الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تمام يا أفندم

نبيل محمود والى

2007 / 3 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


الحزب الوطني الحاكم في مصر ليس حزبا في مواجهة أمة بل رئيس الدولة في مواجهة أمة ! هكذا يقول ويسطر دستور عسكر يوليو 1952 ! هذا الدستور الذي منح رئيس الدولة كل وكامل الاختصاصات والصلاحيات التي تحكم قبضته على الوطن أرضا وشعبا ! ولهذ السبب يجب خلع هذا الدستور من حياة المصريين وإلى الأبد وليس تعديله أو قيافته ! فجميعنا نعلم يقينا وتأكيدا من هو الحزب الوطني الديمقراطي وتاريخه وأصوله وفروعه أيضا ! كلنا يعلم أن مهندسون ودكاترة وأطباء وأساتذة ورجال أعمال وفقهاء في القانون والقائمة طويلة يوافقون دائما وأبدا عندما تصدر لهم الأوامر من رئيس الدولة وباعتراف أقطاب الحزب نفسه وتلك هي أم المشاكل ! والتي كانت ومازالت وستظل هم الشعب المصري وقضية الوفد الأولى بالرعاية والاهتمام !

إننا في مصر المحروسة ومنذ انقلاب عسكر يوليو 1952 على الشرعية الدستورية الملكية وإلى اليوم نعيش ونحيا عهود وعصر حكم الفرد ONE MAN SHOW فنرى ونسمع كثيرا حملة المباخر وضاربوا الدفوف وكذابين الزفة وترزية القوانين الميرى ! هي البطانة الفاسدة والتي قبلت أن تقوم بدور المحلل لرغبات الرئيس دائما وأبدا بل وفى كثير من الأحيان تشويه تلك الرغبات لغرض ما في نفس يعقوب ! والمبررات والحجج والأعذار كثيرة بدءا من الإقطاع ومرورا بأعداء النظام والمؤامرات الخارجية ووصولا إلى طيور الظلام ! وأخيرا أمال وطموحات الشعب المفترى عليه !

كل الرؤساء الذين تشرفوا بحكم مصر منذ يوليو 1952 وإلى اليوم لا توجد بيننا وبين أي منهم ثأر شخصي أو خصومة مستحكمة ! جميعهم أبناء هذا الوطن ! ولأنهم من العسكر فلقد تعودوا على إدارة أمور الدولة بلغة تمام يا أفندم ! فغالبية المعارك الداخلية والخارجية أيضا التي خاضتها مصر وأوصلتنا إلى ما نحن عليه اليوم لم تكن معارك شعب مصر بل رؤى وإلهام الرئيس ! وهنا تحديدا نحن لا نتحدث عن السياسية فالسياسة عنوانها الرئيسي ومحل إقامتها الأحزاب السياسية التي نشأت وترعرعت في ظل مناخ ديمقراطي صحي ومن رحم الشعب وإرادته الحرة وليس بقرار من السلطة !

ولذلك فالحزب الوطني الديمقراطي ليس حزبا سياسيا بالمعنى الدارج المتعارف عليه بل على أحسن تقدير سكرتارية ومنفذون لتوجيهات وتعليمات الرئيس ! ولا يمتلك أي من كوادر الحزب رؤيا سياسية من الممكن أن يحاجى بها مهارات الخصوم لا في الداخل أو الخارج ! فكان حتما اللجوء إلى التزوير والتهديد والوعيد وسلق القوانين والاتهام بالعمالة وكسر القضاء المصري إلى أخره ! ولذلك فإنه من المستحيل أن يفرز هذا الحزب زعيما سياسيا فذا وعبقريا في مواصفات سعد باشا زغلول ومصطفى باشا النحاس وفؤاد باشا سراج الدين الذين لم يتعودوا على النفاق والانحناء والركوع !!!

فعنوان السياسة الوحيد في مصر ومحل إقامتها يقينا وتأكيدا هو حزب الوفد الممثل الشرعي والوحيد للأمة طال الزمن أو قصر ! لأنه الحزب السياسي الوحيد الذي لم يخرج إلى النور بقرار جمهوري ! بل ثورة 1919 الخالدة هي تاريخ ميلاد هذا الحزب وسيرته الذاتية العطرة هي محل إقامته وقادته العظماء عبر العصور هم منابر الاستقلال والديمقراطية في المحروسة !!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الخارجية الروسية: أي جنود فرنسيين يتم إرسالهم لأوكرانيا سنعت


.. تأجيل محاكمة ترامب في قضية الوثائق السرية | #أميركا_اليوم




.. دبابة إسرائيلية تفجّر محطة غاز في منطقة الشوكة شرق رفح


.. بايدن: لن تحصل إسرائيل على دعمنا إذا دخلت المناطق السكانية ف




.. وصول عدد من جثامين القصف الإسرائيلي على حي التفاح إلى المستش