحية من جانب فربما هو جلاد من جانب آخر والمصالحة لا تتم بالخطاب فقط ورمي الأخطاء على الآخرين بل قوامها العمل الحقيقي والرغبة الصادقة والمكاشفة وتحمل المسؤولية وهذا يتطلب شجاعة فائقة وثقة بالنفس عالية
فإذا أريد لهذه المصالحة الوطنية إن تنجح فيجب إن يشترك فيها جميع القوى السياسية العراقية وقد ذكرت في مقال سابق ان المصالحة الوطنية يجب ان تكون بين الاحزاب السياسية العراقية باعتبار ان الصراع سياسيا وليس شعبيا ويجب إن تقوم هذه المصالحة والمكاشفة على أساس انه ليس هناك ضحية أو جلاد بل كلنا مسؤول عما حصل للوطن من نكبات وكلنا بالتصالح والتفاهم قادرون على تخطي المصاعب وبناء دولة السلم والاستقرار بهذا الوطن الجريح والوقوف بوجه الارهاب الذي لم تسلم من ارهابه الأبناء في المدارس ولا الآباء والامهات في المصانع والمعامل والدوائر فعلى جميع الأطراف من أحزاب وتجمعات وتكتلات سياسية إن تتخلص من أنانيتنها الحزبية والطائفية والعرقية , وتعمل معا على انجاح المصالحة الوطنية العراقية وطي خلافات الماضي والمحافظة على وحدة الأمة العراقية
سلام الامير








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصدر أمني: ضربة إسرائيلية أصابت مبنى تديره قوات الأمن السوري


.. طائفة -الحريديم- تغلق طريقًا احتجاجًا على قانون التجنيد قرب




.. في اليوم العالمي لحرية الصحافة.. صحفيون من غزة يتحدثون عن تج


.. جائزة -حرية الصحافة- لجميع الفلسطينيين في غزة




.. الجيش الإسرائيلي.. سلسلة تعيينات جديدة على مستوى القيادة