الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عزوف الشباب ....وهرولة جمعية 2007دابا-

عبد العزيز السلامي

2007 / 3 / 20
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي



رغم أنني أتحفظ كثيرا في تحديد وصف لتواضع المشاركة الشعبية والشبابية بالخصوص في الشأن السياسي المغربي هل يتعلق الأمر بالعزوف واللامبالاة أم مقاطعة وامتناع عن تزكية عبث لا جدوى منه ولاغاية سوى تسهيل اقصر الطرق وانجع السبل للتحالف الطبقي المسيطر لتثبيت هيمنتهم وشرعنة سيطرتهم على مؤسسات البلاد في ديمقراطية مغشوشة مطبوعة بروتوشات للاستهلاك الخارجي لا اقل ولا أكثر .
ولنفترض جدلا بل ولنساير طرح جمعية 2007دابا التي تزعم أنها تهدف الى تحفيز الشباب للمشاركة بكثافة في انتخابات 2007غير ان هده الجمعية تفتقد الى الشرعية والى المصداقية التي تؤهلها للعب هدا الدور الذي يعتبر في حد ذاته دورا طلائعيا لأنه لا أتصور ديمقراطية بدون مشاركة الشعب في صناعة هده الديمقراطية
مبررات العزوف لدى الشباب المغربي
مما لامراء فيه ان الذي يتحمل مسؤولية عزوف هده الشريحة هو النظام الدي عمل بكل ما أوتي به من قوة لقمع أي حركة شبابية لاتسير على انغامه وما خلفه دلك من تاثير سلبي على العمل السياسي الديمقراطي واليساري على الخصوص وعلى العمل الجمعوي والنقابي (الاتحاد الوطني لطلبة المغرب )مما ادى الى تقلص المشاركة السياسية ونفس الثاثير السلبي لعبه تمييع المشهد السياسي الحزبي بتفريخ الاحزاب الإدارية وجمعيات الهضاب والسهول وعدم تجديد النخب وغياب الديمقراطية الداخلية ناهيك عن اليأس والتيئيس السائد نتيجة البطالة وانسداد الافق وقلة البنى التحتية الخاصة بالشباب وقصور دور المنظمات الشبابية خصوصا تلك التابعة للاحزاب التي تستفيد من الدعم المالي الحكومي (تستفيد منه جميع الاحزاب باستثناء حزب الطليعة والنهج الديمقراطي )هده المنظمات التي عليها التفكير في استراتيجية كفيلة بتفعيل دور الشباب في الحياة السياسية والجمعوية .
ان انتقادنا للنظام وتحميله كامل مسؤولية هده الحالة المرضية التي يعيشها الشعب المغربي وشبابه حيال مؤسساته ليس بالتجني أو الكلام غير المدروس والا من يكونوا مؤسسوا ومنا ضلوا منظمات ناضلت من اجل الاستقلال وبعد نيل الاستقلال الشكلي- على علله- كانت طموحات اولئك الشباب ان ينعموا فعلا وعمليا بالاستقلال وبداوا في المعركة من اجل الديمقراطية غير ان النظام نظرا لطبيعته الاستبدادية لم يتقبل ادنى مطلب بالدمقرطة قبل ان تتخذ المعركة من اجل الديمقراطية أشكالا عنيفة امتدت الى الجبال والى حمل السلاح....الخ وقمع النظام لهده الحركات الشبابية المتعطشة للعمل السياسي بل الى قيم العدالة والمساواة والتحرر.....فلم يكن شعار اولئك من خالف حكم السماء فهو قتيل الأرض الدي ترفعه الحركات الظلامية الان او" لامكان في هدا الوطن الا لابناء عمومتنا كما يرفع بعض سفهاء المنظمات الامازيغية الان.." بل سن النظام قمعا مزدوج الاشكال وموحد في الغاية سواء القمع المادي عبر الاعتقالات والتعسفات والإعدامات خارج القانون والاختطافات او القمع المعنوي المتجلي في التضليل الذي يعتبر أرقى أنواع القمع كما قال الشهيد عمر بن جلون.
هرولة جمعية 2007دابا
لا أتوقع أن تنجح هده الجمعية في الدفع بالشباب المغربي للعدول عن "عزوفه" ودلك لأنه ليست سوى جزء من التحالف الطبقي السائد المسؤول عن العزوف بل عن الأزمة البنيوية ككل والكارثة الاقتصادية التي يعيشها الشعب المغربي اليوم لان عزوف الشباب لم يكن على حزب بعينه او مؤسسة مخزنية معينة وانما عن اليات ونمط تدبير الشأن العام ونتيجة لسخطه عن البرامج والرؤى الاقتصادية الليبرالية المتوحشة والتبعية لنظام رأسمالي لا يهمه لا هدا ولا داك وإنما يهمه مراكمة الثروات على حساب المستضعفين.
بل ان جمعية" 2007 دابا" لم تسلم من النمط الماضوي العتيق في عملها والدليل على دلك كون هده الجمعية اعدت مؤخرا كتابا اشهاريا للاحزاب المغربية تم توزيعه بالمجان واقدمت على جعل أحزاب الأغلبية الحكومية تحتل حيزا مهما ضمن صفحات دلك الكتاب التشهيري "مقابل نصف دلك للأحزاب المتوقع ان تشكل معارضة برلمانية شكلية في مرحلة ما بعد 2007 وهي بدلك تعبر الجمعية عن انحياز مفضوح لجزء من هده الاحزاب بل الاغرب من دلك انه لم تتناول قط في دلك الكتاب احزاب اليسار الجدري كالنهج الديمقراطي والطليعة هل لان اصحاب 2007دابا يخافون من الدوائر العليا حينما تقدم خدمة اشهارية لحزب يساري يقول انه سيشارك في 2007 ليس لتغيير هدا النظام من الداخل وانما فضحه من الداخل على اعتبار انه لازال مؤمنا بان هدا النظام لايمكن إصلاحه إلا بزواله هل تخاف جمعية 2007 دابا من حزب الطليعة ان يكتسح المقاعد او على الاقل يشكل معارضة قوية داخل البرلمان خصوصا وان استطلاعات للرأي تفيد ان احزاب الحكومة الحالية لن تشكل اغلبية في 2007وان شعبية العدالة والتنمية تراجعت وما يهابه المخزن ان تتراجع شعبية هدا الحزب لصالح تجمع اليسار الجدري ...
وعلى العموم واكثر من هدا ودالك ان حزب الطليعة ليس في حاجة الى من يسوق صورته بالمقابل لان نضاله لامد خمسة عقود من الزمن اكسبته تعاطفا جماهيريا واسعا بفضل التصاقه الدائم بالمشاكل اليومية في لايا الاحياء والفروع القرى والادغال ...واليسار الجدري الدي تم اقصاؤه من طرف 2007دابا لايبحث اصلا عن الجيوش الاحتياطية لملاء كراسي جلساته الافتتاحية العضيمة ولا يستجدي الاصوات الانتخابية باي ثمن لان لحزب الطليعةتعامل خاص مع امتداده الجماهيري وفق نظرية ثورية للتنظيم فالتجمعات والتجمهرات والتوسع الكمي بدون ضوابط ولا مقاييس يؤدي بحزب كيفما كان الى سلبيات اخطر ...حيث تتبدد المبادئ والقيم والايديولوجية التي هي بوصلة كل شيء والتي بدونها يتيه الحزب بل يفقد حتى مبرر وجوده وتضيع هويته في كل زوبعة مفتعلة ومصطنعة
عبد العزيز السلامي(*)
عضو اللجنةالوطنية للشبيبة الطليعية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الناخبون في تشاد يدلون بأصواتهم لاختيار رئيس للبلاد


.. مقتل 4 جنود إسرائيليين بقصف لحماس والجيش الإسرائيلي يبدأ قصف




.. الانتخابات الأوروبية: أكثر من نصف الفرنسيين غير مهتمين بها!!


.. تمهيدا لاجتياحها،الجيش الإسرائيلي يقصف رفح.. تفاصيل -عملية ا




.. تهديد الحوثي يطول «المتوسط».. خبراء يشرحون آلية التنفيذ والت