الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


انه مجتمع وريث سلسلة صراعات تاريخية .. هل من حل ...؟

مصطفى حقي

2007 / 3 / 24
الحوار المتمدن - الكتاب الشهري 2 : المصالحة والتعايش في مجتمعات الصراع العراق نموذجا


الدين واحد والكتاب واحد والرسول واحد وفي البداية من قومية واحدة بدأت رحلة الدين والواحد والواحد ...؟ ولما كان الإسلام لم يحدد أي نظام سياسي للحكم بل لاوجود لنظرية سياسية أو ما شابهها في الإسلام الذي أوجد ثغرة واسعة للأذكياء لاستغلال هذه الجموع المؤمنة بالطاعة العمياء لأولي الأمر ..! وبدأت مشكلة الحكم منذ وفاة الرسول .. وأهمل جسده الطاهر، ولم يوارى الثرى لأيام ثلاثة والقوم منشغلون يبحثون من الذي سيخلف النبي دنيوياً ويكون حاكماً يدين له الجميع .. وبدأت الخلافات تدب شيئاً فشيئاً فأدت إلى اغتيال الخليفة الثاني عمر بن الخطاب ثم طالت الخليفة الثالث عثمان بن عفان وبلغت الأزمة ذروتها عندما وصل علي بن أبي طالب إلى الخلافة وهو رجل دين لينافسه رجل سياسة وداهية عصره معاوية بن أبي سفيان والذي استطاع بمكر ودهاء من الاستيلاء على السلطة وقلب دولة الإسلام من حكم ديني بسيط إلى حكومة سياسية ناشطة واستغلت الدين بذكاء وجندت الفقهاء لصالح السلطة ليفتوا لها ضد الخارجين عليها وليضفوا بشرعية سلطتها ومع تقدم الحكم نمَت بذات الوقت حركات سياسية لبست ثوب الدين لتكون نداً للسلطة الحاكمة المتمثلة بالأمويين .. ومما زاد الطين بلّة هو تلك الفتوحات الواسعة وانقسام المسلمون إلى فئات ودرجات وبدأت من العرب بالذات ، فالإمامة والخلافة لقريش دون العرب الآخرين وبالحقيقة كانت أكثر المناصب الحساسة والولاة تنحصر في الأسرة الحاكمة القرشية وللصحابة والمقربين ، وبقية العرب جاؤوا في المرتبة الثانية والمسلمون الآخرون من غير العرب سموا بالموالي وحقوقهم السياسية شبه معدومة ، أما الذين خضعوا واستمروا بدفع الجزية فهم مواطنون من درجة دنيا وتحت إذلال الوصية العمرية ، ودارت الدوائر واستطاع العباسيون اغتصاب السلطة من الأمويين ونكلوا بهم وحتى بموتاهم .. ؟ لتزيد نار الفتنة والكراهية من تأجيج وتتوالى الأيام ونهر من الدم يسيل ومسلسل أسماء مرعبة تمر ،مثل ابو العباس السفاح ، الجعد بن درهم ،مسرور السياف جلاد الخليفة هارون الرشيد ، الحجاج ، قراقوش .. وأسماء كثيرة أخرى تاليه أشد شراسة اتجاه شعوبها ولتصل في العراق إلى مذبحة إسلامية إسلامية وبكل فخرٍ وجدارة .. والمشكل أن القتلة جميعهم مثواهم الجنة .. وليلتم شمل الصراع التاريخي بكل سلبياته في الوطن العراقي المنكوب ، والأكثرية المسلمة فيه مقسمة إلى مذاهب وتبعيات فالشيعة بين العراق كوطن وإيران كمذهب والسنة أيضاً بين وطنية العراق وانتماءات متعددة لدول مجاورة ثم يأتي الأكراد بقوميتهم واالتركمان والأشوريون واليزيديون والكلدانيون والصابئة والمندائية والمسيحية، انهم نسيج العراق المتداخل بفنية رائعة وبلوحة فسيفسائية كاملة
وقد اقترحت الفيدرالية مخرجاً واقعياً وعصرياً ليبقى العراق موحداً وعظيماً في مقالي السابق وتحت عنوان (الولايات المتحدة العراقية ) وهل يمكن أن يستفيد العراقيون من تجربة روما حيث يعيدنا السيد القمني إلى القرن الخامس قبل الميلاد وإلى نهضة روما الاستقلالية الديمقراطية العلمانية الحديثة التي مارستها في تلك الأيام الغابرة وذلك عندما أعطت الحق لكل مئة مواطن من الشعب الروماني المكوّن من نسل القبائل الثلاث الأصلية في البلاد ؛ او من حالفوهم أو تبنوهم . إضافة إلى منح حق المواطنة للغرباء الذين تمنحهم روما المواطنة لما قدّموه لها من إخلاص ، أعطت لكل مائة شخص كما ذكرنا أن ينتخبوا واحداً منهم كرئيس لهذه الجماعة المئوية ، ومجموع رؤساء الجماعات المنتخبة يشكلون أعضاء الجمعية الوطنية ؛ وهم يختارون الحكّام وينظرون في الاجراءات التي يعرضها الموظفون أو مجلس الشيوخ لتجيزها أو ترفضها ؛ لأنها كانت كل الشعب وهي الناظر الوحيد في أي حكم بالإعدام يصدر ضد مواطن وفي إعلان الحرب وفي عقد الصلح ( وليزداد عجب القاريء أن هؤلاء وبحكومتهم كانوا يدينون بالوثنية ) وبعد ما ذكرنا ألا يستحق العراق العظيم حكومة تآلفية تتكون من كافة أطياف المجتمع العراقي في مجموعة دول ودويلات من العربي والكردي والفارسي والتركماني والآشوري والكلداني من السني والشيعي واليزيدي والصابئي والمندائي كلٌ في حيزٍ جغرافي يشكلون ولاية مهما صَغُرَت وكل مائة منهم ينتخبون رئيساً ومجموع الرؤساء لكل دولة تشكل جمعية وطنية للولاية وكل جمعية وطنية تنتخب ممثلها ليكون عضواً في الجمعية العامة المركزية للدول المتحدة فيدرالياً والتي تحترم شعوبها وتصون أرضها موّحدة والأرض أولاً وأخيراً هي الهوية الأصلية لكافة مواطني الدولة الموّحدة ، كما هي عليه أمريكا اليوم في ديمقراطية علمانية حضارية رائعة كل مواطن يتمتع بحريته الدينية ومذهبه الديني وعقيدته السماوية أو الوضعية وبفكرته القومية بحرية وكرامة ولكن ضمن إطار قدسية الأرض ... هل نحلم في حلٍ عقلاني .... ؟‍ كان أسلاف البشرية في القرن الخامس قبل الميلاد قد توصلوا إليها .....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فرنسا تلوح بإرسال قوات إلى أوكرانيا دفاعا عن أمن أوروبا


.. مجلس الحرب الإسرائيلي يعقد اجتماعا بشأن عملية رفح وصفقة التب




.. بايدن منتقدا الاحتجاجات الجامعية: -تدمير الممتلكات ليس احتجا


.. عائلات المحتجزين الإسرائيليين في غزة تغلق شارعا رئيسيا قرب و




.. أبرز ما تناولة الإعلام الإسرائيلي بشأن تداعيات الحرب على قطا