الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإعلام.... ولغة الحوار عبر الصورة التلفاز انموذجاً

كامل القيّم

2007 / 3 / 24
الصحافة والاعلام


((في السبعينيات، كانت المذيعة تمسك بيدها المرتجفة ورقة الأسئلة ( المصاغة بحذر شديد ) من قبل معد البرنامج الذي أخذ عليها موافقة مراقب البرنامج والذي بدوره راجع فيها مدير عام التلفزيون ، أما اليوم وفي عصر المكاشفة وحوار الرأي الآخر ، والتلقائية ، فمدرسة جديدة للحوار قد برزت لتستقطب الجماهير بسخونة الحوار وقضيته ، والتي في اغلب الأحيان بطلها ليس الضيف ....بل مقدم البرنامج ( المحاور ).
اولاً : التلفاز وسماته الاتصالية :
على الرغم من ان أدوات الاتصال بمجملها تعد أدوات تأثير وتغيير ، الا ان المعطيات الحديثة قد افردت مؤشرات أساسية في عمليات التأثير القصوى في المجتمع الكوني ، والتي نستطيع ان نجملها في بعدين أساسين الأول ، يتلخص بالاتصال عبر الحاسب ( الانترنت ) ، والأخر في التلقي ألتلفازي ، إذ تتصاعد أنشطة الاستخدام فيهما عن باقي الأنشطة الاتصالية الأخرى المتعددة بفواصل كبيرة.
وما يهمنا في ها الموضوع يتعلق بالبعد او التأثير والسطوة التلفازية التي نحن جزء من صانعيها منتجين ام مستهلكين برغم حالات المنعة والحذر التي في أحيان كثيرة نرفعها كشعارات فضفاضة لتقليل واقع تعايشنا او نحاول ان نتعايش معه ( وفي الآونة الأخيرة بشكل ايجابي ) من خلال الإنتاج ودخول المعترك بشكل تفاعلي وليست سلبي .
والعالم اليوم يشهد ثورة غير مسبوقة في ميدان انتاج الصورة وتمثيلها وتوزيعها ، وفي درجة الاستهلاك العالمي لها وهي ثورة جاءت نتيجة امتداد النجاح الهائل في ميدان توظيف تكنلوجيا الاتصال الفضاء عبر الوسائط الفضائية ، في مجال الاعلام المرئي ، وذلك اسس لقيام محطات فضائية منذ عقد ونصف اطلق امكانية تعميم البث الفضائي عب آلاف الفضيات التي تشكلت بتواتر هائل ، بعدما اشتد الرهان التاثيري على الصورة بدل الكلمة المحضة ، كما ان الرخص النسبي لكلفة البث الفضائي اليوم تفسر انطلاقه بهذا الكم والكيف ، عما كان عليه في اول انطلاقته مع محطة الـ ( (CNNوذلك بعد النجاح الهائل في استخدام الحزمة الضوئية ( Fiber Optic ) الذي سهل مرور اكثر من اشارة واحدة في سلك ضوئي .
والتلفاز بهذا الاتساع لم يعد مجرد وسيلة اعلامية للوصول الى ملايين الناس ، بل غدا اداةً من أدوات التعبير الثقافي والسياسي واداة لتشكيلهما ، من خلال قدرته على صياغو الافكار وتصوير وابتكار المعاني والرموز ، انه ينقل الملايين من الظلمات والعزلة والأمية الى افق الوعي الإنساني والاجتماعي الشامل ، ، وإذا كان هناك مزايا ايجابية كثيرة للتلفاز ، فان له مزايا سلبية ، كما يصفها علماء الاتصال (بالمزايا المعطلة ) اذا لايقدم ـ بحسب رائهم ـ الا ثقافة زائفة وسطحية واستهلاكية ، لا يحفز على الإبداع الفكري والنشاط الذهني .وعلى ذلك يمكن ادراج بعض مميزات التلفاز.
مميزات التلفاز
1- الجمع بين مزايا وسائل الاتصال الأخرى ومخاطبة أكثر من حاسة ، اذ يجمع مابين السينما ، والراديو ، والمسرح ، ويجمع الحركة والصوت والصورة واللون ، وبهذا فهو يخاطب كثر من حاسة من حواس الإنسان ، مما يجعله اكثر جذباً وتشويقاً وأكثر اقناعاً في ظروف معينة ( بنقله للحقيقة ) .
2- قدرته على تخطي الحدود الطبيعية والجغرافية والسياسية ، مع استخدام الاقمار الصناعية وتكنولوجيا البث الرقمي ( بنقاء عالي الجودة للصوت والصورة ).
3- سرعة المعالجة الإخبارية ، رغم تفوق الراديو في هذه الخاصية ، الاان التلفاز يتميز ايضاً بالفورية للأحداث بالصوت والصورة من مواقع الإحداث .
4- تخطي حاجز الأمية الثقافية ، ويشترك معه الراديو ان ان عولمة الصورة التلفازية قد خلقت جمهوراً كونياً تجاه الصور المتواترة مع للأحداث والشخصيات والأماكن والعقد السياسية الدولية .
5- إتاحة المشاهدة لاماكن وأحداث وشخصيات كان لايمكن للجمهور مشاهدتها لولاه، فهو العدسة الدائرة حول العالم بكل تفاصيله الدقيقة حتى وصف هذا العالم بالشاشة الصغيرة.
6- إمكانية استخدامه ثقافياً وتعليمياً وتحريضياً ...الخ أي هو أداة الربط بين المؤثر وساحة التأثير الاجتماعي.
7- يتميز بامكاناته الفنية المتعددة، وخاصة بعد إمكانية معالجة النصوص المتلفزة القديمة والحديثة بأنظمة الاتصال الرقمية ( الحاسب والهاتف المحمول وغيرها من تقنيات الاتصال عن بعد ).
مفهوم الحوار:
يرتبط مفهوم الحوارالتلفازي بطرق الاتصال الشفاهية ( المباشرة ) وهو ليس المجادلة او الحديث او الخطاب ، فالحوار يجمع بين شخصين او أكثر يناقشون قضية معينة بطريقة مقبولة ثقافياً واجتماعيا ، ولها اهتمام ومطلب جماهيري .
والحوار اساسه اللغة بشكليها ( اللفظية والاشارية ) ، وقد نقل الحوار الى وسائل الإعلام منذ نشوء الصحف والإذاعات ، وقد نتج عنه قوالب وأساليب في الصحافة والرواية والمسرح وباقي قنوات التاثير الاتصالية .
وقد ارتبط القالب الحواري في تلك الوسائل بامتداد اجتماعي وانساني للغة التفاهم ، والحديث وابداء الراي والمشورة ، وبذلك فهو يعد قالباً قديماً او طريقة تقليدية تمت ممارستها في الحضارات الغابرة من قبيل المحاورات السياسية ، ومحاورات القضاء ، ومئات الإشكال من الأنشطة الحوارية التي يجريها الإنسان مع الآخر .
وبالنتيجة كانت قد القت بظلالها على حاجات المتلقين من بعض فئات المجتمع ، كالقادة ، والسياسيين ، والفنانين ، والنخبة الثقافية والدينية ، وهكذا صار لازماً على قنوات الاتصال ان تقدم للناس ما يرونه جزءً يسيراً للفهم من ناحية ، ومن ناحية اخرى ، كمطلب اجتماعي وثقافي يغطي غرض ما او تساؤل ما ، يشبعه اللقاء او الحوار .
ولكل وسيلة اتصالية تسير بحوارها مع الآخر بطرق وأساليب مختلفة تبعاً لوسائطها ورموزها التي ترتبط بحواس الجمهور ، فالمادة المقروءة ( الصحف ، المجلات ، أخذت قوالب صحفية معينة ، كالمقابلة ، والحديث الصحفي ، والاستطلاع ، أما الإذاعة فقد جرى العمل بها العمل بها على أسس الرمز الصوتي ، بالمقابلة الفردية والجمعية ، واستطلاعات الرأي ، وللتلفاز موضوعنا المخصص سنفرد له سماته وقواعده الخاصة في هذا السياق .
الحوار التلفازي :
بالنظر للخصائص والسمات التي يتميز بها التلفاز ، فضلاً عن خصائصه الأخرى المتصلة بالانتشار والإتاحة والاعتماد الاجتماعي اليومي ( التعرض المنتظم ) كان الحوار التلفازي ابرز القوالب التي تقدم الآن لمناقشة قضايا الشؤون العامة او المتصلة بظاهرة تحمل أهمية لى المتلقين ، فنحن بشكل دائم نحتاج الى ما يحمله شخص ما نحو موضوع ما ، بلغة وطريقة ما ، ونستطيع ان نميز ما يحمله قالب الحوار التلفازي من سمات بحسب عناصره الأساسية وهي :
العنصر الاول : مقدم البرنامج ( المحاور )
وهو الشخص الذي يقوم بالتحدث ، او استعراض فقرات اجراء الحوار وضبط آليته الفكرية والزمنية ، ويقع على المحاور عبئاً كبيراً في انجاح واستثارة قطب او أقطاب الحوار ، على ان يحمل الصفات الآتية او اكثرها :
1- الثقافة والدراية الواسعة بموضوعة الحوار ، أي ان يتسم بالموسوعية المعرفية
2- القدرة على تفهم الترميز في دلالة المعاني ( الاصطلاحات ) والاشاري لأعضاء الحوار ، ومن ثم يعمل على وفقها استدعاء آليات المشاكسة ، او ( التوافق ) او (الاستنطاق ) او التكرار ، على وفق الحقيقة الموضوعية .
3- القدرة في إشعار المحاورين على أهمية موضوع الحوار بالنسبة للمشاهدين .
4- السمات التقديمية ، كالصوت ، والهيئة ، والعمر ، والسمع ، والتنظيم ( توزيع الادوار ) التلقائية .
5- الربط : القدرة توظيف الإحداث ( الخاصية التاريخية ) والقدرة على توظيف السياقات اللغوية ( ربط القول السابق باللاحق ) .
6- اللاتقليدية : اعتماده فنون تقديمية مختلفة ( اللاتقليدية ) البدء بمكان الحدث ، البدء او الانتهاء بشاهد عيان ، بمسئول ، بقول سابق لنفس المتحدث ، ومن ثم يجري الحوار .
7- الذوق العام : ملاحظة عدم الخروج عن الذوق العام ، او الإساءة الى الآخرين ، بالأسماء في سياق الحديث .
8- أفلام الإسناد : أي توفير مادة أرشيفية ساندة لمجرى الحديث وإمكانية التعليق عليها ، تحتوي آراء متناقضة او متطابقة ، لقنوات او أشخاص ليها رأي سابق ، لكنها لم تدخل ميدان الحوار .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل - حماس: أبرز نقاط الخلاف التي تحول دون التوصل لاتفاق


.. فرنسا: لا هواتف قبل سن الـ11 ولا أجهزة ذكية قبل الـ13.. ما ر




.. مقترح فرنسي لإيجاد تسوية بين إسرائيل ولبنان لتهدئة التوتر


.. بلينكن اقترح على إسرائيل «حلولاً أفضل» لتجنب هجوم رفح.. ما ا




.. تصاعد مخاوف سكان قطاع غزة من عملية اجتياح رفح قبل أي هدنة