الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشهيد – صدام حسين - !

علاء مهدي
(Ala Mahdi)

2007 / 3 / 23
كتابات ساخرة



وأخيراً تحققت أمنيتي بزيارة مصر. الدولة التي طالما حلمت بزيارتها وتمنيت الوقوف على " شط النيل " في أمسياتها أو السهر في عواماتها أو زيارة قبور عظمائها بدءاً من قبور الفراعنة وانتهاءاً بقبور أم كلثوم ونجيب محفوظ وعباس محمود العقاد ومحمد عبد الوهاب وغيرهم من عباقرة الأدب والفن ممن رفدوا الحضارة العربية الحديثة بمنجزات أدبية وفنية جعلت من مصر رائداة بين شقيقاتها الدول العربية خلال القرن الماضي..

لن أخفيكم سراً إن قلت بأن صدمة قد أصابتني منذ لحظة وصولي مطار القاهرة – الجديد – الذي أكتشفت أن مطارها القديم كان الأفضل من ناحية النظافة والترتيب وإن لم يكن هو الآخر بمستوى مطارات بعض دول العالم الثالث.

كنت في شوق للنزول إلى الشارع في اليوم الأول ، سرت في شوارع المدينة التي بدت لي أنها نائمة رغم أن الوقت كان قد شارف منتصف النهار، حيث خلت الشوارع من المارة فيما عدا بعض سيارات الأجرة التي بدت وكأنها خارجة من مرآب للسيارات المندثرة.

لفت نظري أسم طالما رأيته من خلال الأفلام المصرية وقرأته في كتبها وصحفها ، أنه " حلويات جروبي " ، المحل الذي أعتاد أن يجلس فيه الأديب الراحل " نجيب محفوظ " لسنوات طويلة. دخلت المحل ، ولم أجد فيه من البشر سوى عاملة صعب عليها أن ترد على تحيتي رغم أنني القيتها باللكنة المصرية. خرجت لأجد أسماً آخر كانت زميلة لي قد أقترحت علي زيارته فيما لو وددت أقتناء بعض الكتب. أنه " مكتبة مدبولي" ، المكتبة الأهلية الرئيسية في وسط المدينة حيث أشتهرت بقدمها وكونها ناشراً للعديد من الكتب المصرية والعربية.

سألت الشيخ الجليل إن كان لديه كتبً لمؤلفين عراقيين أو دواوين لشعراء عراقيين. كنت أتوقع أن يدلني الرجل إلى قسم خاص بالكتب العراقية لكنه نفى معقباً أن لديه كتبا عن العراق لمؤلفين غير عراقيين! مثلاً ؟ أجبته مستفسراً. قال بعد أن أختار كتاباً من واجهة المكتبة ، هذا كتاب حديث لمؤلفه أنيس الدغيدي عن العراق. أستغربت أن تكون المخرجة السينمائية المصرية - رغم أنني لم أكن متأكداً من الأسم - مؤلفة لكتاب عن العراق حيث أن معلوماتي عنها أنها مخرجة سينمائية متحررة ليس لها أهتمامات سياسية أو تأريخية ، لكن الرجل أستدرك تعجبي وأخبرني أن أنيس الدغيدي هو صحفي مصري. عقب الرجل قائلاً : هذا الكتاب ذو قيمة تأريخية ، فللمؤلف أثباتات تؤكد أن الرئيس صدام حسين لم يعدم وأن ولديه مازالا أحياء . . ونحن هنا في مصر نؤمن بهذه الحقيقة التي ستظهر للعالم قريباً وسيكتشف أنهم لا زالوا أحياء ! قال ذلك معقباً. ودعت الرجل واعداً اياه بزيارة لاحقة رغم أنني كنت قد وعدت نفسي بعدم زيارة الشارع الذي تقع فيه المكتبة وليس المكتبة فقط!

في منظقة سكنية خارج حدود القاهرة يكثر فيها العراقيون الذين هجرهم العنف أو االهاربون من جحيم النار الطائفية و السياسية ، لم ألاحظ فقط التواجد العراقي من خلال المقاهي والمحلات العراقية بل لم ينس البعض منهم أن يلصق صوراً لصدام حسين على سياراتهم حاملة شعار – عاش بطلاً ومات شهيداً - ! كما وضعت بعض المحال التجارية المصرية صوراً لأبطال – الأمة العربية – . . عبد الناصر وياسر عرفات وصدام حسين !



الأسكندرية هي الأخرى تأثرت بالظاهرة نفسها ، وعلى الرغم من نظافة المدينة وأبنيتها مقارنة بالقاهرة القديمة والجديدة إلا أن بعض حيطان أبنيتها قد حملت شعارات تحمل أسم شهيد العروبة – صدام حسين !

تذكرت أيام النضال السلبي والليالي التي كنا نشق سكونها ونختلس ظلماتها لنخط الشعارات المناهضة للأنظمة الديكتاتورية في العراق ، وودت لو كان بإمكاني أن أنزل ليلتها لأستبدل شعار – الشهيد صدام حسين بشعار عراقي متميز: البول للحمير فقط !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. روبي ونجوم الغناء يتألقون في حفل افتتاح Boom Room اول مركز ت


.. تفاصيل اللحظات الحرجة للحالة الصحية للفنان جلال الزكى.. وتصر




.. فاق من الغيبوية.. تطورات الحالة الصحية للفنان جلال الزكي


.. شاهد: دار شوبارد تنظم حفل عشاء لنجوم مهرجان كان السينمائي




.. ربنا سترها.. إصابة المخرج ماندو العدل بـ-جلطة فى القلب-