الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وجهة نظر بخصوص مشروع مجلس الجالية العراقية في الدانمارك

صباح قدوري

2007 / 3 / 20
الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة



ان التحرك والعمل في انجاز مشروع تاسيس مجلس الجالية العراقية في الدانمارك واظهاره الى حيز الوجود، بعد ان طال أمده ، يعتبر مسالة حيوية ومهمة وطنية. يتطلب من الجميع بذل جهود جدية في العمل والنهوض بمستوى المسؤولية،اخذين بنظر الاعتبار المصلحة الحقيقية لهذه الجالية في المقام الأول، ووضعها فوق كل الاعتبارات الاخرى . يجب ان لا نفكر بطريقة أستنساخ تجربة النظام السياسي المتبع اليوم في كل مؤسسات الدولة العراقية، والقائم على اسس الطائفية والمذهبية والقومية وتقسيم النفوذ الحزبي والمصالح الذاتية ، وفق كوتا المحاصصة، سيئة الصيت، ولم يجلب للعراق اليوم غير الماسئ والتخلف والعنف والقتل العشوائي والتهجير والتشريد والانهيار في كل مرافق الحياة ، وخاصة في المجالات السياسية والاجتماعية والثقافية والبنية الأقتصادية ، وكذلك الخناق على مبادئ الديمقراطية وعدم ممارستها في الحياة اليومية، هذا مع استمرار الاحتلال الى اجل غير مسمى . محاولة نقل هذه التجربة الفاشلة وفرضها على مجلس الجالية العراقية، من اجل الهيمنة وفرض القرار على اداء هذا المجلس لمهامه الاجتماعية والثقافية والوطنية والعمل مع الاطراف الاخرى، وهو ما يزال في طور التكوين. تكاد ان تكون هذه الظاهرة كمرض ، يمكن ان يعدي لا سمح الله السفارة العراقية في كوبنهاكن، وهي لاتزال ايضا في طور تكوينها.ونامل ان تكون معايير المواطنة والكفاءة والمؤهلأت والنزاهه، اساسا في الاختيار ونيل الوظائف الدبلوماسية والعامة فيها؟!!! .
منذ طرح فكرة تاسيس هذا المجلس عام 2005 ، تم حصر نشاطات الهيئة التحضيرية في كوبنهاكن.اهمال المحافظات الاخرى، وخاصة الكبيرة منها مثل اغوس، اودنسه والبورك من المشاركة الفعلية في اعطاء تصوراتها واراءها ومقترحاتها بخصوص تركيبة المجلس، وأليات عقد المؤتمر ، وانتخاب عدد اعضاء مجلس الجالية وغير ذلك . تم انتخاب الهيئة التحضيرية ،وديباجة مسودة النظام الداخلي ، ولم يشارك اى شخص من ابناء الجالية العراقية في هذه المدن الكبيرة في هذه الأمور، ناهيك لم يدعى اى شخص من هذه المدن للحضور حتى في بعض الاجتماعات التحضيرية التي عقدت خلال السنتين للتباحث والمداولة في مشروع تشكيل هذا المجلس . ان ماتم انجازه لحد الان ضمن مرحلة انشاء هذا المجلس، يعبر فقط عن راي مجموعة من الاشخاص اكثرهم محسوبين على الكتل الحزبية، ومن الذين يساندون مبداء المحاصصة والطائفية وتقسيم النفوذ و فرض الهيمنة، من خلال السيطرة على المجلس، وبالتعاون مع عدد قليل من المستقلين لاحولة ولا قوة لهم، ولا يتجاوزعددهم اصابع اليد الواحدة والموجودين في كوبنهاكن. وهم متفقون ومصرون على تشكيل المجلس في مرحلته الأولى، حتى على حساب الديمقراطية وضمان حقوق اعضاء الجالية في هذه العملية، وتقسيم وظائفه وفق نظام كوتا المحاصصة المشار اليه اعلاه. ويستند مضمون هذا النظام على ان تعقد الاحزاب اجتماعات لها في المدن لانتخاب ممثلها ، واجتماع اخر لمنظمات المجتمع المدني لانتخاب ممثليهم لهذا المؤتمر، ومن هؤلاء يتم انتخاب اعضاء مجلس الجالية العراقية . وهذا يعني دون عملية انتخابات عامة ومشاركة فعالة لكل ابناء الجالية العراقية المتواجدة في الدانمارك . ويبررون ذلك، بعدم توفرالامكانيات الفنية والمالية اللازمة في الوقت الحاضر لاجراء انتخابات تشارك فيها كل الجالية العراقيية.
فعليه ارى ان هذه الآليات تتنافى مع مفاهيم العمل الديمقراطي والحياة الديمقراطية وممارستها في اطار المجتمع الذي نعيش فيه. ونرى ان فتح الابواب امام الجميع والإعلان المكثف عن مشروع العمل والدعوة التي لا تستثني احد، هي شرط أساسي في تمثيل المجلس لابناء الجالية، على ان تجري عملية انتخابية بكل شفافية وعلى اسس ومبادئ الديمقراطية، واعطاء فرص لكل من يتوفر فيه الشروط المطلوبة وفق مسودة النظام الداخلي بعد اجراء تعديلات عليها بخصوص شروط الانتخابات وغيرها، فمثلا(كتابة السيرة الذاتية والمهنية، وحسن السلوك، وعدم المحكومية بقضايا المخلة بالشرف والغش والاختلاس والفساد المالي ) ، وان يرشح نفسه الى الهيئة الادارية للمجلس الذي يتم انتخابه.
ان اجراء مزيد من الاتصالات والمشاورات من دون الاستعجال ، ومواصلة اقامة الندوات واللقاءات في العاصمة وكذلك في المدن الكبيرة ، ستساعد بلاشك على بلورة وانضاج مقترحات بناءة، والتي ستنصب بالتاكيد في ايجاد احسن سبل الممكنة لتوحيد الجهود، وتضمين حقوق كل مواطن من الجالية العراقية، وتحفيزه للمشاركة في هذه العملية ، حتى ينطلق هذا المجلس ببداية حسنة ويرتقي بمستوى مسؤلياته، اذ لابد سيرافقه النجاح المتواصل في تحقيق اهدافه ومهماته مستقبلا ، والتي يجب ان تنصب على ادارة شؤون الجالية العراقية في المجالات على سبيل المثال لا الحصر: الاجتماعية والثقافية، وأوضاع العائلة العراقية، ونشر الوعي في صفوف الجالية، والاهتمام بشؤن الشابات والشباب ، ومتابعة الحالة الدراسية لبنات وابناء الجالية، ومتابعة عملية الاندماج في المجتمع الدانماركي ، وكذلك متابعة شؤون طالبي اللجوء من العراقيين، والتنسيق والعمل المشترك مع السفارة العراقية والجهات الدانماركية ، ومن الضروري ايجاد اليات اللازمة لتوطيد علاقة قوية بين الجالية والوطن ، وغيرها من المهام الاخرى.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عواقب كبيرة.. ست مواقع بحرية عبر العالم يهددها خطر الاختناق


.. تعيش فيه لبؤة وأشبالها.. ملعب غولف -صحراوي- بإطلالات خلابة و




.. بالتزامن مع زيارة هوكشتاين.. إسرائيل تهيّئ واشنطن للحرب وحزب


.. بعد حل مجلس الحرب الإسرائيلي.. كيف سيتعامل نتنياهو مع ملف ال




.. خطر بدء حرب عالمية ثالثة.. بوتين في زيارة تاريخية إلى كوريا