الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في الذكرى الرابعة لتحرير العراق ...... من نفسه!!

عدنان صالح

2007 / 3 / 24
ملف / الكتاب الشهري - في الذكرى الرابعة للغزو/ الاحتلال الأمريكي للعراق وانهيار النظام البعثي الدكتاتوري , العراق إلى أين؟


الجدران دفاتر الشيطان!
مرحباً بكم في امارة الحلة الاسلامية.. مرحباً بكم في امارة الرمادي الاسلامي .. نعلنها امارة اسلامية وعلى بركة الله .. امارة سامراء الاسلامية تودعكم .. حدود بلدية امارة الفلوجة الاسلامية .
ببساطة كل هذه اللافتات كتبت على الجدران .. ليس هذه فحسب . انما هنالك المزيد فهناك تعليمات لمن يدخل المدينة فمثلا (إرفع رئسك انت في مدينة كذا) -طبعا الخطأ في استخدام الهمزة نقلا عن المصدر وهو الجدار- رفعت رأسي ولم اجد شيئا ، سوى لافتات سوداء .. الشهيد البطل ..... والشاب الشهيد .... الشهيد المغدور ...... ان وعد الله حق ..... كل من عليها فان .... ولا تحسبن الذين قتلوا ... كان المزيد والمزيد ينتظرني لدى عودتي الى ارض الوطن . استوقفنا في الطريق عند حواجز كثيرة منها حكومية وغير حكومية واخرى شبه حكومية و أخرى لقوات الاحتلال . الجميع لديه قائمة مطلوبين ، بعضها مدونة والاخرى شفاهية . والبعض الاخر مواصفات عامة للمطلوبين ، فمن يحمل علبة سكائر قد يكون مطلوبا ! دخلت المدينة واذا بنا ننتقل في بث مباشر من كابل فالنساء المتشحات بالسواد لا يظهر منهن الا العيون في ساعة مغادرة المدارس يملأن الشوارع . سألت عن الموضوع فاذا بي اصل زائراً غداة اعلان مدينة سامراء امارة اسلامية ، ما ادهشني حقا ان الشعارات لا تخاطب الحكومة الحالية وانما تخاطب اياد علاوي ، في الواقع اني اعرف الرجل فتصورت انه قد يرى يوما ما ترك في نفوس العراقيين ايا كان نوع ذلك الذي تركه . ما لم أره هو شيء واحد : لاشيء يشير في تلك الشعارات الى المتسبب الحقيقي للمأساة العراقية ، لا شيء يذكر المالكي او احد الذين في سدة الحكم . ولا شيء يذكر الاحتلال شعارات فقيرة تحمل على اياد علاوي وعلى ابناء المدينة اذا تعاونوا مع ... ، لا اعلم مع من ربما مع بعضهم! ربما بعض هذه الشعارات قديمة .
على اي حال ، لحسن حظي لست معروفا في البلدة فانا غريب وافد . تجولت في المدينة وقد لاحظت شيئا غير جديد ، لاحظته في مدن سنية اخرى ومن خلال احتكاكي المباشر مع اصدقاء فيها، هو ان المجاميع المسلحة تنقسم الى نصفين : الاول هو ضد المحتل ، والثاني ضد الشعب. الصنف الاول ، هو شبح غامض لا احد يعرفه ولا حاجة له بان يعرفه احد ، لانه ما ان يعرفه احد حتى يزوره العسس وينتهي به المطاف في "بوكا".
اما الصنف الثاني : فهو الذي لا يخشى ان يكشف عن نفسه في وضح النهار ويقتل اناسا لاسباب هي اكثر ماتدعو للحيرة وبعد ان تتداعى الاستنتاجات فيم قتل ، .. حتى ينتهي القوم الى تبرير فعل القتل الى ان القتيل كان له صلات بالشيطان وهذا فعل يتنافى مع قوانين الدولة الاسلامية . ما يثير الغرابة فعلا في كل هذا هو ان هذه الجماعات تقوم بعمل قوات الاحتلال بالنيابة وتخدم وجوده بصورة او باخرى . بل بصورة واضحة وهم لا يرعووا عن تبويب الافعال في فتاوى شرعية وكأن افعالهم لوحة (كولاج) قميئة.
طالت اقامتي في سامراء بضعة ايام ، مع صديق هو ايضا كان ضيفا لدى احد اقاربه . فكان لا بد لي ان التقي من يلتقي بهم صديقي الذي صرح في اليوم قبل الاخير بانها ستكون زيارته الاخيرة للمدينة والعراق بصورة عامة لانه لم يستطع السفر الى بغداد ، ولم يستطع تحمل الوضع الجديد في سامراء .
لمست من اصدقائه الذين كنا نلتقيهم ان لديهم تذمرا غير مصرح به وان هناك في المدينة رذيلة مسكوت عنها ، وليس بوسعي هنا الا ان استرجع اقامتي الموجزة في الكاظمية حيث كانت على عكس هذه مختصرة وحذرة ، لانني اوشكت ان انتهي في معهد الطب العدلي لو لا ان الحظ اسعفني بجار صديقي السيد الذي هش بيده على سيارة دفع رباعي اوشكت ان تحملني الى حتفي. فراودتني تلك الفكرة التي تفيد بان الاختلال ليس بحاجة تعريض قواته الى خطر المقاومة ، وهو قادر على ان يستعيض عنها باشباح خفيفي الظل ، يحملون تذاكر الى السماء يرسلون اليها من يرسلونه بلمح البصر ، .
اصدقاءنا الجدد الذين رووا حوادث قريبة جدا ومن ضمنها حوادث طازجة حدثت في اثناء وجودنا في سامراء ، افصحوا عن تذمرهم من حالة هي في غاية الغرابة ، وهي ان ما يدعى "بالدولة الاسلامية" في المدينة لها امير غير عراقي ، والاغرب من ذلك ان له من العمر سبعة عشر عاما ، أي انه غر صبي ، لم يبلغ حدود الرجولة بعد، !! فقلت في نفسي مالذي يدفع هؤلاء القوم الى اتباع هذا الصبي؟؟ هل السبب هو قلة الرجال في هذه المناطق ؟؟ ام هو المال الذي يجعل هؤلاء الاتباع ، اتباعاً ... ولو لحين؟؟!!
السؤال الاصعب هو من اين جاء هؤلاء الصبية ؟ ومن اين لهم هذا المال ؟ ولماذا يستهدفون العراقيين دون غيرهم .
من يشتري من ؟؟ ومن يبيع من ؟؟ وكم مشتري ؟؟ والى من بيع ما بيع ؟؟
سؤالات كنت اسألها لنفسي في الطريق الى نقطة الوليد الحدودية مع سوريا وانا اقبض على سيجارتي باحكام واسحب منها الدخان بعزم ، عازما على الرحيل دون رجعة.. حتى توقفت السيارة فجأة ، وحين انتبهت الى جانبي ، واذا باحدهم يطرق زجاج النافذة علي وهو ناقم ويقول : ماذا ستقول لربك ان قتلت وفي يدك منكر؟؟؟
لماذا اقتل ؟ وكيف تكون السيجارة منكرا والقتل لا؟
الان اعيش ي بلد لا يقتل فيه الناس ، واعتقد اني وجدت ما ابحث عنه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صحن طائر أو بالون عادي.. ما هي حقيقة الجسم الغريب فوق نيويور


.. دولة الإمارات تنقل الدفعة الـ 17 من مصابي الحرب في غزة للعلا




.. مستشار الأمن القومي: هناك جهود قطرية مصرية جارية لمحاولة الت


.. كيف استطاع طبيب مغربي الدخول إلى غزة؟ وهل وجد أسلحة في المست




.. جامعة كولومبيا الأمريكية تؤجل فض الاعتصام الطلابي المؤيد لفل