الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المجتمع العراقي... من اجل مجتمع مدني

اميرة بيت شموئيل

2003 / 8 / 12
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


 

الاحداث ، المؤسفة احيانا، التي تعصف بالشعب العراقي بعد القضاء على السجان الجاهل صدام وزمرته المجرمة، ماهي الا نتيجة طبيعية لمحاولاته (اي الشعب) لردئ صدى الجمود الذي اصاب بالشلل كل مجالات حياته، ابان سنين الظلم والعدوان، على يد الشيطان الاكبر صدام. فهذا الشعب المظلوم، لم يكن ، في عهد النظام البائد مسجونا وحسب، بل كان معرضا الى جميع انواع الاعتداءات والتنكل ومن داخل السجن ايضا.

صدق السيد بريمر (او قيمر، كما يحلو للضرفاء تسميته)، عندما قال " ليس بامكاننا اصلاح ما افسده النظام خلال 35 عاما، في 35 يوم". كذلك حال الشعب العراق، لايمكنه الطيران والتحلق في عالم الحرية، بالشكل الطبيعي، بعد سجن وتعذيب لاكثر من 35 سنة. لابد وان تحصل بعض التصادمات هنا وهناك ، الى ان تعود الصحة والقوة الى جميع جبهاته ويصبح طيرانه طبيعي. كما لا يمكنه التحلق في عالم المدنية بسهولة وسرعة، بعد ان عاش ولاكثر من 35 سنة عسكريا.

ما زال العراقيون مترددين يتحذرون من بعضهم البعض ولا يثقون ببعضهم، وهذا طبيعي، بعد سنين الدسائس التي احيكت بينهم وجعلتهم يعيشون كأعداء. لقد وصلت الامور في ظل نظام الطاغية صدام، الى انعدام الثقة بين الانسان وعائلته، فكيف الامر بين المجموعات، كالقوميات والاديان والاحزاب وغيرها.

ما زال العراقيون مترددين في تصديقهم لوعود قوات التحالف، وهذا طبيعي، فامريكا وبريطانيا كانتا في طليعة الدول المطلعة على اجرام صدام وزمرته على العراق، ولكنهما لم يتحركا الا عندما بدأ يتلاعب بمصالحهما.

لا يثق الشعب العراقي بأغلب الدول العربية، وهذا طبيعي، لانها ماتزال تساند سياسة المجرم صدام وتقف ضد الشعب العراقي المظلوم، بشكل مباشر او غير مباشر.

المصادمات بين الافراد ( ماعدا المجرمين منهم)، المصادمات بين المجموعات، احزاب ومنضمات ( ماعدا البعثيين والموالين للمجرم صدام)، المصادمات بين الاديان والقوميات المختلفة، تصريحات الاسنفزاز بين المسؤولين وغير ذلك، جميعها تدل على التحلق الغير الطبيعي في عالم الحرية الحديث العهد، هذا العالم الذي نحلق فيه ونحن جرحى.

لم تسنح للعراقيين الفرصة بعد بمشاهدة المجرمين وغاصبي حرياتهم واعراضهم، وهم يحاكمون ويلاقون جزاءهم العادل على انتهاكاتهم بحق العراق وابناءه، فالمسؤولين المدانين ، بعضهم في قبضة قوات التحالف، حيث لابد وان يكونوا في اماكن واوضاع افضل بكثير جدا مما كان وضع وسجون العراقيين المظلومين... عدي وقصي انهى التحالف امرهما بسرعة البرق، وهذا لم يشفى غليل العراقيين... صدام والبقية ما زالوا احرار، يشترون الكثير من الضمائر العالمية والعربية، لصالحهم، ويصرفون على الدعايات، بما سرقوه من اموال الشعب... نساء الاجرام (ساجدة وبناتها واحفادها) وصلوا الى الاردن، ونزلوا في القصور الفخمة للعائلة الهاشمية الاردنية، معززات مكرمات، امام عيون وانظار الملايين من الارامل والايتام، الذين غدر بهم المجرم صدام ورب عائلة الاجرام.

العالم العربي، الذي تعود على الاخذ من العراق وليس العطاء، مابرح يغرز بسيوفه العنصرية ، الشوفينية المتعصبة، في الجسد العراقي الجريح... العالم الغربي، ما زال ينظر الى العراق من خلال مصالحه مع دول قوات التحالف ( امريكا وبريطانيا)، ليس الا.

امام كل هذه المعضلات، يحاول العراق لملمة جراحه ومعاودة الطيران في عالم الحرية، مؤمنا بأن الخالق قد وهبه كل المميزات التي تجعل في مقدوره ان يحلق عاليا في عالم الحرية، فهل من معين؟؟

الاعانة في هذه الاحوال ، لايمكن ان تأتي من الخارج، انما يجب ان تأتي من الداخل.. هذا المجتمع الذي حوله المجرمين، بقوة السلاح، الى مجتمع عسكري، يعيش العنف والارهاب والتخريب والهدم والموت كل يوم، والتي جعلته في مصاف الدول المستهلكة، ولاكثر من 35 سنة، يجب ان يتحول الى مجتمع مدني، يعمل ويبني ويتعاون في وضع القوانين والقواعد والاسس، التي تجعله في مصاف الدول المنتجة والمسالمة ايضا.

ان فكرة تحويل المجتمع العراقي الى مجتمع مدني، هي بالطبع الافضل له، وهي لابد ان تخلق منه مجتمع سعيد ومتطور، نظرا للامكانيات الاقتصادية الهائلة، التي يتمتع بها العراق. اعطني اقتصادا قويا، اعطيك مجتمعا سعيدا. ولكن، لابد وان تأخذ تطبيقاتها الوقت والجهد الكثير لتغيير الواقع العسكري، الذي نجده في الاسلوب العراقي اليوم، الى واقع مدني.

فتحية الى الامكانيات الفكرية الهائلة، والشخصيات التي اجتمعت لاحياء وتفعيل فكرة ( من اجل مجتمع مدني افضل)، والتي بدأت تصب بمنجزاتها في الوقت المناسب، في البلد المناسب، الا وهو العراق الحبيب.

 








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فرنسا تحاول فرض إصلاح انتخابي على أرخبيل تابع لها وتتهم الصي


.. الظلام يزيد من صعوبة عمليات البحث عن الرئيس الإيراني بجانب س




.. الجيش السوداني يعلن عن عمليات نوعية ضد قوات الدعم السريع في


.. من سيتولى سلطات الرئيس الإيراني في حال شغور المنصب؟




.. فرق الإنقاذ تواصل البحث عن مروحية الرئيس الإيراني إبراهيم رئ