الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الزاوية والمنظور:.. اتهام النقد .. دفاع القص

جاسم العايف

2007 / 3 / 20
الادب والفن


يتم إخضاع القصة العراقية القصيرة في الحوارات التي اجراها الاستاذ عبد الستار البيضاني ونشرها في كتاب( الزاوية والمنظور.. حوارات في القصة العراقية-بغداد)..و أجريت مع بعض القصاصين العراقيين، لقوس النقد، المبتدئ بالأستاذ عبد القادر حسن أمين، والمغلق بالدكتور عبد الإله احمد الذي يضع القصة في دائرة الشكوك والخيبة وسطوة النقد المتعالي الذي يرى أن القصة في العراق لا تملك جدارة ((الخروج للعالم العربي تحديداً ولا نقول للعالم, وتباهي الناس بها.ص92)) مسوغاً ما عرف بالأسباب والنتائج ((نقد راق، لنص راق)). ومن هنا يكون النقد قد تجاوز صيرورته في إنشاء نص آخر، يحاذي أو يخترق وقد يتقدم على النص الأول، ويتكئ د.عبد الاله احمد على خيبات أمله الخاصة جدا و التي تقرر ان القصة العراقية لا تحقق ما يرجوه لها من فنية وتمكّن (ص91) بينما يؤكد بعض المتحاورين من القصاصين قصور النقد في العراق واستنكافه ونظرته الدونية للنص القصصي العراقي خاصة ، وهو ليس سوى نزعات نقد شائعة تتميز بالاستعلائية والتذوق الصرف والانتخاب المنطلق من نزعة عشوائية او ذاتية ، في اقل تقدير (ص 95 ). يعتبر عقد الخمسينيات البداية الفنية للقصة العراقية وفي الوقت ذاته بداية النقد العراقي المعني بالقصة حيث ظهر أول كتاب نقدي متخصص في تاريخ القص العراقي والمقصود به كتاب (القصص في الأدب العراقي الحديث / للأستاذ عبد القادر حسن امين) ( صدرعام 1956 ) وهو الأرضية التي استندت إليها اغلب الدراسات النقدية أو ما يقع في محورها من كتابات خاصة بالقصة العراقية لاحقاً . يحدد الأستاذ عبد القادر حسن أمين السبب الذي دفعه لهذه الدراسة في (الولع بالقصة أولا ثم الاستجابة لدواعي الدراسة الأكاديمية ثانيا) اما بالنسبة للمناهج التي اتبعها في دراسته وتطبيقاته فإنه يقول: (لم أحاول تطبيق أي منهج كان.. أفكاري ذاتية، وإحساسي هو الذي يقودني) وتقود تطبيقاته (ذائقته النقدية) التي نمّاها بالإطلاع على القصص العالمية والعربية. ويبدي الأستاذ عبد القادر ، أسفه الشديد لإغفاله كاتبا غزير الإنتاج لم يذكر اسمه واعتقد انه الراحل (جعفر الخليلي) كما يمتد الأسف إلى الراحل (جبرا إبراهيم جبرا) الذي عاتبه فيما بعد كثيراً على إغفاله في دراسته تلك . وفي الواقع لا يمكن اعتبار نتاج جبرا القصصي منذ أكثر من ربع قرن أي في فترة الدراسة تلك من ضمن الإنتاج القصصي العراقي حتى وان كتب الراحل جبرا قصصه بعد مجيئه إلى العراق بعد حرب فلسطين واستقراره فيه, والأستاذ عبد القادر حسن أمين يردد في الغالب ان جهوده سُرقت (يذكر ذلك كثيرا في كل المقابلات الادبية التي اجريت معه والتي استطعت الاطلاع عليها) .ويؤكد انه تم التنكر له ولجهوده في دراسة القصة العراقية .. ولكنه لم يوضح الكيفية التي تم بها سرقة جهوده؛ ولا الذين سرقوه. أما التنكر فلا أساس له لان الكثير من الدراسات حول القصة العراقية أشادت بجهوده في تلك المرحلة. يتفق المعنيون بالبحث في القصة العراقية على ان عبد الملك نوري وفؤاد التكرلي هما من أسّسا للسمات الفنية فيها، ومحاورة القاص فؤاد التكرلي ضرورية خاصة بعد تعذر محاورة عبد الملك نوري. ان ما يميز التكرلي هو لغة القص لديه لذلك يقول (كنت أفكر بالقارئ قبل الشروع بالكتابة). وحول الشكل القصصي يرى بأنه يُبتنى( باللغة والأحداث) وان على القاص الوعي ضرورة اتخاذ منهج في كتابة القصة. يُعرف القاص التكرلي مصطلح (اللغة الثانية) بأنه إشارات ترتبط بصورة, وتُكون علاقة مع القارئ ومخيلته حيث الصور تنمو بتتابع واللغة تختفي والقارئ يرتبط بمسار يتألف من صور متحركة ذات خلفية إنسانية، هذه (المسارات- العوالم) تتقدم وتتقاطع في ما بينها خلال الزمن الروائي مكونة بالنتيجة البناء الروائي لأنها ليست هي اللغة كما نعرفها بل الصور المتكونة في مخيلة القارئ والتي اكتسبت أو منحت حركتها بواسطة هذه المخيلة.
يشكل الراحل مهدي عيسى الصقر الوجه الآخر للتأسيس الفني في القصة العراقية وهو أكثر كتاب جيل الخمسينيات تواصلاً وغزارة. عن مفهومه للقصة يقول: القصة يجب ان تقف على قدميها .. ويجب ان تشد القارئ وان يكون فيها حس إنساني. عند مرحلة الستينيات او مرحلة الإشكالات والأسئلة لا بد من التوقف عند القاص محمد خضير، الذي يحبذ إخفاء مرجعياته الثقافية .. كل الكتاب يفعلون ذلك.. أنهم لا يقولون الحقيقة.. ويستثني من ذلك (بورخيس) ( ص55)وحول تأثره به يقول القاص محمد خضير معرِّفاً التأثير بأنه الإستعداد المشترك بين المؤثر والمتأثر وثمة ثلاثة شروط لذلك حيث العقول المتكافئة وعدم القصدية وعامل الإنجذاب الا انه يرى ان الأهم تحويل التأثير والانجذاب الى سياق خاص وان على الكاتب ان يستمر (بتعجيله الخاص) تحت مؤثرات اخرى تتعلق بنموه العقلي والخيالي ونشاطه وتأمله بعالمه الخاص (ص95) . يرى القاص محمد خضير ان تطور القصة العراقية قد خضع للتداخل بين الأساليب وليس للانقطاع وان تيار القصة الستينية لم ينته لحد الآن، كما ان قصاصي ما بعد الستينات يضيفون اعمالاً مهمة ومتقدمة الى إنجازات القصة العراقية في سياق متداخل غير منقطع. اما القاص الراحل جليل القيسي الذي نحا فى تجريب الموضوعات والإشكال يقرر ان (ليس ثمة خلود ما بمواجهة ديالكتيك الحياة). القاص الراحل محمود جنداري الذي يعتمد المغايرة, وتشكل قصصه نموذجاً لتحولات النص الستيني, والذي بدأبه المستمر على التحول من رؤيا إلى أخرى يعزو ذلك الى القلق في المرحلة الواحدة ويتساءل: لماذا نصل بالواقعية حد الإسفاف في الوقت الذي يمكن استخدام الرمزية وتوصيل همومنا بشكل معقول؟ . وعن النقد والنقاد يتحدث د. عبد الإله احمد بعد ان يجهز على منجز القصة العراقية كما ورد في مقدمة مقالنا هذا، ويوسع اقصاءاته لتشمل النقد العراقي الحديث والمعني بالقصة العراقية تحديدا ولا يرى فيه غير اتجاهات نقدية لم تتبلور بعد وانها وصلت عن طريق الترجمة حيث شاع الكثير من الخلط والإرباك في المصطلحات والرؤية (ص 91 -92). تاسيساً على حديث الدكتور عبد الإله احمد عن القصة و النقد والنقاد في العراق وكون د. عبد الاله احمد باحثا مهماً في تأريخ ونشأة القصة العراقية ولأهمية موقعه في النقد القصصي العراقي, يحق لنا ان نتساءل: انه اذا تم إقصاء واستبعاد الدراسات النقدية والبحوث الحديثة التي صدرت خلال العقدين الآخرين من هذه الخارطة فما الذي سيبقى من مساحتها ؟ وما هو الشكل الذي ستكون عليه تبعا لذلك ؟ !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قضية دفع ترامب أموالا لممثلة أفلام إباحية: تأجيل الحكم حتى 1


.. بايدن عن أدائه في المناظرة: كدت أغفو على المسرح بسبب السفر




.. فيلم ولاد رزق 3 يحقق أعلى إيرادات في تاريخ السينما المصرية


.. مصدر مطلع لإكسترا نيوز: محمد جبران وزيرا للعمل وأحمد هنو وزي




.. حمزة نمرة: أعشق الموسيقى الأمازيغية ومتشوق للمشاركة بمهرجان