الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


للخطوة الصحيحة .. تجل أكيد

عبدالقادر حميدة

2007 / 3 / 23
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات


مجلة ( قوافل ) السعودية في عددها 21 /
بين ألف الكلام و يائها .. فراسخ .. و فراسخ ..
مراحل للمتعة و محطات للمعرفة و مجالات للاستفهام ..
في البداية فكرة .. ثم مبادرة .. ثم تميز ..
رسالة واضحة و بدون تشفير .. مفادها أن الجيد يفرض نفسه ، و أنه يقاس بزمن آخر ، و بعد آخر .. أن تولد ( قوافل ) بهذه الروعة و بهذا الشكل .. أن تولد من جديد في عددها الواحد و العشرين .. لتصل نقاطا في عدد واحد .. لم تصلها في أعدادها العشرين .. معناه أننا أمام حكمة الإصلاح حين يجيء على أسس سليمة .. باعتماده للجيد مقياسا له ..
المنارة الأولى التي تنبئنا بأننا بصدد مجلة مختلفة هي ( ألف الكلام ) التي كتبها رئيس التحرير الروائي المميز صاحب " نزهة الدلفين " و " فخاخ الرائحة " و " القارورة " .. يوسف المحيميد الذي تحدث فيها عن خطة العمل ، إشكالية المبتدأ ..التي سترم المعالم و توضح رؤيا الإصلاح .. إنه المبتدأ الذي يكشف مسبقا عن حال الخبر .. حيث كتب مقالة مطولة عن " الخطاب بين العمق و المتعة " .. ليترك المجال بعده لانسياب المادة الدسمة التي ميزت العدد
و التي أنبأت بمستقبل رائد للمجلة إذا ما اتمرت على هذا المنحى و النهج و الجودة .. و التي زرعت الأمل في وجود زوايا جادة يطمئن فيها الكتاب على مادتهم الكتابية .. و هكذا نقرأ مقالة د . عبدالله إبراهيم الناقد و الأكاديمي العراقي المقيم في قطر و التي سماها ( دراسات التابع ) ليحدد من خلالها أن تحليل ظواهر الهيمنة و المقاومة و الثورة و الهوية مجالات لهذه الدراسات ، التي استفادت بشكل كبير من تراث أنطونيو غرامشي و خاصة " دفاتر السجن " ، و للذكر فإن جماعة ( دراسات التابع ) تأسست في أمريكا اللاتينية العام 1993م ، ليليه الشاعر و الناقد العراقي المقيم في تونس ( شاكر لعيبي ) الذي يطرح من خلال مقالته إشكاليات قصيدة النثر المحلية " شعر و تواريخ " موسعا نطاق التساؤل في إشكالية نلخص استفهامها فيما يلي ( ما مدى انضباط قصيدة النثر العراقية بمقاييس قصيدة النثر العالمية المتسمة ب " الايجاز " ، " الكثافة " ، " اللاغرضية " ، " اللاإدعاء " ) .. أما الباحث و الأكاديمي المغربي حسن المودن فإنه يطرح في مقاله إشكالية العلاقة بين التحليل النفسي و الأدب ، كما نقرأ للناقد و الأكاديمي السعودي عالي بن سرحان القرشي مقاله ( القصيدة الجديدة من خلال التشظي و الالتئام ) ، أما ( مختارات من القصة القصيرة في أقطار الخليج العربي ) فإنها للناقد المغربي رشيد برهون ، و عن رواية ميرامار للراحل الكبير نجيب محفوظ يتحدث الناقد المصري شوقي بدر يوسف ( ميرامار البنسيون و الرواية ) ، و يحضر كذلك الشاعر الكبير محمد بنيس من خلال قراءة للناقد المغربي إبراهيم الحجري عن كتابه ( الحداثة المعطوبة ) قائلا إن " .. بنيس يرثي جيلا من رواد الحداثة حصدوا التهميش و القهر و السجون و اللامبالاة ) .. و إذا انتقلنا إلى قسم التراث بعد أن أنهينا تصفحنا السريع و الموجز لقسم الدراسات فإننا نفتتحه جزائريا ، حيث كتب الناقد الجزائري محمد تحريشي عن ( شراح الشعر و حضور النص الغائب ) منطلقا من مفهوم التناص الذي يخضع – حسبه – للمنطلق الفكري لكل محدد له من النقاد و الدارسين الذين أجمعوا على تغييب صاحب النص و الاحتفال بالنص .. أما ناصر الحزيمي من السعودية فإنه يتحدث عن المبشرات المنامية لمحي الدين بن عربي ، أما قسم حوارات فإننا ندخله من الحوار الذي أجراه القاص التونسي كمال الرياحي مع الروائي و المترجم التونسي محمد علي اليوسفي ، أما الدكتور محسن الرملي القاص و الروائي العراقي المقيم في اسبانيا و أحد مؤسسي مجلة " ألواح " المميزة بمدريد فإنه يحاور الروائي الاسباني رفائيل ريغ Rafael Rég في حوار ثري بالمعرفة و الأجواء السحرية للتوابل الاسبانية .. هذا الروائي الحائز على جائزة أستورياس يعلن قائلا " .. أنا مثل فلوبير ، لا أختار مواضيعي و إنما أتحملها .. " ، غير أننا لا نغادر هذا القسم حتى نستمتع بالحوار الذي أجراه الشاعر و الناقد السعودي أحمد الواصل مع الروائية و القاصة أميمة الخميس التي صدرت لها مؤخرا روايتها ( البحريات ) عن دار المدى بسوريا ، لتؤكد هذه الروائية من خلال هذه الفسحة أن " .. الكتابة هي أول أرض محررة حصلت عليها النساء .. " .. و ندخل قسم التحقيق عبر تفاصيل تحقيق ميداني أجرته القاصة السعودية المقيمة في لندن ( أشعار الباشا ) بين طلاب و طالبات آداب جامعة ليدز الذين اتفقوا من خلاله على أن " .. الرواية أهم الكتابات الأدبية على الإطلاق .. "
و في قسم بعنوان ( شهادة ) .. تفكك الشاعرة و الأكاديمية السعودية فوزية أبو خالد الالتباسات المصاحبة لتجربة الكتابة بالصحف لدى المرأة السعودية معتمدة تجربة ذاتية لتيار جماعي ، شهادة ذات دلالات و ايحاءات عميقة ، تحتاج لدراسات اجتماعية و بسيكولوجية لتحديد تفرعاتها و انعكاساتها .. إنها تشعرك بالمرارة حينا ، و بروعة المنجز حينا آخر .. فتقترب أكثر من تبصر تحديات المرأة السعودية .. و في ذاكرة مكان تكتب الشاعرة السعودية عيد الخميسسي عن جدة ( لا غرباء في هذه المدينة ، لا ماء ) .. تصاحبها عدسة الفوتوغرافي السعودي سعود محجوب ..
و في ذاكرة طفولة يتحدث القاص السعودي عبدالرحمان الدرعان ، عن طفولته .. حديقته و بئره الأولى .. في تداعيات آسرة بعنوان ( مريم حبي الأول قالت لي : إياك أن تخبر أحدا ! .. ) ..
و يعلو وجيب قلبك و أنت تدخل قسم نصوص .. الذي آثر العدد استهلاله بمساهمة مميزة و خاصة من الشاعر الكبير سعدي يوسف ( العراقي المقيم في لندن ) .. الذي خص قوافل بقصيدته ( ظهيرة صيف إفريقي ) :
السماء
و أسماك بحر الشمال
ملوحة بالملوحة ..
كان الهواء الثقيل
يدلي كريات ملح على العشب
كان اليمام الذي ورد الماء عند البحيرة ..

أما قصيدة ( مثل صوتي في التخوم ) فهي لشاعر السعودي علي الحازمي ، و ليساهم الشاعر اللبناني المقيم في أستراليا ( وديع سعادة ) بست قصائد قصيرة :
أين الحديقة ؟ أين البيت ؟ / ذاكرة طير / خطوط أخرى / و لا تنس الشجرة الصغير / سعل ومضى / لا في التراب و لا في مناقيد الطيور
و للقاص السعودي المميز محمود تراوري نقرأ ( حوش الجمال ) .. و للشاعر الكبير قاسم حداد نقرأ ( سديم الفلك ) مهداة لأمين صالح :
فمن بالعناصر أغراك
من خصني بالجواشن
بالأبجدية كاملة
بالنهايات تبدأ
بالنص و الشخص
ليت الذي صاغني من جهنم
يطفئني بالجحيم
ليخطئ الموت عنوانه
ليت لي / ليس لك

تليها قصيدة ( مجنونك يا رقية ) للشاعر السعودي علي بافقيه ، ثم نص للسعودي جبير المليحان بعنوان ( نجوم ) و جبير المليحان هو صاحب موقع القصة العربية و منتداها الإلكتروني ، لتتوالى القصائد بعد ذلك ( أنبتنا الأبواب ) و ( الغريب ) للشاعر السعودي أحمد الملا .. و ( هذا الشعر .. خبيث أيضا ) للشاعرة السعودية المقيمة في إيطاليا هيلدا إسماعيل ، ثم مطلع رواية جديدة بعنوان ( فتنة إيروسا ) للروائي المصري المقيم في هولندا " رؤوف مسعد " .. ثم تأتي قصة ( إحصاء ) للروائي السعودي محمد حسن علوان ، ثم قصة ( أخيرا .. لا ) للقاص العودي ظافر الجبيري ، ثم قصة الجزائري عبدالقادر حميدة ( انتقام ) و التي جاءت خاتمة هذا القسم ، لنلج بعدها عوالم السينما من خلال مقالة الروائي و القاص البحريني أمين صالح المعنونة ب ( الساعات حركة نحو الضوء ) و الت يتحدث فيها عن رواية ( مسز دالاوي ) لفرجينيا وولف ، التي كان عنوانها السابق الساعات ، ثم رواية ( الساعات ) للروائي الأمريكي مايكل كننجهام التي حازت جائزة بوليتزر العام 1999 م ، و عن علاقتها بالسينما " .. لقد قيل عن رواية ( الساعات ) أنها من الأعمال التي يصعب تحويلها إلى الشاشة حسب تقدير المؤلف نفسه أيضا .. " .. يأتي بعده مقال مترجم لسوزان سونتاج ترجمة القاص السعودي سعود الويدا بعنوان ( قرن من السينما ) .. أما مقالة ( مظاهر التحديث في الفن التشكيلي السعودي – قراءة أولية - ) فإنها للفنان و الناقد السعودي عبدالرحمان السليمان .. مقالة ثرية في قسم التشكيل بالمجلة ..
في باب مراجعات.. نقرأ عن كتاب عباس بيضون ( ربما قليلا ، على الأرجح ) مراجعة بعنوان " لغة لا تلفت الانتباه إلى نفسها و ذكاء هادئ " .. و عن كتاب عد البازعي ( شرفات للرؤية ، العولمة و الهوية و التفاعل الثقافي ) مراجعة بعنوان " شرفات الهوية و أزمة الحضارة " ..و عن كتاب الناقد و الشاعر محمد الحرز ( شعرية الكتابة و الجسد / دراسات حول الوعي لشعري و النقدي ) نقرأ مراجعة بعنوان " مساءلة أطروحات نقدية أنتجت نظرياتها " .. و عن الأنطولوجيا الفلسطينية التي كتبتها بالانجليزية : نتالي هاندل و انترلينك بوكس نقرأ مراجعة بعنوان " شاعرات خليجيات بين النفط و الحرب و الصحراء " .. و عن كتاب ( سحارة الخليج مقدمة و دراسات في شؤون غنائية ) نقرأ مراجعة بعنوان " موسيقى الخليج و غبار التاريخ " .. أما القسم الأخير فهو للمتابعات .. أخبار و جديد و متفرقات .. نقرأ فيه : البازعي يوقع عقد النشر المشترك مع المركز الثقافي العربي في بيروت و هو عبارة عن انطلاقة أخرى نحو آفاق عربية مميزة يقوم بها النادي الأدبي بالرياض من خلال توقيعه على هذا العقد .. كما نقرأ أيضا خبرا عن صدور كتابين جديدين للناقد محمد العباس ( شعرية الحدث النثري ) و ( نهاية التاريخ الشفوي ) .. كما نقرأ خبرا مفاده أن دار " بنغوين " في الولايات المتحدة الأمريكية اشترت حقوق النشر في العالم من الجامعة الأمريكية في القاهرة ، التي أصدرت رواية يوسف المحيميد ( فخاخ الرائحة ) بالانجليزية بعد أن ترجمها المستعرب البريطاني ( توني كالدريانك ) .. كما نتعرف إلى خبر صدور رواية ليلى الجهيني ( جاهلية ) عن دار الآداب التي اصدرت لها أيضا ( الفردوس اليباب ) فيما سبق .. و نقرأ أخبارا عن جديد الحازمي و خطاب في المفردات ، و سيرة افتراضية ( سبينوزا ) لحامد بن عقيل ، و عن ( مسيرتي مع الحياة ) لمحمد بن احمد الرشيد ، و عن ( سيرة ذاتية للحرام ) للروائي السعودي عبدالله ثابت ..
ياء الكلام
و تأتي زاوية الختام ، التي لا تحيلك على النهاية ، بل إلى بداية جديدة ، و تزرع فيك رغبة لمعاودة القراءة ، و لمصاحبة هذه المجلة التي لا تنتهي متعتها إلا لتبتدئ ، و لا يتفرع عمقها إلا ليحيلك إلى عمق آخر .. غواية و إغراء .. بممارسة الفعل السحري للقراءة ..
ياء الكلام .. هي آخر زاوية في المجلة كتبها علي العمري ، و ليست زاوية الختام ، بقدر ما هي تتمة لألف الكلام .. و قد تحدث فيها العمري عن الإصلاح الثقافي الذي يشهده المشهد الثقافي السعودي .. كلمة توحي بجلاء بأن هذه النسمات ما هي إلا من نتيجة هذا الإصلاح .. الذي حتما سيفيد المثقف العربي .. و لولا هذا الدم الجديد ، لما ظهرت كل هذه الطاقات التي ظلت مختزنة أو مهمشة أو منفية إلى مشاهد أخرى ..
إنه الواقع الذي ينفي الواقع .. و يمحوه .. ليعيد كتابته بوضوح .. فهنيئا للمثقف السعودي بهذا الصرح الذي هو استفاقة محمودة ظلت مؤجلة زمنا طويلا .. و هنيئا للمثقفين و المبدعين العرب بهذا الفضاء الذي يضاف إلى المنابر الجادة و المميزة .. و الذي سيثير كوامن شتى في كثير من المثقفين العرب .. بكل تأكيد ..

عبدالقادر حميدة
الجلفة / الجزائر








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لماذا يرتدي القراصنة رقعة قماش أو جلد لتغطية أعينهم؟


.. الهدف القادم حمص.. هل تبتلع الفوضى سوريا بسبب التنظيمات المس




.. أقصر حكومة في تاريخها.. لماذا انهارت حكومة بارنيه في فرنسا ؟


.. للقصة بقية | وحدة الساحات




.. مرتزقة كولومبيون قدموا عبر ليبيا للمحاربة في السودان.. ما ال