الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التزاوج المأزق بين ثقافة المقاومة والإيديولوجيا الطائفية

يوسف فخر الدين

2007 / 3 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


في محطات عدة، ومنها الحرب في العراق والانتفاضة الثانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 67 والحرب في لبنان، برز حضور ثقافة المقاومة لدى الشعب العربي ،وهي ديمومة تدل على أصالة العلاقة بين الإنسان العربي والمقاومة كفعل دفاع عن النفس في مواجهة التجزئة الناتجة عن عملية قصر خارجية، كما عن مصالح استبدادية للنظم الحاكمة، كما هي دلالة على مدى رسوخ القناعة لدى المواطن العربي في العلاقة ما بين الوجود العنصري للكيان الصهيوني وحال التجزئة والاستبداد والإفقار التي يرزح تحتها.
وهو الوعي الذي جندت ضده الإيديولوجيا القطرية، كما الإيديولوجيا الدينية الطائفية. وإذا كنا أمناء للبحث العلمي، فسنجد أننا أمام انتصارنسبي للثقافة المضادة، ليس فقط بكونها إيديولوجيا القوى والشرائح الحاكمة، إنما بتسربها للثقافة المقاومة، بل وتكون قوى تمارس الفعل المقاوم على أساسها، وهو ما يقدم في جوهر التناقض في العقل السياسي للقوى الطائفية المقاومة، الذي يتحول لأزمة تجد في مأزق الحصار المضروب على حزب الله، رغم انتصاره في المعركة المحدودة على الكيان الصهيوني، إنموذجا لها.
وهو ما يدفع العقل للبحث في الأسباب المكونة لهذه الأزمة، من خلال مأزق أنموذجها، ليس بالذهاب إلى فعل خصومة فقط، وإنما من طبيعة الأنموذج القاصرة عن الانتقال من البعد المقاوم للكيان الصهيوني إلى مقاومة علاقة التبعية الاقتصادية التي يشكل الدفاع عنها الدور الإقليمي للكيان الصهيوني. وهو الانتقال الذي يعاق بطبيعة الأنموذج، كما بالمبنى الطائفي للنظام السياسي الذي يشكل حزب الله جزء منه، الأمر الذي يدفعنا للتفكير في الطبيعة الواحدة لطرفي الصراع في لبنان التي سمحت لنمو الحريرية السياسية، بما هي الوكيل المحلي لليبرالية الجديدة وتطورها، لحريرية سياسية هي استعادة للانعزالية اللبنانية المنتجة بالحرب الأهلية، في تحالف طويل مع حزب الله. وبالتالي يدفعنا للتساؤل عن مآل الصراع وعن حقيقة كونه أزمة إعادة إنتاج الطائفية السياسية والمحاصصة الطائفية، دون تناسي علاقتها بالصراع الإقليمي. وأعتقد أننا بهذا نجد الجواب عن السؤال:
" لماذا لم يستطع حزب الله أن يشكل حوله حالة إجماع سياسي شعبي بعد أن كان هناك أثناء الحرب حالة إجماع شعبي مقاوم، بالرغم من إنكشاف أن الحرب لم تكن حرب لأسباب إسرائيلية، بل حرب أمريكية على محور سياسي يشكل حزب الله أحد أطرافه لتدعيم محور آخر، وهو ما فشلت إسرائيل فيه؟"
وتحديداً أننا سنجد في الطبيعة الطائفية لحزب الله، واستحالة التحول السابق الذكر، وهيمنة الإيديولوجيا الطائفية في المنطقة، وإنعكاس مجريات الصراع الطائفي في العراق التي دفعت لتخندق طائفي، الأسباب التي منعت هكذا احتمال، وبدلا عنه دفعت الجمهور العربي لحالة من الضياع، وهو ما يخدم النظام العربي الرسمي واستمراره، ويخدم المشروع والهيمنة الأمريكية.
وإذا ذهبنا للبحث في هذه العوامل الطائفية السياسية فسنلاحظ أنها تشكل تهديداً، في حال تصاعد الصراع، بتفكيك المجتمعات للدرجة التي تولد حقائق سياسية يصعب العودة عنها، هي في الجوهر تحقيق للمشروع الخصم، بحيث تكون القوى الطائفية، وعلى الرغم من تبني بعض أجنحتها المقاومة، هي أدوات تحقق المشروع النقيض رغماً عن نوايا هذه الأجنحة المقاومة، بل ورغماً عن سعيها لمقاومته.
وبهذا يعود التاريخ المعاصر ليؤكد أنه ينتج من العلاقة بين المصالح الإمبريالية وطبيعة الإجابة السياسية الاجتماعية الاقتصادية للمجتمعات على هذه المصالح، ومدى قدرتها على بلورة مصالح نقيضة والدفاع عنها، وليس من خلال نوايا هذه المجتمعات.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أضواء قطبية -مذهلة- تنير السماء بفعل عاصفة شمسية -تاريخية-


.. النيابة العامة في تونس تمدد الاحتفاظ ببرهان بسيس ومراد الزغي




.. الجيش الإسرائيلي يعلن تكبده خسائر بشرية على الجبهة الشمالية


.. الحرب تشتعل من جديد في جباليا.. ونزوح جديد للغزيين




.. بعد الزلزال.. غضب في تركيا و-مفاجآت سارة- في المغرب