الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قضية المواطن العراقي زياد الكربولي

نبيل الحسن

2007 / 3 / 23
حقوق الانسان


وحيدا يقف ويصرخ في محكمة خارج بلده , يطلب جدار يستند إليه , بين الله والوطن والعائلة وانتسابه الجديد لتنظيم القاعدة واجبه الشرعي قرب مكان عمله الرسمي كموظف عراقي في الكمارك على الحدود الغربية مع الأردن وسورية حيث أهله وعشيرته , كلف من قبل حماة الإسلام بالتقاط ماتيسر من المسافرين عبر الصحراء عراقيين وعرب وأجانب وإخضاعهم لامتحان التنظيم الإنساني حول وضعهم كبشر ومن منهم يستحق البقاء على قيد الحياة ومن السكين بأنتضاره . في زمن لم يسأله احد بعد اعتقاله عن ضحاياه المفترضين من العراقيين فهم ارخص كما يبدو من تراب دفنوا تحته , اوالقوا عليه جثث مجهولة الهوية , ثم مغاربة سلمهم للقاعدة وقيل إنهم قتلوا , ربما ارتأت حكومتهم الهرب بأقل الخسائر فلها من المشاكل الداخلية ماهو اكبر باعتقادها من الخوض في مستنقع يبعد آلاف الأميال ! .
الضحية هذه المرة سائق أردني وهو المنفذ باعترافه بعد تلقيه الأمر والفتوى ولكن الجريمة هي قتل مواطن من دولة مجاورة هي الأردن لها قوانينها واستقرارها الاجتماعي الداخلي وقدرتها وتصميم مسئوليها الدائم في الدفاع عن مايعتبرونه مجالهم الحيوي الشعبي الوطني مهما صغر أو كبر حجم الاعتداء مادام المجني عليه يحمل الجنسية الأردنية .
- عند النطق بالحكم والأهم أثناء الجلسات لم يجد زياد الكربولي من يقف معه ! فالوطن أكثر منه وحشة وذلة ووحدة ومهانة وقلة رباطة جأش وهو نفسه (ربما) قد أوغل فيه وبأبنائه سكبنه وسالت الدماء تروي عطش الصحراء وتغذي الأجساد كواسرها , وحكومة وطنه لايوجد على طاولة ملفاتها متسع من المساحة لالتزام قضيته وتوكيل محام عراقي له أو حتى أردني صديق . كما إن حقوقيي بلده لديهم من الصراعات والاهتمامات الخاصة ماتجعلهم بغنى من الانزلاق في قضية شائكة غير مربحة كهذه . تبقى نقابة محاميي الأردن وكما يبدو فهي لاتستطيع ولا تريد التورط أو(حرق مراكبها) بالدفاع عن (عراقي قتل أردني ) مهما اطهرت قيادات وقواعد استقتال في الدفاع عن صدام وأعوانه .
- العائلة والأهل أين هم من زياد؟ ابن عم أسامة الجدعان من أوائل زعماء العشائر الحدودية اللذين رفضوا الاستسلام والاستزلام للقاعدة والأجهزة الخارجية التي توجهها وقتل . وابن عم محمد مظلوم الدليمي آمر قاعدة الحبانية وقصة تمرده على نظام صدام وإعدامه معروفة , إذن زياد ليس مقطوع ولا نكرة عند العشيرة ولكنه نام في غير حضنها .
- بقي له الله وتنظيم القاعدة ؟ ولكنه اعترف على جرائم ألزرقاوي وصحبه وتسبب على الأغلب في احد السهام التي وجهتها الحكومة الأردنية لقيادة التنظيم , مما حرق أوراقه القاعدية وفرت من حوله عصابته العراقية .
- تطلع الى السماء بعد أن غسل يده من حكومته والعشيرة ليوسط الله لدى التنظيم ويقول لهما معا بعد النطق بحكم الإعدام انه مستمر في (الجهاد ) لعل وعسى !! .
- مواطنان عراقيان زياد الكربولي وساجدة الريشاوي , محكومين بالإعدام وإمامهما التمييز في دولة مجاورة , لايحضيان بأي اهتمام أو انتباه من جانب الجهات المعنية في دولتهم , ولا يتم حتى إرسال مندوب لدراسة الوضع القانوني عراقيا لمحاكمتهم, علما ان وضع زياد يختلف لكون جرائمه وقعت على الأرض العراقية بينما الريشاوي فتاة الخالدية بائعة الخضار توفر لها القاعدة (زوج) يذهب بها إلى عمان لتفجر نفسها في حفل زفاف فلسطيني ! ويتغلب عليها حب الحياة في آخر لحظة , وحوكمت على النية .
- هل نحاول توضيح الموقف الأردني حكومة وشعبا لنأخذ بعض العبر ؟ كعراقيين!! .
- المواطن الأردني في عقله الواعي والباطن سيشعر حتما بالأمان ويمسك بجواز سفره يقلبه يقبله (هو) أينما سيذهب ستحرسه العناية الرسمية والمخابراتية وعلى الأقل تخيف من يحاول به السوء , والعائلة آمنة مطمئنة في البلد سالمة غانمة حتى وان نامت على طوي ليلة او أيام , وصلت رسالة الدولة الأردنية الى شعبها , فما هي وجهة نظره من قضايا كزياد الكربولي وساجدة الريشاوي وصدام حسين وإجمالا من الموضوع العراقي ؟ موقف واضح وصريح مهما حاول البعض اللف والدوران , الأردني العادي فلسطينيا كان أم أصيل يضع يده في جيبه يتحسسه ثم يفكر ويقرر (كم وضع هذا العراقي في جيبي ؟) ولا يهم بعدها مايردده .
- ولكن زياد وساجدة هم العكس فليذهبوا إلى الجحيم . ولتحيا رغد وبقية من حطوا رحالهم ودولاراتهم يطلبون امن الأردن وتدمير العراق ومن بقي من أهله . النداء الأخير هو للدولة , للحكومة العراقية , لاتتركوا مواطنيكم وحيدين في محاكم الأردن حتى لو كانوا من أمثال زياد وساجدة يتطلعون الى عطف القاعدة أو السماء , والانبار ثلث مساحة العراق .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هيومن رايتس ووتش تدين تصاعد القمع ضد السوريين في لبنان


.. طلاب في جامعة كاليفورنيا يتظاهرون دعمًا للفلسطينيين.. شاهد م




.. بعد تطويق قوات الدعم السريع لها.. الأمم المتحدة تحذر من أي ه


.. شاهد - مئات الإسرائيليين يتظاهرون ضد حكومة نتنياهو




.. بعد أن فاجأ الجميع بعزمه الاستقالة.. أنصار سانشيز يتظاهرون ل