الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تراجع المشاركة السياسية للشباب...الوسط الجامعي نموذجا

عبد العزيز السلامي

2007 / 3 / 21
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


عضو اللجنة الوطنية للشبيبة الطليعية
تبدأ المشاركة السياسية العامة في الجامعات، وإذا لم يعد تشكيل طلاب الجامعات في اتجاهات سياسية تتنافس وتتعاون وتشارك في الحياة والقضايا العامة، فإن الحياة السياسية والعامة ستبقى مهددة بأزمات خطيرة واستراتيجية.

أولها: نفاد مخزون الشخصيات القيادية التي ستكون مرشحة لتولي المواقع القيادية في المؤسسات والنقابات والأحزاب وحتى الشركات لأن الأحزاب السياسية مازالت هي الأفضل في التدريب والتثقيف والإعداد القيادي والعام للشباب وتأهيلهم بذلك للحياة العامة.
ومازالت القيادات الحزبية والسياسية والنقابية اليوم، في المغرب وفي العالم العربي أيضا، يغلب عليها التجربة الحزبية السابقة، حتى وإن كانت قد تغيرت فكريا وسياسيا فإنها ستبقى مدينة لأحزابها السياسية التي أعطتها الإمكانيات القيادية والرؤى الفكرية والسياسية، وصقلت مواهبها ووجهتها نحو العمل التطوعي والقيم العامة. وفي غياب الأحزاب السياسية عن طلبة الجامعات فسوف نواجه حالة يكون فيها الجيل القادم بلا تجربة وتدريب واهتمامات عامة، وسيكون قد فات الأوان على تنمية الانتماء والمشاركة والمواهب والإمكانيات القيادية لدى المرشحين للعمل القيادي وهم في سن متقدمة.
وثاني هذه الأزمات: ستظل الحياة الحزبية والسياسية تعاني من العزوف والإعراض والضعف لأنه سيكون صعبا على الأحزاب السياسية الاختيار والتنظيم واجتذاب المشاركين في الوسط العمري الذي يزيد على خمس وعشرين سنة، فالإنسان يكون قد تشكلت مصالحه واتجاهاته وأفكاره وغير مستعد للبدء بعمل وأنشطة كان يفترض أن يبدأ فيها قبل ثماني إلى عشر سنوات، بل إن نسبة عالية جدا من المشاركين والنشطاء في الأحزاب السياسية والثقافية والعامة يبدأون بالانسحاب منها بعد التخرج من الجامعة والدخول في الحياة العملية والأسرية، فكيف سيجتذب العمل الحزبي المواطنين في مرحلة متقدمة من العمر من غير المشاركين من قبل في العمل السياسي، وهو يفقد النشطاء السابقين، وهذه حالة طبيعية ومعروفة في العمل الحزبي والسياسي.
وثالث هذه التحديات أن الجامعات تتحول كما هو ملاحظ في غياب العمل العام والسياسي والحزبي في وسط الطلاب الجامعيين إلى ساحات للصراعات العشائرية ويتجلى دلك من خلال فصائل طلابية تتبنى القبلية /فصيل طلبة الصحراء الغربية وما تفرع عن هدا الفصيل من طلبة زاكورة وطلبة ايتوسى الخ/- هتمامات والممارسات غير الصحيحة، وليس مستغربا أن ينجرف الشباب إلى الانحراف الفكري والسلوكي والأخلاقي في أجواء من الفراغ وغياب البدائل.
ومن المعروف في أوروبا والغرب في العقود الماضية أن الشباب الجامعي حتى من الوسط الأرستقراطي ومن أبناء المسؤولين والقادة السياسيين كانوا يدفعون إلى المنظمات السياسية اليسارية لأنها كانت أفضل وسيلة لإبعادهم عن الانحراف والضياع، ولتلقي تدريب وإعداد سياسي وثقافي وقيادي. ويشكل اليساريون السابقون نسبة عالية من المسؤولين السياسيين اليوم ممن يقودون المحافظين والليبراليين والأحزاب التقليدية في أوروبا والولايات المتحدة الأميركية، وكان يقال في الغرب: من لم يدخل في صفوف الحزب الشيوعي في سن الثامنة عشر فلا قلب له، ومن بقي فيها بعد الخامسة والعشرين فلا عقل له.
التحولات السياسية والديمقراطية التي جرت عام 1989 لم تنشئ حياة سياسية قائمة على التعددية الحزبية (الحقيقية)، بل إن الجامعات تبدو اليوم، برغم تضاعف عددها وطلابها، ضحلة بالنسبة إلى الفترة السابقة التي كانت أكثر ثراء وحيوية وهو ما يشكل مدخل السؤال والفهم، أما محاولة تجاهل هذه الحقيقة فلن تؤدي إلى تنمية سياسية برغم كل الجهود والأموال والأوقات التي تبذل.
وبالطبع فقد حدثت تحولات كبرى عصفت بالأفكار والاتجاهات السابقة التي شكلت العمود الفقري للتجمعات السياسية السابقة، ولكن السؤال يبقى: كيف يمكن إعادة تشكيل الشباب والمجتمعات في اتجاهات وأحزاب سياسية وفكرية؟
الأفكار والمشروعات المطروحة تبدو من قبيل العلاقات العامة والترفيه النخبوي، وتشبه احتفالات الاستقبال التي تجري في الفنادق والأوساط المخملية، ولكن في الجبال والغابات والبوادي فرصة كبيرة لتوجيه الشباب في أعمال وبرامج تطوعية للتنمية والإعمار يجري في أثنائها أيضا تشكيلهم في فرق رياضية وفنية وفكرية وتثقيفية وعمليات تعارف وتعاون وتنافس تستمر تلقائيا، بلا تكاليف تذكر إلى الأبد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل يُحطم رياضيو أولمبياد باريس كل الأرقام القياسية بفضل بدلا


.. إسرائيل تقرع طبول الحرب في رفح بعد تعثر محادثات التهدئة| #ال




.. نازحون من شرقي رفح يتحدثون عن معاناتهم بعد قرار إسرائيلي ترح


.. أطماع إيران تتوسع لتعبر الحدود نحو السودان| #الظهيرة




.. أصوات من غزة| البحر المتنفس الوحيد للفلسطينيين رغم المخاطر ا